لله فى خلقه شؤون
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

لله فى خلقه شؤون

 فلسطين اليوم -

لله فى خلقه شؤون

بقلم : أسامة غريب

بلدنا ليس بلداً مطيراً، والأمطار نادراً ما تهطل بكثافة لفترة طويلة في أي مكان بمصر، سواء على السواحل أو في الوادى شمالاً أو جنوباً، ومع ذلك ففى المرات القليلة التي يسقط فيها المطر فإن استعدادنا المفقود يجعل المطر العادى وكأنه تسونامى قد حل بنا، إذ تتوقف الحياة أو تكاد، ولا يذهب التلاميذ لمدارسهم ويعتكف الكثير من الموظفين في البيوت ناظرين من خلف الشبابيك على الخيبة القوية التي تنتاب العباد في مواجهة زخات المطر الذي يصنع البحيرات ويضاعف الأوحال ويجعل التنقل مغامرة محفوفة بالخطر.

مع ذلك فإن المتأمل لحال مصر تحت المطر قد يرى أشياء يندر وجودها في العالم. على سبيل المثال في موسم الشتاء الماضى سقطت الأمطار في الإسكندرية فأغرقت المدينة وعطلت المرور، وقد صرح المسؤولون الظرفاء وقتها بأن الإخوان سدوا البالوعات حتى يورطوا الحكومة! في ذلك الوقت شاهدت بحيرة من الماء بأحد الأحياء تمنع الانتقال من رصيف لرصيف ورأيت الجماهير تقف على كلا الرصيفين تريد العبور للجهة الأخرى، وهنا اتخذ أحد الشباب الواقفين قراراً بأن يخترع لنفسه وظيفة يرتزق منها، فكان يحمل الشخص المراد عبوره من وسطه ويرفعه ويجرى به حتى يضعه على الرصيف المقابل بجنيه!.. نعم كانت النقلة بجنيه، وكان الناس من كل الأعمار يسلمون أنفسهم للشاب الفتى ليعبط الواحد منهم من أعلى الساقين ورأسه تتدلى من فوق كتف الشيال ثم ينزل على الضفة الأخرى ويعدل ملابسه ثم يستأنف المسير بكل ألاطة وكأنه يترجل من سيارة رولزرويس!

أما الشارع الخلفى فكان يقف به شاب آخر يريد أن يأكل عيشاً مستغلاً حالة الشارع والبحيرة التي تتوسطه. هذا الشاب لم يكن يملك القدرة البدنية التي تسمح برفع الأثقال البشرية، فتفتق ذهنه عن حل آخر للمشكلة، وكان هذا الحل مناسباً أكثر للفتيات والسيدات اللاتى لم تستطع الواحدة منهن أن تتشعبط في الفتى بالشارع الآخر وتسمح له أن يحضنها ويعبر بها الشارع.. كان أخينا هذا قد أحضر كرسيين متواضعين وصار يضعهما بالشارع وبين الواحد والآخر خطوة واحدة فيصعد الزبون للكرسى الأول ثم يمد رجله وينتقل للكرسى الثانى، وحينها يكون الشاب قد نقل الكرسى الأول خطوة للأمام وهكذا.. طريقة مبتكرة تكلف الزبون جنيهاً واحداً. تدل هذه المشاهد على أن المواطن المصرى محترف حياة، وأن المحن لا تعوقه أو تنال من عزيمته، كما تدل على أن المسؤولين كائنات يتم اختيارها على أساس الاختلاف عن المصرى العادى، فلا ابتكار ولا إحساس ولا قدرة على التصرف. لكن على الرغم من سعة حيلة المصرى والتفافه على مسببات النكد والقهر إلا أن خطورة سعة الحيلة هذه أن المسؤولين الأشقياء قد استندوا إليها في تبرير خيبتهم فأصبحوا يركنون إلى أن المصرى معدته تهضم الزلط فأطعموه القمح الفاسد وتركوا المجرمين يبيعون له لحم القطط والحمير، وتقاعسوا عن عمل بنية تحتية محترمة واكتفوا بالفرجة على المواطنين تحت المطر يقومون بأعمال بهلوانية، وربما لو أن الناس كانوا أقل تحملاً وجلداً لأرغموا الأنطاع على العمل، لكن لله في خلقه شؤون!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لله فى خلقه شؤون لله فى خلقه شؤون



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية

GMT 17:43 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الترجي يأمل مواجهة الصفاقسي بنهائي البطولة العربية للطائرة

GMT 05:38 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا توضّح حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 03:44 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

طرق بسيطة لتنظيم المطبخ تُساعد على خسارة الوزن

GMT 11:22 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

قسوة الرسائل الأخيرة

GMT 03:10 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين الرماحي توضّح أنها وصلت إلى مرحلة النضوج
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday