بيتى أنا بيتك 1
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

بيتى أنا.. بيتك (1)

 فلسطين اليوم -

بيتى أنا بيتك 1

بقلم :أسامة غريب

كان الهواء منعشاً والمطر الخفيف يبلل الرصيف فى تلك الليلة الخريفية، وهو يسير على غير هدى فى شارع سان دينيس فى باريس. لم يعرف أين يذهب بالضبط، لكنه لم يشأ العودة إلى الفندق حيث الوحدة والصمت. توقف إلى جانب فريق من الموسيقيين المتسولين الذين لم يمنعهم البلل بالشارع من افتراش الرصيف ونصب عدة الشغل ومن ضمنها القبعة التى تتوسطهم، وفيها يضع المارة ما تيسر من الفكة لزوم شراء العشاء والشراب آخر الليل.

كان العزف بديعاً والمقطوعات التى لعبوها متنوعة وبعضها ليس سهلاً ويحتاج لتدريب!. تعجب بينه وبين نفسه من هؤلاء العازفين الذين يمتلك أغلبهم موهبة لافتة كانت خليقة بدفعهم وسط فرقة تعزف على المسرح وتقدم الفن لجمهور كبير.. لكنه استدرك وتذكر أن الأمور لا تسير هنا بالضرورة على هذا النحو، وساءه أن وجد نفسه يفكر داخل الصندوق كما تعود أهل بلده الذين يقدرون الوظيفة حتى لو فى الفن!. لا شك أن هؤلاء الناس قد اختاروا حياة الصعلكة طواعية وبدون ضغوط، وطبيعى أن الواحد منهم يجد سعادته فى الانطلاق والحرية وحياة الطيور التى تحط هنا وهناك وتغرد أنى يحلو لها. سرح بخياله فى حياته وتمنى لو كان بإمكانه أن يمضى بقية عمره مع هؤلاء الناس، يلف ويدور ويسافر ويبيت كل يوم فى مكان مختلف ويعيش فى سلام لا يؤذى أحداً فى هذه الدنيا ولا يؤذيه أحد.. لكن حتى هذه الأحلام البسيطة التى ليس بها رغبات فى الصعود والترقى وجنى المال ومن ثم الاصطدام بطموح آخرين.. غير ممكنة!.

واصل تسكعه بالشارع ومضى يشوط علبة بيبسى فارغة ثم يطاردها ليركلها من جديد ثم يجرى وراءها فتقفز العلبة فى الشارع فيندفع خلفها تاركاً الرصيف، وإذا بسيارة مسرعة تدهس العلبة على بعد سنتيمترات من قدمه الممدودة التى كاد يفقدها فى لحظة عبثية. تلقى شتائم السائق الفرنسى فى صمت وعاد إلى الرصيف من جديد.. ولا يدرى لماذا قفزت إلى ذهنه فى هذه اللحظة حكاية غابت عنه منذ سنوات.. رأى نفسه طفلاً مع أصدقائه فى الشارع يجمعون أغطية زجاجات البيبسى ويقومون بفردها ثم يعملون من الصفيح المفرود كراسى ومناضد..

كانت المشكلة أنهم يفردونها بوضعها فوق قضبان الترام الذى يعبر شارعهم، وبعد أن يمر الترام يأخذون فى جمع المحصول. المشكلة فى هذه المرة الأخيرة أن المحصول كان يضم ساق صاحبهم أنور التى بترها الترام!. غشيت نفسه كآبة لدى تذكره الحكاية القديمة التى شهدها بعينيه، ثم بدأ يغنى فى الشارع بصوت عال. أعجبه صوته وكان جميلاً فعلاً وتحسر للمرة الألف لماذا لم يسع ليكون مغنياً ما دام يحب الغناء إلى حد إزعاج الناس فى الشارع الذى أخذ يكسوه الهدوء فى باريس آخر الليل؟ لقد كان يحب الرياضيات ولم يصبح مهندساً، ويحب الفلاحة ولم يأخذ قطعة أرض ويزرعها، ويحب السينما ولم يدرسها. أحب أشياء كثيرة وبرع فى أغلبها لكنه ما اشتغل بشىء منها وأسلم نفسه للناس فصار طبيباً كما أرادوا له!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيتى أنا بيتك 1 بيتى أنا بيتك 1



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

GMT 06:17 2017 الأربعاء ,26 تموز / يوليو

أخطاء عبدالناصر وإنجازاته

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين

GMT 10:57 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

هازارد يؤكّد أن هيغواين سيكون إضافة قوية لـ"تشيلسي"

GMT 05:16 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تعين الروبوت "تقني" موظفًا في وزارة التعليم

GMT 18:34 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجيب ساويرس يوجّه رسالة إلى الفنانة هيفاء وهبي

GMT 01:45 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

مئير بن شبات يبحث ملف "الجنوب السوري" في موسكو
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday