عشر سنوات عجاف
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

عشر سنوات عجاف

 فلسطين اليوم -

عشر سنوات عجاف

د.فايز ابو شمالة

حقاً، إنها عشر سنوات عجاف، صار خلالها سفيان أبو زايدة وزيراً، ولكن الوزارة لم تثنِ الرجل عن قول كلمة حق في وجه سلطان جائر، وذلك لأن الذي دفع في رأس مال الوطن أعذب سنوات عمره يعز عليه أن يفرط بذرة من ترابه، وسيدافع عنه في المفارق الحرجة، على خلاف أولئك الذين ظل الوطن بالنسبة إليهم مناسبة للنهب والخطف، بيدهم جواز سفر أجنبي، ويتحفزون للقفز من المركب عند أول انعطافة.

شخصياً لا أستغرب ما جاء من كشف للحقائق في مقال الدكتور سفيان أبو زايدة الذي نشره تحت عنوان (عشر سنوات عجاف)، فقد التقيت مع سفيان أبو زايدة المناضل في سجن عسقلان سنة 1986، وللرجل مواقف بطولية خلف الأسوار تفوق مواقفه الفكرية دكتوراً في العلوم السياسية، وهذا الاحترام لا يحول بيني وبين انتقاده بشدة للنتيجة التي توصل إليها في نهاية مقاله، ولاسيما أنه قد شخص الحالة الفلسطينية بشكل متزن ودقيق، وكشف عن ملابسات مرحلة بائسة من حياة الشعب الفلسطيني، صار خلالها محمود عباس رئيساً لشعبٍ مقاوم.

لقد وضع سفيان في المقال أصبعه النقدي على سبب مآسي الشعب الفلسطيني، وألقى بجل الفشل على كاهل السيد محمود عباس؛ الذي يتحمل المسئولية الكاملة عن تردي أحوالنا المعيشية، وعن انقسامنا وضعفنا، لذلك يوجه القيادي في حركة فتح سفيان أبو زايدة خطابه مباشرة إلى السيد محمود عباس، ويقول له: فشلت من وجهة نظري في تحقيق برنامجك الانتخابي الذي انتخبك الشعب الفلسطيني من أجل تحقيقه، وفشلت في الحفاظ على وحدة الشعب الفلسطيني كما تعهدت لنا، وفشلت في تفعيل مؤسسات منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وفشلت في الحفاظ على مبدأ التداول السلمي للانتخابات في موعدها، وفشلت بما تعهدت به في الفصل بين السلطات، والحفاظ على حرية التعبير، وصون الحريات العامة والخاصة؛ التي بسببها انتخبتُك وانتخبك الكثيرون مثلي.

ولكن هذا النقد الصريح الذي ورد في متن المقال لا ينسجم مع الخاتمة التي يقول فيها:
لذلك فإنني لا أخفي عليك صدمتي وخيبة أملي من أدائك على الصعيد الداخلي، ولا أخفي عليك أنني أنتظر اليوم لكي أصحح الخطأ الذي ارتكبته بحق نفسي؛ بأنني منحتك ثقتي من خلال إعطائك صوتي، وإقناع آخرين بصدق مواقفك، التي اتضح لي فيما بعد أنني كنت على خطأ، لذلك فإنني أنتظر اليوم الذي سيتم فيه إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية لكي أصحح هذا الخطـأ.

فإذا كنت يا دكتور سفيان أبو زايدة تعترف في مقالك بأن محمود عباس قد خدع الناس، وخاض الانتخابات لمرة واحدة، ليصير رئيساً إلى الأبد، فكيف تنتظر من شخص مثل هذا أن يحترم القانون، ويطلق الحريات، ويدعو إلى إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية تمكنك أنت وبقية الشعب الفلسطيني من تقرير مستقبلهم بأنفسهم بعيداً عن التفرد، والاحتواء لكل الأشياء؟

أعرف جرأة سفيان المناضل، لذلك توقعت من الرجل أن يقول في نهاية مقاله: اغرب عن وطني يا عباس، اهرب من تاريخ هذا الشعب المقاوم، لا نريد رئيساً مكلفاً من جامعة الدول العربية، ومدعوماً بالرضا الأمريكي، اغرب يا عباس، فقد كرهتك الأرض وغضبت عليك السماء، ولن نغفر لك ما تقدم من ذنب، ولن يتهاون الشعب في انتزاع قراره السياسي بقوة الإرادة، وجبروت الشباب المعطاء الذي لا يعرف الانكسار.

ملاحظة: قد يقول البعض: ماذا دهاكم أيها الفلسطينيون؟ وهل ضاق الأفق عليكم حتى تركتم أعداءكم الصهاينة، لتصبوا حديثكم على شخص محمود عباس صباح مساء؟.

نعم، لأن الأصل في كل الأحداث على ساحتنا الفلسطينية مرتبط بالقرار السياسي، وطالما ظل قرارنا السياسي محاصراً بالنهج ذاته، فلا قيمة لأي نشاط أو تحرك أو جهد أو فعل مقاوم إلا بعد تصحيح المسار، وامتلاك القرار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عشر سنوات عجاف عشر سنوات عجاف



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday