زنجى البيت وزنجى الحقل
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

زنجى البيت وزنجى الحقل

 فلسطين اليوم -

زنجى البيت وزنجى الحقل

بقلم أسامة غريب

كان الناشط الحقوقى وداعية الحقوق المدنية، مالكوم إكس، يخطب فى قومه متحدثاً عن نوعين من العبيد عرفتهما أمريكا: زنجى المنزل وزنجى الحقل، وفى تفصيل النوعين قال: أما زنوج المنازل، فقد كانوا يعيشون مع السيد بنفس البيت، وكانوا يلبسون ملابس جديدة ويأكلون طعاماً جيداً هو طعام السيد نفسه أو ما يتبقى منه، وكانوا يعيشون فى سطوح المنزل أو الطابق التحتى، ولكنهم كانوا بالقرب من السيد على الدوام، ولقد أحبّوا السيد ربما أكثر مما أحب هو نفسه، وكانوا على استعداد للتضحية بحياتهم لإنقاذ السيد.. إذا قال السيد لدينا منزل جديد، كان زنجى المنزل يقول نعم لدينا منزل جديد، وإذا مرض السيد كان زنجى البيت يقول: ما الأمر أيها السيد.. أنحن مرضى؟ وإذا أتيت لزنجى المنزل وقلت له هيا نهرب، فلننج بأنفسنا، نظر إليك قائلاً: ويحك يا رجل! هل جننت؟ ما معنى نهرب؟ أين نجد بيتاً أفضل من هذا؟ أين يمكننى أن أجد ملابس خيراً من هذه؟ وأين أستطيع أن آكل طعاماً خيراً من هذا؟ هكذا كان زنجى المنزل، وللأسف مازال بيننا عبيد من نفس النوع حتى الآن، وزنجى المنزل العصرى يحب أن يعيش أيضاً بالقرب من سيده وهو على استعداد لشراء منزل بثلاثة أضعاف قيمته لكى يعيش بالقرب من سيده!

ثم يمضى مالكوم إكس متحدثاً عن النوع الثانى من الزنوج وهو زنجى الحقل: وزنوج الحقل هؤلاء كانوا الجماهير وكانوا يفوقون زنوج المنازل عدداً، وهم الذين تعرضوا للتعذيب على الدوام، وعندما كانت النار تشب فى منزل السيد لم يكونوا يحاولون إطفاء اللهب، لكن كانوا يُصلّون لكى تهب الرياح، وعندما كان السيد يمرض كان زنجى الحقل يصلى لموته، وإذا أتى أحدهم لزنجى الحقل وقال له: هيا نهرب، فإنه لم يكن ليقول إلى أين؟ بل إن أى مكان لهو أفضل من هنا.. ونحن لدينا اليوم فى أمريكا زنوج حقول.. أنا زنجى حقل.

عندما أنظر لهذه الخطبة التى ألقاها مالكوم إكس فى أنصاره عام 1964 قبل اغتياله بعام واحد، فإننى أجده يتحدث عن نوع من الحياة مألوف تماماً وليس بعيداً عما نعرفه ونراه حولنا. إن عبيد المنزل يعيشون بيننا وهم الذين يقبلون بتدنى نوع الحياة وارتفاع الأسعار وتدهور الخدمات وهم الذين يدافعون عن المسؤولين الذين خربوا حياتنا وعاثوا فيها جهلاً وفساداً، كما أنهم ينظرون للتغيير على أنه شر ويحمّلون الثورة مسؤولية ما يلاقونه من هوان وفقر وفوضى، وهؤلاء لا تسوؤهم الحياة الذليلة رغم أن معظمهم لا يحصلون على ما كان يحصل عليه عبيد المنازل فى أمريكا، لكنهم يعتبرون مجرد البقاء على قيد الحياة نعمة يشكرون عليها المسؤولين!. وإلى جانب هؤلاء يوجد زنوج الحقل الذين يرفضون الهوان ويتحملون على مضض الحياة القاسية التى فُرضت عليهم ويحلمون بأى فرصة للفرار من واقعهم البائس.

ومن الطبيعى أن السادة البيض يفضلون زنوج البيت ويتخذون منهم إعلاميين مساندين ورجال أعمال موالين، مهمتهم قمع زنوج الحقل، ورغم هذا فإنهم أحياناً يضحّون بهم، فهم فى النهاية ليسوا أكثر من عبيد!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زنجى البيت وزنجى الحقل زنجى البيت وزنجى الحقل



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday