مجتمع دير المدينة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

مجتمع دير المدينة

 فلسطين اليوم -

مجتمع دير المدينة

بقلم : دكتور زاهي حواس

تقع قرية العمال والفنانين المعروفة باسم «دير المدينة» في البر الغربي لطيبة (محافظة الأقصر حالياً) وتحديداً في الطرف الجنوبي بين وادي الملكات في الغرب، والمعبد الجنائزي للملك رمسيس الثاني المعروف باسم الرامسيوم في الشرق، وجبانة شيخ عبد القرنة في الشمال، وجبانة قرنة مرعي في الجنوب، وجبانة قرية دير المدينة التي تقع على سفح تلال طيبة إلى الغرب من قرية العمال.

واسم القرية في النصوص المصرية القديمة «ست ماعت» بمعنى دار الحق. وسمي العمال الذين يعملون في هذه القرية باسم «الذين يعملون في مكان الحق»، أما الاسم الحالي للقرية فنسب للدير الذي شيده الأقباط في ذلك المكان في العصر القبطي المبكر.

هذا وتختلف مقابر العمال والفنانين في دير المدينة عن مقابر الأشراف التي شيدت في البر الغربي للأقصر. فلقد سكن قرية دير المدينة العمال والفنانون الذين كانوا مكلفين بتشييد معابد ومقابر الملوك في البر الغربي. وقد شُيِّد بدير المدينة العديد من الآثار، لعل أهمها بالإضافة إلى تلك الجبانة الرائعة معبد صغير جميل من العصر البطلمي كرس لعبادة حتحور رمز الأمومة والحب والجمال عند المصري القديم. يحيط بالمعبد سور عالٍ من اللَّبِن ويتكون من فناء وبهو للأعمدة ثم بهو آخر يصل إلى قدس الأقداس، وفي هذه المنطقة منازل عمال دير المدينة، بالإضافة إلى الجبانة السابقة الذكر، وتقع على الجانب الغربي الشديد الانحدار من المدينة، وتحتوي على أكثر من خمسين مقبرة يرجع تاريخ معظمها إلى عصر الأسرتين التاسعة عشرة والعشرين.

ومن أجمل ما يميز مقابر دير المدينة هو أنها ما زالت تحتفظ إلى الآن بألوانها الرائعة كما لو كانت قد نفذت بالأمس، وليس منذ آلاف السنين، وتمتاز المقابر بجمال النقوش وتنوعها، والجديد في هذه المقابر هو أنه تعلوها أهرامات صغيرة. ويمكننا اعتبار عمال دير المدينة موظفين حكوميين في الدولة باعتبار أن عملهم الأساسي هو تشييد المقابر والمعابد الملكية.

كان الفنانون ورؤساء الحرف يورثون مهنهم لأبنائهم. وكان العمال في دير المدينة ينقسمون إلى فريقين، الأول يعمل في الجانب الأيمن من المقبرة، ويعرف بمجموعة الميمنة، والفريق الثاني يعمل في الجانب الأيسر من المقبرة، ويعرف بمجموعة الميسرة. وكان متوسط عدد العمال في الفرقة الواحدة نحو ستين عاملاً تقريباً. وكان لكل فريق اثنان من المشرفين، بالإضافة إلى وجود كاتب مسؤول عن الجانب الإداري الخاص بهم، وكان مسؤولاً عن تنظيم الحضور والانصراف وتسجيل أسماء الحاضرين من المتغيبين وأسباب تغيبهم عن العمل. وكان هذا بمثابة تقرير يومي عن سير حالة العمل في المقابر الملكية والمعابد. وكانت تلك التقارير ترفع إلى مكتب الوزير أو إلى المندوب الملكي. وعادة ما كان الوزير يزور المقابر الملكية التي يتم العمل فيها لمتابعة سير العمل والإشراف عليه. كان العامل يأخذ إجازة ثلاثة أيام كل شهر، بالإضافة إلى الإجازات والأعياد الدينية والسياسية الأخرى. وكان لكل عامل عدد من أدوات العمل توزع عليه وتصبح في عهدته. وكان الكاتب يسجل أعداد الأدوات النحاسية، ووزنها، والشخص الذي أعطيت له. وأثناء الحفر في عمق الأرض، كان العمال يستخدمون مصابيح فخارية مصنوعة من الطين المحروق وتُملأ بالزيت.

ومن المميز في مقابر عمال دير المدينة، هو تلك المناظر التي رسمت على جدرانها، حيث اتسمت بأنها مملوءة بالمشاهد الأسطورية، التي كان الفنانون أصحاب تلك المقابر يفضلونها عن المناظر التي تسرد تفاصيل الحياة اليومية عند المصري القديم مثلما كان الحال في مقابر الدولتين القديمة والوسطى وحتى بداية الدولة الحديثة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجتمع دير المدينة مجتمع دير المدينة



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

GMT 07:50 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

استدراك واجب على مُلحق بصحيفة

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 01:12 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 06:05 2016 الثلاثاء ,28 حزيران / يونيو

ديلما روسيف تكشف حقيقة ما جرى وتدحض اتهامات الفساد

GMT 17:36 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

الهولوجرام والسحر في العصر الحديث

GMT 07:33 2014 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدارج الأسد الأفريقي ضمن الأنواع المهددة بالإنقراض

GMT 21:37 2015 الثلاثاء ,15 أيلول / سبتمبر

فوائد الجوافة في علاج نزلات البرد

GMT 17:47 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ريم قشمر تختار الفساتين القصيرة لتصميماتها في 2017

GMT 20:29 2015 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

العقيد سرور يؤكد استعداد الشرطة البحرية لمواجهة موسم الشتاء

GMT 00:41 2015 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة مي عز الدين تفند شائعات ارتباطها بأحد رجال الأعمال

GMT 14:15 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

اتبعي الطرق الصحية لتنظيف فراشك مرة كل شهر

GMT 02:29 2014 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصاميم رائعة من السيراميك الأنيق للمنازل بتوقيع "الشريف"

GMT 22:38 2017 الإثنين ,17 تموز / يوليو

جالطة سراي يضمّ ماريانو لصفوف الفريق
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday