تحت ستار الحرب على الإرهاب
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

تحت ستار الحرب على الإرهاب

 فلسطين اليوم -

تحت ستار الحرب على الإرهاب

عريب الرنتاوي

أماط التدخل الروسي الكثيف في ميادين الحرب في سوريا وعليها، القناع عن “حرب أجندات” حقيقية، تدور رحاها في سوريا وعليها، ودائماً بذريعة الحرب على الإرهاب وتحت ظلالها. الانتقادات التركية – السعودية – القطرية، المدعومة من واشنطن وباريس، لاستهداف الطيران الروسي مواقع “جيش الفتح” في إدلب وريف حماة وشمال اللاذقية، كشفت عن جانب واحدٍ من الصورة: هذه الأطراف، وتحت ستار الحرب على داعش، تدعم قوى جهادية أخرى، بعضها يتبع القاعدة رسمياً: النصرة، وبعضها الآخر، لا تفصله عنها سوى فوارق تكتيكية ضئيلة: أحرار الشام، حيث يشكل الفصيلان، العمود الفقري لما يسمى بـ “جيش الفتح”، والذي تفضل أوساط المعارضة على إسباغ صفة الاعتدال عليه، بل وتنسبه إلى “الجيش السوري الحر”، مع أننا نعرف كغيرنا، أن هذا “الجيش” بات أثراً بعد عين، ولم يعد يتحكم سوى ببؤر معزولة من المناطق السورية، وأن بقاءه بات مشروطاً بدرجة رضا “النصرة” و”الأحرار” عليه. وسائل إعلام هذه العواصم، كما أوساطها الدبلوماسية، استعادت من جديد، “رواية” الجيش الحر والمعارضة المسلحة المعتدلة، ولقد سمعنا بالجيش الحرفي غضون أيام ثلاثة، أعقبت القصف الجوي الروسي لأهداف في سوريا، كما لم نسمع به طوال أشهر عديدة ... لا أحد في هذه العواصم، ولأسباب معروفة، يريد أن “يُعرّف” القوى التي تستهدفها الطائرات الروسية، بغير عبارة “الجيش الحر” أو “المعارضة المعتدلة”، مع أن القاصي قبل الداني، يدرك تمام الإدراك، أن “جيش الفتح” ليس في واقع الحال، سوى الوجه الآخر لـ “داعش”، وأنه في أحسن الأحوال، ينتمي إلى “القاعدة وأخواتها”. هنا تتضح أجندة هذا المحور: تحت ستار الحرب على “داعش” والإرهاب، يجري صرف الأنظار عمّا يجري في شمال غرب سوريا، ويقوم طيران التحالف منذ عام أو يزيد، بتوجيه ضربات غير مركزة وغير مؤثرة، على أهداف لـ “داعش” في شمال شرق سوريا، فيما المعركة الحقيقة تجري في مكان آخر، وهدفها الاقتراب من “معاقل” النظام، ومن حصنه الساحلي المنيع، وفيما الحسابات الدفينة، تستهدف إسقاط اللاذقية، حيث الكثافة السنيّة، لتأمين موطئ قدم لهذه القوى ورعاتها الإقليميين والدوليين، على شاطئ المتوسط. في المقابل، بتنا نعلم كما تعلمون، أن “نقطة التحول” التي جاءت بالدب الروسي إلى سوريا بكل ثقله، إنما بدأت من إدلب وجسر الشغور وسهل الغاب، فبعد سقوط هذه المناطق في يد النصرة، وتحت مسمى جيش الفتح، وبدعم مباشر، وتسهيلات لوجستية وعسكرية تركية وخليجية، قررت موسكو أن تتدخل، وأن تتدخل بقوة لحماية “سوريا المفيدة”، وتأمين قاعدتها البحرية الوحيدة في المياه الدافئة، وحماية الحليف الأبرز لها في المنطقة: النظام السوري. ما كان بإمكان روسيا أن تدخل الحرب في سوريا تحت هذه الشعارات “الفاقعة”... كان لا بد من الاستظلال بالحرب على “داعش” والإرهاب، للتغطية على “التوغل” العسكري الروسي في المنطقة، مع أن موسكو والحق يقال، كانت أكثر شفافية في خطابها السياسي، فهي لم تخف دعمها للأسد ونظامه وجيشه، بل صرحت به على أرفع المستويات، في حين، مارس الغرب وبعض عواصم العرب والإقليم، ضروباً من “التقية” و”التورية” عند الحديث عن حربهم على الإرهاب، إذ باستثناء بعض الضربات المتفرقة ضد أهداف لجبهة “النصرة”، لم يقم طيران التحالف الدولي باستهداف الإرهاب في شمال غرب سوريا، واكتفى بإثارة زوابع من الغبار والدخان في شمالها الشرقي، مع أن الدول المنضوية في هذا التحالف، قررت بالإجماع، لفظياً على الأقل، بأن “النصرة” هي فصيل إرهابي، وأنها الابنة الشرعية للقاعدة، وأنها مشمولة بالحرب على الإرهاب. واشنطن وأنقرة وبعض حلفائهما من عرب الخليج، يعتمدون “تكتيك” المفاضلة بين إرهاب قذر وإرهاب نظيف، إرهاب تتوجب محاربته، وآخر يمكن “تحييده”، هم لا يقولون ذلك علناً (بعضهم يقول ويسعى لتسويق النصرة وإعادة تأهيليها كقطر والسعودية وتركيا)، ولكنهم جميعاً يمارسون هذه “المفاضلة” فعلياً وعلى الأرض، ومن يتتبع سجل العمليات الجوية للتحالف فوق سوريا، يدرك هذه الحقيقة، كما أن الدعم الكثيف لما يسمى بـ “جيش الفتح” يفضح هذه النوايا والأجندات. في المقابل، كانت الدوافع الروسية للمشاركة في هذه الحرب، أكثر من مفضوحة ومكشوفة، موسكو لم تطق صبراً، ولم تنتظر مرور بضعة أيام على مشاركتها في الحرب، بل شرعت منذ الطلعات الأولى لسلاحها الجوي، باستهداف مكونات “جيش الفتح” والمعارضات عموماً في المناطق المُهدِدة لـ “سوريا المفيدة”، كثفت ضرباتها ضد أهداف في حمص وإدلب وريف حلب وشمال اللاذقية، في سيناريو بات مقروءاً لكل من يراقب الأزمة السورية عن كثب. نحن إذن أمام معسكرين مصطرعين، يجمعهما شعار الحرب على الإرهاب وتفرقهما المصالح المتضاربة والأجندات المصطرعة ... الأول يتطلع لحشر النظام في أضيق الزوايا، في مأمنه، والثاني يسعى في حمايته وتحصين قواعده ووجوده، وإن استمر الحال على هذا المنوال، فإن من المرجح للحرب على الإرهاب أن تستمر طويلاً، بل وطويلاً جداً، طالما أنها ما زالت في أسفل قائمة أولويات المحتربين والمصطرعين، وطالما ظلت “الأجندات الخفية” متحكمة بوضع القرارات وصياغة الاستراتيجيات، ودائما تحت شعار فضفاض واحد: الحرب على الإرهاب. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحت ستار الحرب على الإرهاب تحت ستار الحرب على الإرهاب



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday