للطغيان مدارس مختلفة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

للطغيان مدارس مختلفة

 فلسطين اليوم -

للطغيان مدارس مختلفة

بقلم : أسامة غريب

هناك من الحكام الطغاة من بدأوا عهودهم زهاداً متواضعين، غير أن المنافقين والشماشرجية دفعوهم دفعاً لأن يتغيروا بعد أن صوروا لهم عبر موجات النفاق الكاسح أنهم عباقرة ملهمون، وأنه ليس مثلهم بشر آخر، وأن لهم رسالة بعثتهم الأقدار لتبليغها والقيام عليها. من هذا النموذج سفاح ليبيا معمر القذافى، الذى كان يظن حقاً أنه فيلسوف ومفكر وأديب وقائد أممى وعميد حكام العالم.. لقد أقنعه المنافقون بذلك فصدقهم وغاب فى بحر الضلالات والهلاوس لعشرات السنين دفعت ليبيا ثمنها من رخائها وتقدمها. والحقيقة أن هلاوس القذافى هى التى جعلت من ليبيا دولة متواضعة بالرغم من الثروة الهائلة التى خرجت لها من باطن الأرض، لكن صاحب النظريات العالمية ومؤلف الكتاب الأخضر بدد أموال الليبيين فى دعم جماعة بادر ماينهوف الألمانية وعصابة الألوية الحمراء الإيطالية والجيش الجمهورى الأيرلندى، ثم تورط فى إسقاط الطائرة الأمريكية فوق قرية لوكيربى، وأقام برنامجاً نووياً قطع فيه شوطاً كبيراً ثم قدمه طواعية للأمريكان ووشى بمن ساعدوه، وفى ختام الرحلة جاءت نهايته الفاجعة على يد أبناء شعبه.

أما بالنسبة لحسنى مبارك فالأمر يختلف اختلافاً بيناً، فتأثير النفاق عليه ورد فعله هو على المداحين وحملة المباخر لم يكن نفسه بالنسبة لشخص كالقذافى.. لم يكن مبارك مجنوناً ولم يفقد عقله لحظة واحدة، كما أن النفاق لم يسكره أو يفقده توازنه، ذلك لأنه بدا دائماً أكثر دهاءً ومكراً من كل جوقته الفاسدة، ويمكننى أن أزعم أن كل ما حدث لمصر من خراب على مدى سنواته الملعونة يُعزى فى جانب منه إلى أن الرجل لم يصدق المنافقين ولم يقتنع بما نسبوه إليه من ذكاء وحكمة وبأنه عظيم العظماء وأذكى الأذكياء وصاحب نظريات تصلح لقيادة العالم وإخراج البشرية من الظلمات إلى النور!.. ربما لو كان اقتنع لحاول أن يقدم خيراً من أى نوع للناس يحملهم على مزيد من الإيمان به، لكنه لم يصدق. وفى ظنى أنه كان يسخر منهم فى داخله كلما تحدثوا عن حكمته وبُعد نظره، لأنه شخصياً يعلم ابتعاده عن الحكمة ومنابعها.. إلا لو كانت الحكمة هى أكل الطعام وهضمه والنوم والشخير! وكان بالتأكيد يهزأ بمن يزعمون أنه راعى الثقافة وعم المثقفين، لأن آخر كتاب قرأه فى حياته هو كتاب المطالعة الرشيدة، ثم إنه يدرك عن نفسه كراهيتها للقراءة والتفكير الذى يزعج العقل الساكن المستريح. 

كذلك كلامهم عن رعايته للفقراء وسهره الليل يفكر فى حلول لمشاكلهم.. كل ذلك لم يكن يستدعى سوى ازدرائه وسخريته.. ببساطة لإدراكه أن هؤلاء الفقراء لم يكن لهم أن يعانوا بهذا الشكل الحاد لو لم يقم هو وأفراد أسرته وأصدقاؤهم بسرقة فلوس السكن والعلاج والتعليم ومياه الشرب والصرف الصحى وتطهير الترع. الخلاصة أن مبارك لم يكن يسكره النفاق، لكنه مع ذلك كان يكافئ المنافقين ليركبهم ويكسر نفوسهم مقابل فلوس لم يدفع من جيبه منها شيئاً، وكذلك حتى يعوّد الناس على الانحراف وسوء الخلق ويضرب لهم الأمثال الوضيعة!.
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

للطغيان مدارس مختلفة للطغيان مدارس مختلفة



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday