نحن الضحايا
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

نحن الضحايا

 فلسطين اليوم -

نحن الضحايا

بقلم أسامة غريب

كنت أشرب الشاى فى «بيت الشاى الروسى» بمدينة نيويورك فى حضور مجموعة من المثقفين والصحفيين الأمريكان. كان الحديث يدور حول حل الدولتين الذى يسعى نتنياهو لوأده وجعله مستحيلاً، ولم يفتنى قاصداً أن أذكّر الجميع بالعدوان الذى تقوم به إسرائيل بشكل دورى على قطاع غزة بحيث تجعل الحياة جحيماً على الدوام، عندما انبرى أحد الصحفيين اليهود بقطع كلامى محاولاً تسجيل نقطة لصالحه. سألنى بتحدٍ: بلغنى أن لديكم فى مصر أناسا ينكرون الهولوكوست، وأخشى أن إدانتك المريرة للعمليات الإسرائيلية ضد الإرهابيين فى غزة قد تشى بأنك من الممكن أن تكون من هؤلاء الذين ينكرون المحرقة؟

شعرت باستياء شديد من السؤال ومن الأسلوب الماكر فى توجيه دفة الحديث. قلت له: لست أعرف حجم ما فعله هتلر باليهود على وجه الدقة، وإن كنت قد قرأت بطبيعة الحال عن جرائم النازى بحق اليهود فى أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية.. ولاشك أننى أدين بكل قوة أى جريمة ضد الإنسانية يرتكبها أى أحد بحق اليهود وغير اليهود. انفرجت أساريره قليلاً غير أننى عاجلته: ولكن من المؤسف أن الذين نجوا من الهولوكوست وأفلتوا من محرقة هتلر توافدوا على أرضنا فى فلسطين فاحتلوها وطردوا أهلها بعد أن روعوهم وارتكبوا فى حقهم المجازر فى دير ياسين وكفر قاسم وغيرهما.

لم أكن وحدى صاحب هذا الرأى فى تلك الجلسة وإنما وقف معى بعض الأصدقاء العرب وأمّنوا على كلامى، الأمر الذى دفع صاحبنا للانصراف ومغادرة المكان بعدما أدرك أن حكاية الهولوكوست لن تجعله يهزمنا فى النقاش، خاصة أننا لا ننكره، لكن نؤكد أن الإسرائيليين انتقموا منا بدلاً من أن يردوا الضربة لمن أحرقوهم!

عندما يسألنى أحد عن الهولوكوست فإننى لن أتحامق وأنكره، لكن إذا لم تكن المحرقة مطروحة فلن أستدعيها أبداً لأننى لا أعمل لصالح الآلة الإعلامية للكيان الصهيونى، بل إننى سأسعى لتذكير العالم بالمجازر الإسرائيلية فى حق أبناء شعب فلسطين طوال السبعين عاماً الماضية. ليس هناك ما يدعونى لتذكير العالم بدون مناسبة بما حدث لليهود، خاصة أننا لسنا مسؤولين عنه وإنما كنا ومازلنا نتحمل الإبادة والطرد من أبناء وأحفاد ضحايا الهولوكوست.. ثم إن الإسرائيليين لم يبرز منهم أبداً من يأسى على ضحايانا فى مصنع أبوزعبل، ولا على أطفالنا الصغار الذين أذاب النابالم عظامهم فى مدرسة بحر البقر وفى معسكر قانا، كما لم نسمع أن أحدهم قد أدان إحراق أطفال غزة بالفوسفور الأبيض.

جعلنى هذا النقاش أتذكر حديثاً أدلى به البرادعى منذ سنوات لمجلة «دير شبيجل» الألمانية، وكان وقتها يخوض صراعاً سياسياً ضد خصومه من الإسلاميين عندما تطوع دون مناسبة وقال لمندوب الجريدة إن خصومه فى مصر يكرهون الموسيقى كما أنهم ينكرون الهولوكوست. كان البرادعى محقاً فى مسألة الموسيقى التى يكرهها الخنفشاريون المصريون، لكنه أخطأ بالتأكيد عندما غازل أبناء العم ورفع مأساتهم فوق رأسه مجاملاً، ولعل هذا وغيره ما يجعل مثل هذا الصحفى اليهودى يستسهل أن يقحم هذا الأمر معى فى الحديث لعلّى أخضع وأحاول استرضاءه أسوة بالأفندى بتاعنا!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحن الضحايا نحن الضحايا



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday