«عقيدة قتالية» لا «حالة فردية»
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

«عقيدة قتالية» لا «حالة فردية»

 فلسطين اليوم -

«عقيدة قتالية» لا «حالة فردية»

عريب الرنتاوي

شاهدت كغيري، الشريط الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، ويُظهر مجموعة من رجال الأمن الفلسطيني، بكامل هيئاتهم وتجهيزاتهم القتالية، ينهالون بالضرب على فتى في مخيم العزة، خرج للتظاهر نصرة للأقصى، استجابة لنداء الغضب في يوم الغضب الإسرائيلي على الممارسات الاحتلالية المجرمة ضد القدس والمقدسات... أصدقكم القول، إنني عاودت المشاهدة أكثر من مرة، بحثاً عن جواب عن سؤال داهمني طيلة الوقت: من هم هؤلاء؟ ... من أي معين نهلوا، وبأية أخلاق أو “عقيدة قتالية” حُقنوا؟
أما وقد بلغت المسألة حد “الفضيحة الوطنية” بامتياز، فقد تبارى المسؤولون الفلسطينيون في إعلان البراءة من الفعلة من النكراء، كبارهم أمروا بتشكيل لجان تحقيق، وصغارهم، لم يتركوا فرصة تمر من دون التذكير بـ”التوجيهات السامية” التي تلقوها من مسؤوليهم، بالتزام القانون واحترام حقوق الانسان، واعتماد المناقبيات الحميدة في هذه الأحوال، هذا ينسب التوجيهات للرئيس وذاك لرئيس حكومته، وثالث لمدير جهاز الأمن الوطني، ورابع للمحافظ، إلى غير ما هنالك من مواقع ومناصب وأسماء تشغل هرمية السلطة.
تذكرت “الانسان الفلسطيني الجديد” وانا أتابع شريط الفيديو/ الفضيحة ... تذكرت ما قيل وكتب و”سُرّب” عن “العقيدة القتالية” لأجهزة السلطة الأمنية، التي أشرف على إعادة بنائها وتأهيلها الجنرال الأمريكي المتقاعد ورئيس الحكومة البريطانية الأسبق ... هؤلاء هم الثمرة المرة لمشروع “بلير-دايتون” الذي يرى في المقاومة إرهاباً، وفي التظاهر لمقارعة الاحتلال، خروجاً على النظام العام وتجاوزاً لـ “سيادة القانون”، هؤلاء هم فرسان “التنسيق الأمني” الذي أرهق الضفة وجرّدها من روحها وغضبها، وأراح الاحتلال وأزاح عنه أعباء المواجهة وكلفتها.
شرطي يبرح صبياً فلسطينياً بالضرب بالهراوة، وما هي إلا لحظات، حتى يتكالب عليه آخرون، ثلاثة ... أربعة ... عشرة، الكل “يؤآجر”، تماماً كما نفعل حين ندفن عزيزاً علينا، يهيل كل واحد منا التراب على جثمانه، أملاً في الأجر، في يوم الأجر العظيم ... لا أدري عمّا كان يبحث “المؤآجرون” بالفتى من مخيم العزة، وما الذي كانوا ينتظرونه لقاء فعلتهم السوداء، وما الذي كان يدور بخلدهم وهم يضربون بكل قسوة صبياً من ابناء وطنهم وجلدتهم ... هل خطرت ببالهم صور أمهاتهم وذويهم على الحواجز الإسرائيلية، هل استحضروا صور البربرية الإسرائيلية في الأقصى وأكنافه؟ ... هل خطر ببال أحدهم، أن جندياً إسرائيلياً يضرب في اللحظة ذاتها، فتى فلسطينياً آخر، على مقربة منهم؟
ما الذي تُحقق فيه السلطة، وما الذي تبحث عنه؟ ... هل نحن أمام سلوك فردي منحرف يصدر عن رجل أو اثنين من رجال الأمن الفلسطيني، وكيف نفسر مسارعة الآخرين على اهتبال السانحة والمشاركة في حفلة الضرب المبرح؟ ... هذا الحماس في التكالب على الفتى المتظاهر، يؤكد بالملوس أننا لسنا أمام حالة فردية ... لقد تكررت هذه الخروقات حتى صارت ظاهرة، تشف عن تربية عامة و”عقيدة قتالية” ... ألم يضربوا من قبل أعضاء في اللجنة التنفيذية وقادة كبار لفصائل رام الله، وفي قلب العاصمة المؤقتة للسلطة؟ ... لسنا أبداً أمام خروقات فردية، تحصل ويمكن أن تحصل في أي مكان في العالم.
وهل فلسطين، كأي مكان في العالم، لتنضبط شرطتها وأجهزتها الأمنية للمعايير الدولية ذاتها، هذا بفرض انضباطها المزعوم، أليست فلسطين تحت الاحتلال؟ ... أوليس قانون مقاومة الاحتلال، هو سيد القوانين جميعها، من وضعية وسماوية ... عن أي قانون يتحدث هؤلاء؟ ... هل يصدقون أنفسهم وهم يتحدثون عن سيادة القانون؟ ... وأين القانون السيّد، حين تصل دوريات الجيش الإسرائيلي إلى بوابة المقاطعة، أين يختفي هؤلاء “الغر الميامين” في تلك اللحظات، ولماذا لا يظهر بأسهم إلا على المتظاهرين الفلسطينيين من شباب وفتيان ... أين هم وقطعان المستوطنين يعيثون حرقاً وقتلاً وترويعاً بأبناء شعبهم ... أين هذا “الجيل الأمني”من جيل “انتفاضة النفق” وثورة رجال الأمن الفلسطيني الذي سقطوا بالعشرات بين شهيد وجريح دفاعاً عن شعبهم وكرامتهم، وفي معركة غير متكافئة على الإطلاق؟
يقولون إنهم إنما يفعلون ذلك، حماية لأرواح المتظاهرين، وحتى لا يجدون أنفسهم على مرمى الرصاص الإسرائيلي إن هم اقتربوا من خطوط التماس مع جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين ... وهل كانت الانتفاضة الأولى التي جاءت بالسلطة وأجهزتها، لتندلع لو وجدت من يحول بينها وبين حواجز الجيش ومستعمرات المستوطنين؟ ... وهل كانت انتفاضة الأقصى لتنطلق، لو أنها وجدت من يقوم بضرب المتظاهرين الفلسطينيين بدل الإسرائيليين، من أجهزة السلطة ومؤسساتها الأمنية؟
ليس المهم أن تخرج لجان التحقيق بإدانة هذا الشرطي أو ذاك، فتلكم أسهل القرارات، وأقل الإجراءات تسبباً في الضرر والحرج ... المطلوب إجراء تحقيق حول تداعيات “العقيدة القتالية” التي بنيت عليها هذه الأجهزة، وتمليك منتسبيهابجواب على السؤال البديهي الأول: من هم أعداء الشعب الفلسطيني؟ ... من هو العدو ومن هو الصديق؟ ... المهم أن يعرف هؤلاء أن الاحتلال والاستيطان هما الهدف، وليس المتظاهرين والمقاومين والمرابطين من أبناء شعبهم وجلدتهم ... مؤسف أننا نطرح مثل هذه الأسئلة والتساؤلات، بعد نصف قرن من انطلاق الثورة والمنظمة، لكأننا بحاجة لإعادة تعريف قضيتنا والتعرف إلى أنفسنا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«عقيدة قتالية» لا «حالة فردية» «عقيدة قتالية» لا «حالة فردية»



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday