الفنان المناضل ومسيرة بلعين
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

الفنان المناضل ومسيرة بلعين

 فلسطين اليوم -

الفنان المناضل ومسيرة بلعين

د.فايز ابو شمالة

رحم الله الفنان الفلسطيني المبدع غسان مطر، كان ممثلاً، وكان مبدعاً فنياً، وكان مؤثراً في أدواره، ولكنه لم يكن مناضلاً بالمفهوم الثوري للنضال، كان إنساناً وكان شهماً وكانت له كل الصفات التي يحب مؤيدوه أن يلحقوها به، ولكنه لم يكن مناضلاً بالمفهوم السياسي، ولو كان غسان مطر مناضلاً كما يطبل البعض، فمعنى ذلك أن هز الكتف هو الثورة، وإجادة الرقص هو دليل المقاومة، والغناء بحنجرة الطرب هو الوطنية، وسحقاً للنضال المقترن بالجراح وعذابات الأسر، ولا داعي للنضال المحفوف بإراقة الدماء. 

الذين يسخفون النضال الفلسطيني ليسوا أغبياء، هم يدركون ما يفعلون، وهم يهدفون إلى تصغير التضحيات الجسيمة من خلال خلط الأوراق، فأطلقوا لفظة مناضل على المفاوض الفلسطيني، فصارت المفاوضات مع الصهاينة بطولة، وصار وكيل الوزارة الذي يتقاضى راتباً بآلاف الدولارات مناضلاً، وصار قائد أحد الأجهزة الأمنية التي تنسق مع المخابرات الإسرائيلية خطوات اعتقال وتصفية شباب فلسطين مناضلاً، بل ذهب البعض إلى تسطيح لفظة مناضل، فأطلق لها العنان حتى صار راعي الغنم مناضلاً، وصار أصحاب الحرف والمهن الحرة مناضلين، وصارت المرأة في مطبخها مناضلة، وصار الطفل في مدرسته مناضلاً.

إذا كان طلب الحياة والنجاح والتفوق والترقية والوظيفة نضالاً، فماذا أبقيتم من صفات النضال الحق لمن يضحي بدمه وروحه في سبيل الوطن؟ وهل يمكن المقارنة بالنضال بين الأسير كريم يونس الذي مضى عليه أكثر من ثلاثين عاماً في السجون الإسرائيلية وبين سفير فلسطيني في دولة أوروبية له ميزانية إنفاق تعادل ميزانية مخيم لاجئين؟ إن كل أصحاب الحرف والمهن والقيم والقلم أناس يقومون بواجبهم تجاه أسرهم وبيوتهم وتجاه وطنهم، وهم يتقاضون أجراً في نهاية الشهر، أو في نهاية العمل، هؤلاء الحرفيون والمهنيون والمبدعون يناضلون من أجل لقمة العيش، ومن أجل العيش بكرامة في وطن يتوجب ألا تذوب فيه المسافة الدقيقة بين المناضل الذي يضحي بنفسه، ويجود بروحه رخيصة في مواجهة العدو، وبين من يقوم بعمل يعود عليه بالربح، أو يتقاضى مقابله أجراً. 

إن تسطيح النضال الفلسطيني، وتعويم لفظة مناضل في بحر من المصطلحات ليس عملاً عفوياً، ولا هو سلوك بريء، تذويب لفظة مناضل في كومة من الأعمال اليومية يقف من ورائه شيطان فكري وإعلامي يعرف إلى أين يوجه الوعي الجماعي الفلسطيني، وهو يحتفل بالذكرى العاشرة لبداية المقاومة الشعبية، ومسيرة بلعين الأسبوعية، دون مراجعة الخطوات، ودون تقييم العمل، إن احترامنا وتقديرنا للجهد المبذول في مسيرة بلعين لا تمنعنا من الوقوف أمام السؤال الكبير: ماذا حققت مسيرة بلعين بعد عشر سنوات من الجهد والعطاء؟ وهل من الصواب أن نواصل مسيرة بلعين بالوتيرة نفسها، ألا يتوجب علينا النظر في وسائل أخرى تتناسب وعنجهية الاحتلال الصهيوني؟ وهل نجحت المقاومة الشعبية بعد عشر سنوات في إيقاف التوسع الاستيطاني؟ وهل شكلت خطراً على أمن المستوطنين؟ إلى متى سنظل نصفق للمقاومة الشعبية طريقاً لتحرير وطن يغتصبه الأعداء بالبنادق والصواريخ؟ إذا استمر هذا الحال على نفس المنوال، فإن الفلسطينيين سيحتفلون بعد عشرات السنين بالذكرى المائة وخمسين لمسيرة بلعين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفنان المناضل ومسيرة بلعين الفنان المناضل ومسيرة بلعين



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday