واشنطن وحلفاؤها  جوائز ترضية «مفخخة»
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

واشنطن وحلفاؤها .. جوائز ترضية «مفخخة»

 فلسطين اليوم -

واشنطن وحلفاؤها  جوائز ترضية «مفخخة»

عريب الرنتاوي

يسألونك عن تداعيات الاتفاق النووي بين إيران والمجتمع الدولي على خريطة المواقف والتحالفات في المنطقة، مع أن هذا التداعيات والانعكاسات، بدأت ترتسم وتشق طريقها عشية التوصل إلى الاتفاق وغداته، ومن دون تأخير، وثمة تحولات في مواقف “اللاعبين الإقليميين الكبار”، وقعت بالفعل خلال الأشهر الستة الماضية، يصعب فصلها عن “شبح” الاتفاق عن المذكور وظلاله.
ما كان للسعودية على سبيل المثال، أن تطلق “عاصفة الحزم” وأن تتورط مباشرة في مستنقع الأزمة اليمنية، لولا يقينها بأن الاتفاق آتٍ لا محالة ... الرياض قررت أن تأخذ زمام أمرها بنفسها، غير معتمدة على “المظلة” الأمريكية الحامية ... المملكة شعرت بأن صفحة جديدة فتحت في تاريخ العلاقات الأمريكية – الإيرانية، بل وفي سياسة واشنطن في المنطقة، فقررت السير على هذا الطريق الشائك.
بالطبع، ما كان لواشنطن وهي في لحظة “الاستدارة الكبرى” أن تترك حلفاءها التاريخيين “يقلّعون أشواكهم بأيديهم”، عمدت إلى توزيع “جوائز ترضية” على كل واحدٍ منهم، خصوصاً الكبار ... نصيب السعودية من هذه الجوائز، تمثل في توفير الدعم السياسي واللوجستي لحربها على اليمن، حتى وإن على مضض ... أعطت واشنطن “الضوء الأخضر”، ومنحت المهل الزمنية المتتالية لتمكين التحالف العربي بقيادة المملكة من الحصول على موطئ قدم، وإن على مساحة بحجم “عدن”، المهم أن ترضى السعودية، وأن تبرهن وإن بعد لأي، بأنها قوة إقليمية، يجب أن يحسب لها حساب، شأنها في ذلك شأن إيران ... القصة قد تتوقف عن هذا الحد، و”معركة عدن” قد تكون آخر المعارك الكبرى في اليمن كما تحدثنا من قبل، وفرص الحل السياسي تطل برأسها من بين ثنايا تصريحات الجنرال السعودي أحمد العسيري، الذي تحدث عن عودة الشرعية بالقوة إلى عدن، من دون أن يغفل إمكانية عدوتها سلماً وبالحوار إلى صنعاء.
تركيا في المقابل كان لديها أكثر من سبب للبرهنة على أنها ما زالت لاعباً إقليمياً متميزاً ... قررت إحداث استدارة في سياساتها الخارجية، بدءاً بتجريم داعش وإعلان الحرب عليها، أما عيناها الاثنتان، فكانتا متسمرتين على مواضع أخرى ... ضربت داعش لتكون غطاء لتعطيل مشروع الكيان الكردي المتصل جغرافياً شمال سوريا ... ضربت حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل وعلى الأراضي التركية، لتكون توطئة ضرورية لتصفية حزب الشعوب الديمقراطية التركي، الذي كان فوزه في الانتخابات الأخيرة، سبباً رئيساً في تجريد الحزب الحاكم من فرصة الاستمرار في حكم البلاد منفرداً، والإطاحة بالأحلام السلطانية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
تركيا أيضاً، تريد “جائزتها” من واشنطن، وهي حصلت عليها بحصولها على ضوء أخضر بضرب الـ ‘PKK”، وإنشاء منطقة عازلة تقطع الطريق على الكيان التركي المتصل، وتوفر ملاذاً آمناً للمعارضات المحسوبة عليها وعلى حلفائها في الدوحة والرياض، وتتخلص على رقعتها المختلف عليها بين الحليفتين، من أكثر من مليون ونصف مليون لاجئ سوري ... واشنطن منحت تركيا بعضاً مما أرادت، وأتبعت ذلك بشروط وضغوط، من بينها عدم استهداف أكراد سوريا، والتركيز على ضرب قوات داعش لا قوات النظام، واستئناف المسار السياسي لحل المسألة الكردية، وهي شروط ومطالبات، تذكر بتلك التي غلفت بها واشنطن موافقتها على “عاصفة الحزم” السعودية في اليمن.
السعودية لم تلتزم بالمهل ولا بالمحددات الأمريكية لحربها على اليمن، بدل أسبوعين أو ثلاثة، ها هي الحرب تكاد تكمل شهرها الخامس، ولم تُنجَز المهمة تماماً بعد ... تركيا أكثر من السعودية، لم تلتزم، ولن تلتزم، بالضوابط والمحددات الأمريكية، فمقابل كل غارة على داعش، يجري توجيه عشرات الغارات ضد الأكراد... والمنطقة الآمنة المحدودة، لن تظل كذلك، وأنقرة لم تخف نيتها استهداف “الإرهابيين الأكراد السوريين” المسحوبين على حزب العمال الكردستاني داخل سوريا، وهي ضربتهم جواً وبراً من دون تردد أو اعتذار.
بقي أن نسأل عن اللاعب الإقليمي الثالث، وما الذي يتطلع للحصول عليه من “جوائز ترضية” نظير “ابتلاعه” اتفاق فيينا النووي، وأعني به إسرائيل ... وأحسب أن مطالب تل أبيب تتخطى زيادة المساعدات الاقتصادية والعسكرية والتسليحية الأمريكية لها، فهذا يندرج في باب تحصيل الحاصل، ولا أحسب أنها ستكتفي بإطلاق سراح الجاسوس جوناثان بولارد، الأرجح أنها ستشترط على إدارة أوباما، وقف أي مسعى جدي لحل القضية الفلسطينية، وربما ذهبت لانتزاع اعتراف أمريكي، أو تعهد أمريكي، يرسم قرار ضم الجولان المحتل الصادر في كانون أول/ ديسمبر 1981، وينهي وإلى الأبد، الجدل حول ما أسمي بـ “وديعة رابين”.
باستثناء إسرائيل، فإن بقية “جوائز الترضية” المقدمة لحلفاء واشنطن، تبدو مسمومة ومفخخة ... السعودية، ستعاني حتى إشعار آخر، من تداعيات وأوزار حربها على اليمن ... أما تركيا التي فشلت في تحقيق مرامي سياستها في سوريا، فالأرجح أنها دخلت في مرحلة قطف الثمار المرة والمسمومة لتلك السياسات، من تفشي خطر الإرهاب على أمنها وسلامتها من جهة، إلى عودة المسألة الكردية إلى المربع الأول من جهة ثانية، إلى نشوء “مسألة علوية” من جهة ثالثة، إلى الاهتزازات الداخلية غير المسبوقة التي ستترتب على انقلاب “العدالة والتنمية” على نتائج الانتخابات الأخيرة، من خلال “شيطنة” وتصفية حزب الشعوب، ومنعه من دخول المعترك الانتخابي المبكر المرجح، في استعادة تكاد تكون حرفية لسيناريوهات الانقلابات العسكرية على الحكومات المدنية في تركيا، ولكن بلمسة أكثر خبثاً ودهاءً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واشنطن وحلفاؤها  جوائز ترضية «مفخخة» واشنطن وحلفاؤها  جوائز ترضية «مفخخة»



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday