المتألمون
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

المتألمون

 فلسطين اليوم -

المتألمون

بقلم : أسامة غريب

صعد إلى الأتوبيس وهو ممسك بكتابين فى يده، وكانت هيئته تشى بأنه طالب جامعى. تقدم داخل الأتوبيس خائضاً فى كتل بشرية من كل الأعمار.. طلبة وموظفين وستات بيوت وباعة جائلين. علا صوت الكمسارى المحشور وسط الجمهور قرب الباب بالنداء التاريخى الذى كان يُضحك الناس قديماً ولم يعد يثير فيهم الآن سوى المرارة: العربية فاضية فى النُص يا جدعان.. ابعدوا عن السلم وخشّوا جوّه. ارتد صوت مضاد من الداخل مؤنباً الكمسارى المتفائل: أين هى العربية الفاضية يا عم المجنون؟.. دى دماغك اللى فاضية!. استشاط الكمسارى غضباً على صاحب الصوت وصرخ بينما يشق طريقه لملاقاته: أظهِر نفسك يا روح أمك حتى أريك ماذا سيفعل بك صاحب الدماغ الفاضية.


صمت صاحب الصوت ولم ينطق عندما بدا له أن الرجل غاضب فعلاً وخارج عن السيطرة. لكن الذى نطق كان هو الشاب الجامعى، فى محاولة منه لمنع خناقة داخل الأتوبيس يترتب عليها توقفه مع احتمال تدخّل الشرطة وضياع اليوم: صلوا على النبى يا جماعة، لا شىء يستحق أن نتخانق عليه.. قال هذا للرجل الذى استفز الكمسارى، والذى كان يقف على مقربة منه قبل أن يعتدل ليهدئ من ثائرة الآخر القادم بقوة من الجهة الأخرى، لكنه لم يكد يلتفت حتى فوجئ بالكمسارى ينطحه برأسه فى وجهه، ظاناً أنه هو الذى سخر منه!.. 

كانت النطحة قوية حتى إنها دوّخت الطالب وأسالت الدم من أنفه، بينما عاد الكمسارى يشق طريقه نحو كرسيه فى مؤخرة الأتوبيس وهو يلهث متوهماً أنه ثأر لنفسه. أفاق الطالب ليجد نفسه مضروباً فثارت نفسه وعلا صوته بالشتم للكمسارى الحانق الذى أخطأ ثأره وأنزل غضبه على برىء كان يحاول أن يلعب دور حمامة السلام.

 كان بادياً أن عفاريت الدنيا تتراقص أمامه وهو يسعى بكل قوة للوصول للمحصّل ليحطم رأسه، لكن الركاب أمسكوا به ليمنعوا تفاقم الوضع. جرى صراع بينه وبين الناس فأجهدوه وحالوا بينه وبين الكمسارى. شعر باليأس من المحاولة فألقى بكتابيه على الأرض ولطم وجهه بكلتا يديه صارخاً: ولماذا لم تستخدموا قوتكم هذه لتمنعوا ابن الزانية من أن يضربنى؟. لماذا تركتموه يفاجئنى وينطحنى برأس الثور يا كلاب يا ولاد الكلب؟.

فى هذه الأثناء تسلل الرجل الذى تسبب فى هذا كله وشق طريقه نحو الباب ثم غادر الأتوبيس وذاب فى الشارع. أخذ فريق من الركاب يطيّب خاطر الشاب الكسير وأخرج بعضهم منديله يمسح الدم من وجهه، بينما توجه فريق آخر للكمسارى الذى أدرك فداحة ما فعل بعد أن عرف الحقيقة فأمسك رأسه بين يديه وبدا أنه يجاهد صراعاً داخلياً عنيفاً: الدنيا لا تكف عن ضربى كل يوم، وعندما أفكر فى رد الضربة لا أجد سوى شاباً بريئاً أوجه نحوه غضبى.. ليه يا رب؟

بعد ذلك فوجئ الركاب به يخلع فردة من حذائه ويتوجه مطأطئ الرأس نحو الشاب: سامحنى يا ابنى.. خذ إضربنى بالجزمة.. خذ حقك منى ولن أزعل.. أنا آسف يا ابنى، آسف والله. رد الشاب متأثراً: مَن يقول آسف أضعه على رأسى.. حصل خير. قال هذا ثم انسحب للخلف نحو الباب وقفز من الأتوبيس، وعلى أقرب عمود بالشارع أسند رأسه وانخرط فى بكاء مرير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المتألمون المتألمون



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday