الفاشية الدينية والوطنية
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

الفاشية الدينية والوطنية

 فلسطين اليوم -

الفاشية الدينية والوطنية

بقلم : أسامة غريب

كل مرة يتم فيها ارتكاب جريمة داعشية تنشط الآراء، منددة بتراث ابن تيمية، متهمة إياه بالتسبب فى ملء العقول بالأفكار العنيفة، والواقع أن أصحاب هذا الاتهام لم يبتعدوا كثيراً عن الحقيقة، خاصة بعد انتشار جريمة قتل الأبناء للآباء والأمهات، والتى صارت ظاهرة متكررة فى أوساط البلدان التى تصدّر فكر الدواعش، ويكفى تصفح الصحف العربية لنعرف إلى أى درك انحدرنا. ورغم أن تراث ابن تيمية نشأ فى دنيا مغايرة، وكان مرتبطاً بزمن آخر وظروف أخرى لا علاقة لها بزمننا، إلا أن أفكاره وآراءه المتعلقة بقتل الأب المشرك مازالت تشكل الأساس لدى المؤمنين المختلين، الذين يرون أن فعل قتل الوالدين يمثل لديهم أعلى درجات الولاء والبراء!

غير أنه لا يصح الحديث عن الداعشية الدينية دون التطرق للداعشية الوطنية التى تعيشها شعوبنا التعيسة، وهى حالة أخرى من حالات الولاء والبراء يُبديها نفر من مهاويس الدولة الوطنية.. تلك الحالة التى تدفع البعض فى البلاد التى خاصمها العقل إلى وضع الحذاء الغليظ فوق الرأس والوقوف به فى أكبر الميادين لالتقاط الصور والتباهى بالأمر، باعتباره من مظاهر الشرف الرفيع. هذا النوع من الوطنية المغشوشة الكاذبة عرفته كوريا الشمالية وسوريا وعراق صدام وليبيا القذافى، كما لاتزال تتجرعه الجماهير البائسة فى كل بلد رضى أهله بالذل، ظناً منهم أن الأمان سيكون قرينه بالضرورة، فإذا بالذل يفاجئهم ويأتى وحده!

إن فكرة الولاء والبراء قادت شقيقين فى مدينة الرياض إلى قتل أمهما، مطلع الشهر الماضى، بعد أن أصدرا حكما بإعدامها تأثراً بالشيوخ الدواعش، الذين وضعوا للناس الكتالوج الذى يصنفون ويفرزون على أساسه الكافر من المسلم. والأمر نفسه يحدث عند الفاشيين الوطنيين، الذين يصورون أن الولاء للزعيم يعلو على الولاء للأسرة، وأن المواطن الشريف الذى يستحق الرعاية والحنان هو المواطن الذى يُبلغ عن أبيه ويشى بأخيه ويقود البوليس السياسى إلى مخدع أمه، لأنه سمعها تتفوه بانتقاد للزعيم المُلهَم الضرورة الذى أتى فى موعده مع الجماهير.

ليس هناك فرق بين أبوبكر البغدادى وصدام حسين وأشباهه.. النوعان يراهنان على العبث بالجمجمة وملئها بالأفكار التى تضعك مع الفرقة الناجية.. الفرقة صاحبة الولاء للشيخ أو للجنرال، حتى لو دفعك هذا الولاء إلى قتل أقرب الناس إليك، لتبرهن لـ«البغدادى» أو «صدام» أنك رجله المخلص الذى يضع الولاء له فوق أى ولاء.

الفاشية الدينية هى صنو للفاشية الوطنية.. كلتاهما تستجيب للنوازع البدائية فى النفس البشرية، وتغذى فيها الميل نحو الإحساس بالتميز والاستعلاء على الآخرين، والشعور بأن الجماعة التى ينتمى إليها هى شعب الله المختار، وهى الجنس الأعلى الذى يتفوق بالإيمان والمعرفة والوطنية على غيره ممن لا يستحقون الحياة، ويتعين إبعادهم عن مسار التاريخ حتى يستقيم الدين أو تستقيم الدولة وتصفو ممن يعكرها ويزعجها.

والحقيقة أن الحرب التى تقودها الدول العربية ضد داعش سببها الحقيقى هو تقاطع المصالح والمنافسة على عقل ووجدان المواطن التعيس، الذى تحاول كل الأطراف أن تشده فى اتجاهها، حتى تكاد تقطّع أوصاله.. فبئس النموذجان!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفاشية الدينية والوطنية الفاشية الدينية والوطنية



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday