تشوركين إذ يُنذر الأسد
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

تشوركين إذ يُنذر الأسد؟!

 فلسطين اليوم -

تشوركين إذ يُنذر الأسد

عريب الرنتاوي

في حمأة “الاختراقات الميدانية” التي حققها الجيش السوري وحلفاؤه على جبهات عدة، ارتفعت وتيرة التصعيد السياسي من جانب النظام ... الرئيس بشار الأسد، تحدث عن مواصلة العمليات الحربية حتى استعادة السيطرة على مختلف الأراضي السورية (وإن طال الزمن)... وزراء ومسؤولون كبار في الحكم ربطوا تنفيذ أية تفاهمات سياسية قد تنبثق عن مسار فيينا بالانتصار في الحرب على الإرهاب ... والإرهاب في القاموس السياسي، لا يستثني أحداً من المعارضات المسلحة، بل ويطاول المعارضة السياسية “الأشد اعتدالاً” بدلالة اعتقال عبد العزيز الخيّر ورجاء الناصر ومطاردة لؤي حسين. 

لقد حدث ما حذرت منه أطراف عديدة على امتداد السنوات الخمس من عمر الأزمة السورية ... ما إن يتذوق فريق طعم “الانتصارات” على جبهات القتال، حتى تنتعش لديه أوهام “الحسم العسكري” ... حدث ذلك مع المعارضات في مراحل معينة من تاريخ الأزمة، وحدث ذلك أيضاً من داعميها ورعاتها الإقليميين، وها هو يحدث اليوم مع النظام وحلفائه الذي يستشعرون “فائض قوة” يغنيهم عن تكبد عناء السفر والتفاوض والحلول الوسط والتسويات السياسية والتوافقات الوطنية. 

لكن الرد على هذا المنطق ( اللامنطق) داهم النظام من حيث لا يحتسب، الرد جاءه هذه المرة من نيويورك، وعلى لسان مندوب روسيا إلى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، الذي رد على تصريحات الرئيس بلغة لا تخلو من التهديد والوعيد ... فإما السير بإخلاص على مسار فيينا والتسوية السياسية للخروج بسوريا من مأزقها بـ “كرامة”، إما السير على الطريق الذي رسمته روسيا والمجتمع الدولي، وإما مواجهة أوخم العواقب، والتورط في حرب ستطول، ولا تُعرف نتائجها. 

تشوركين لم يتجاهل احتمال أن تكون تصريحات الأسد مجرد رسائل سياسية يبعث بها لخصومه وأصدقائه، ومن باب “الردع” من جهة أو “رفع المعنويات” و”رص الصفوف” من جهة ثانية، محذرا من مغبة اقتطاعها من سياقها، وتحويلها إلى “نصوص درامية” يُنسج على منوالها، الكثير من الاستخلاصات والتقديرات “المتطيّرة” ... لكن مع ذلك، لم يتردد الرجل، رفيع المستوى، في رسم سقوف لما يمكن لصناع القرار في دمشق، أن يتخذوه من مواقف وسياسات وخيارات ... فروسيا عندما قررت التدخل العسكري في سوريا، لم تفعل ذلك على طريقة “بلاكووتر” في اليمن، وإنما في سياق رؤية استراتيجية، تتعلق بموقعها ومصالحها كدولة عظمى ... والمؤكد أنها تتوقع من حلفائها وأصدقائها، تكييف سياساتهم مع هذه الحقيقة، لأنها ببساطة ليست في موقع يملي عليها، “تصغير” حساباتها وفقاً لـ “مقاسات” أي منهم. 

تعيدنا تصريحات تشوركين غير المسبوقة في سياق العلاقة بين “الحليفتين الاستراتيجيتين”، إلى فائض الثرثرة الدعائية وسيل الديماغوجيا الذي انهمر بقوة منذ الثلاثين من أيلول/ سبتمبر الفائت، عندما “اختزل” كثيرون من خصوم الأسد وبوتين، وظائف التدخل الروسي في سوريا بإنقاذ الرئيس بشار الأسد، أو عندما تحدث آخرون على الضفة الأخرى، “حلف استراتيجي” يضع موسكو ودمشق وطهران و “حارة حريك” في خانة واحدة ... يثبت اليوم، كما سبق وأن قلنا من قبل، أن لروسيا حساباتها وأجنداتها، التي لا تجعل منها “حليفاً استراتيجيا” لأي من هذه الأطراف، وهي من قبل ومن بعد، لم تتحدث يوماً، بهذه اللغة أو تضع نفسها في خانة “المقاومة والممانعة”. 

وتعيدنا تصريحات تشوركين، إلى “نبوءة” اختلف معنا كثيرون في تقويم مدى جديتها ووجاهتها، ألا وهي أن روسيا تستطيع أن تحمل الأسد على أكتافها لمرحلة انتقالية، تطول أو تقصر، هنا المسألة منوطة بتطورات الميدان، بيد أنه سيكون من الصعب على موسكو أن تحمل الأسد لما بعد المرحلة الانتقالية، هذا بفرض أنها راغبة في فعل ذلك. 

ويذكرنا تشوركين بتهديده ووعيده المبطنين، بما سبق وأن ذهبنا إليه أيضاً، من أن روسيا بعد الثلاثين من أيلول / سبتمبر، باتت الضامنة والحامية للنظام ورئيسه والمتكفلة بالملف السوري بوصفها “اللاعب المحوري” فيه على وحد وصف الملك عبد الثاني، بعد أن كان الأسد قبل هذا التاريخ، هو الضامن لمصالح روسيا ودورها على الضفاف الشرقية للبحر المتوسط... اختلاف المواقع هنا، سيؤسس لاختلاف المواقف كذلك. 

تصريحات تشوركين جاءت بمثابة “Wake - up call”، لكل من ظن أن الميدان وحده، يمكن أن يحسم الصراع في سوريا وعليها، وتذكرةً لهم بوجوب الإبقاء على الحلول السياسية التوافقية، في صدارة أجندتهم وأولوياتهم ... وعلى الذين “جاءوا بالدب الروسي إلى كرم العنب الشامي” أن يدركوا قبل فوات الأوان، بأنهم مشمولين أيضاَ بـ “قواعد اللعبة” الجديدة التي فرضها التدخل الروسي في سوريا... تلكم هي “ضريبة” استدعاء الخارج في الصراع الداخلي، أياً كان هذا الخارج، وأيا تكن هوية المُستدعي أو المُستَدعى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تشوركين إذ يُنذر الأسد تشوركين إذ يُنذر الأسد



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday