كيف تصير معشوق النساء
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

كيف تصير معشوق النساء؟!

 فلسطين اليوم -

كيف تصير معشوق النساء

د.فايز ابو شمالة

حين تناكف المرأة العربية سيرتها الذاتية، وتراجع وقع أقدامها على رمل الطريق، وتصرخ بأعلى صوتها: أريد ان أصبح كالفلسطينية ذات عزيمة وقوة، أحتمي بزوجي وأخي وأبي وابني، وأستعيد شيئًا من أنوثتي التي فقدتها!
تلك الأنات الإنسانية لا تصدر إلا عن امرأة عربية لها قلب ينبض بالحب والوفاء، وهي تتابع تفاصيل الحياة اليومية على أرض فلسطين، ولا تغمض لها عين عن وقائع الحرب على غزة، ويحرق قلبها ما يجرى لسكانها من حصار، يلطخ وجه القادة والزعماء بالخزي والعار.
لقد راجعت الكاتبة الكويتية "غنيمة الفهد" سيرة حياتها العملية، ودققت في تفاصيل انتصاراتها اليومية، فاكتشفت أنها خالفت فطرتها، لذلك كتب في مجلة "أسرتي" تقول: لقد كبرنا وكبرت آمالنا وتطلعاتنا، ونلنا كل شيء، نهلنا من العلم والمعرفة ما يفوق الوصف، وأصبحنا كالرجل تماما، نسوق السيارة, ونسافر للخارج لوحدنا, ونلبس البنطلون, وأصبح لنا رصيد في البنك, ووصلنا إلى المناصب القيادية ! واختلطنا بالرجال.
وماذا بعد يا غنيمة الفهد؟ ماذا اكتشف في رحلة الشقاء الطويلة؟ وماذا تطلبين من الدنيا بعد كل هذه الانتصارات في ميادين العمل؟
تقول الكاتبة الكويتية: ما أجمل الأنوثة! وما أجمل المرأة التي تحتمي بالرجل, ويشعرها بقوته, ويـحرمها من السفر لوحدها، ويطلب منها أن تجلس في بيتها! ما أجمل المرأة التي تربي أطفالها، وتشرف على مملكتها! ويكون الرجل هو السيد القوي، نعم، أقولها بعد تجربة: أريد أن أرجع إلى أنوثتي التي فقدتها !
ما أروع المرأة الأنثى! وما أصدق الكاتبة "غنيمة الفهد"! وهي واقفة أمام تجربتها الذاتية، ترسم معالم الطريق لكل أولئك الذين طمست الحاجات اليومية على إنسانيتهم، فأفقدتهم رجولتهم لتفقد المرأة بذلك أنوثتها، فالعلاقة بين الرجولة والأنوثة علاقة تبادلية، فإذا غابت يد الرجل العليا، حضرت قدم المرأة المتغطرسة، التي تدوس على الفارق بينها وبين الرجل، فالأنوثة كائن حي لا ينمو إلا في التربة التي استوطنت فيها الرجولة، وتحترق الأنوثة، وتذوي أغصانها في التربة القاحلة التي غابت عنها الرجولة.
الكاتبة الكويتية واعية لما يجري من حولها، وتتابع واقع الأمة العربية جيداً، لذلك قالت: إن الفلسطينيات هن الإناث الحقيقيات في العالم، وهنيئا لكل فلسطيني بفتاته، وهي بمعنى الأنوثة الحق، وهنيئا لكل الفلسطينيات، فليس بالعالم أرجل من رجال فلسطين.
أوافق الكاتبة، ومع ذلك أسألها: عن أي رجال فلسطين تتحدثين يا غنيمة الفهد؟
ومن هو الفلسطيني الذي تستغيث فيه المرأة العربية الظمأى إلى الكرامة والنخوة والشهامة؟ هل تستغيثين بالفلسطيني المخنث الذي يجلس مع عدوه في رام الله وتل أبيب لينسق معه آلية تصفية المقاومة، أم تستجيرين بالفلسطيني المقاوم البطل؛ الذي صار نداً للجيش الإسرائيلي، ورفع رأس العربي عالياً بين الأمم، حين وصلت صواريخه إلى تل أبيب؟.
وهل تقصد المرأة العربية بالرجولة ذلك الفلسطيني الذي نزعت إسرائيل إنسانيته، وجردته من الدسم الوطني، وفصلته عن مكونات العمل والإبداع، وربطته بمذود الصراف الآلي، أم تفتح قلبها لذلك الفلسطيني الذي يحفر بأظافره وسائل دفاعه عن وطنه، ويعمل ليل نهار على تطوير قدراته القتالية، ويسهر على خدمة المجتمع دون انتظار راتب آخر الشهر؟
وهل تفتخر المرأة العربية بذاك الفلسطيني الذي دس رأسه بين الرؤوس، وقال: يا قطاع الرؤوس، أم تعشق المرأة العربية ذلك الفلسطيني الثائر المتمرد الغاضب الذي لا يقدس تنظيماً ولا حزباً ولا رئيساً، ولا ينحني لقائد، ولا يصفق لزعيم، ولا يهتف بحياة الوزير، ولا يرقص في الساحات على الأناشيد الوطنية، المرأة العربية تعشق من يضحي من أجل الوطن فلسطين، المرأة تعشق الرجل الذي يعمل على تحرير وطنها من دنس الصهاينة، وتحتقر الذليل العنين؟.
نعم، سيظل الفلسطيني حلم المرأة العربية، طالما ظل مقاوماً، يمسك بالبندقية، ويرفض الاعتراف بدولة اسمها "إسرائيل"؛ قامت على اغتصاب أرضه، وسيظل الفلسطيني مضرب المثل للأجيال العربية؛ طالما ظل صاعداً بخطواته إلى السماء.
والخلاصة هي: كن مقاوماً مقداماً ومعطاء، تكن بطلاً ومعشوق النساء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف تصير معشوق النساء كيف تصير معشوق النساء



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday