نحو مراجعة السياسة الفلسطينية تجاه حياة اللاجئين
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

نحو مراجعة السياسة الفلسطينية تجاه حياة اللاجئين

 فلسطين اليوم -

نحو مراجعة السياسة الفلسطينية تجاه حياة اللاجئين

طلال عوكل

أدراج الرياح ذهبت السياسة الفلسطينية التي اعتمدت، العمل على تحييد مخيم اليرموك جنوب دمشق، عند الأطراف المتصارعة، بحيث جاءت النتائج، تتحدث عن أطلال مخيم كان قبل اندلاع الصراع مزدهراً. والحقيقة هي أن سياسة الحياد وعدم التدخل في الشؤون الداخلية في بلد مثل سورية، يستضيف اثني عشر مخيماً، يسكنها نحو ستمائة ألف فلسطيني، لجؤوا إليها إثر نكبة العام 1948، وتكاثروا فيها، وأصبحوا إلى حد بعيد جزءاً من النسيج الاجتماعي السوري، نقول مثل هذه السياسة في ضوء معطيات الصراع، كانت بحاجة إلى مراجعة وتراجع إذا كان الهدف هو حماية اللاجئين الفلسطينيين ومصالحهم.
ربما تكون هذه السياسة ناجحة في العديد من البلدان التي يتواجد على أرضها لاجئون فلسطينيون، ولكن الوقائع الموضوعية، تشير إلى أن مثل هذه السياسة لا يمكن ومن الخطأ تعميمها على كل الحالات. 
استعراض أوضاع التجمعات الفلسطينية في عدد من البلدان العربية يفيد بأن هذه السياسة لم تنفع في إنقاذ أرواح الفلسطينيين في أي بلد عربي، فهم بعد معاناتهم الشديدة في الأردن العام 1970 - 1971، تعرضوا إلى مذابح، في لبنان، ثم عزلة شديدة، ومنع من الوصول إلى لقمة العيش، بحيث أصبحت المخيمات الفلسطينية في لبنان يعيش كل منها في غيتو مغلق، فضلاً عما تعرض له مخيم نهر البارد من دمار شامل، لا يزال يشهد على بشاعة المجزرة. 
في العراق تعرض التجمع الفلسطيني الذي يربو عدده على أربعين ألفاً، عاشوا فصول نكبة أخرى، أشد وطأة من نكبة العام 1948، قبل أن يتشرد معظمهم، بعضهم حصل على هجرة شرعية عن طريق منظمات الأمم المتحدة، وبعضهم لا يزال دون هوية، دون أمل، يعيشون على الكفاف في مخيمات اللجوء التي أقامتها الدول والأمم المتحدة لمهجري سورية.
الفلسطينيون في ليبيا، الذين ارتادوها بحثاً عن لقمة العيش لا يعرف إلاّ الله مدى معانياتهم، أيام القذافي، وبعد اندلاع الصراع في ليبيا، ولم يتبق منهم، سوى من فقد الوسيلة والقدرة على الهرب. 
الفلسطينيون في الكويت دفعوا ثمناً باهظاً على مذبح أزمتي الخليج الأولى والثانية، وما كانوا كضيوف بصفة عامة على الكويت، ليختاروا الانحياز، للطرف الذي اتهمت القيادة الفلسطينية بالانحياز لصالحه.
أين بقي فلسطيني في البلدان العربية لم يتعرض للقتل، والجوع والملاحقة، والعذاب، حين يندلع الصراع الداخلي، وأين تدخل الفلسطينيون في أي صراع داخلي، ما يجعلهم ضحايا سهلة، لبعض أطراف الصراع أو كلها؟
في سورية، المذابح يومية، والدمار يومي، والمعاناة يومية لسكان المخيمات، وأكبرها مخيم اليرموك، وحصار لمن يتبقى لمدة تزيد على ستمائة يوم، إن خرج الفلسطيني القادر على الخروج من هذه الجهة، فهو مقتول، وان خرج من الجهة الأخرى فهو مقتول، أو مختطف.
الحملة الأخيرة التي شنها تنظيم الدولة الإسلامية لاحتلال المخيم، تركت المخيم ومن بقي فيه تحت رحمة القصف من كل الأطراف، من الأطراف المهاجمة ومن الأطراف المدافعة، حتى أصبح الانتصار لسكانه بأن يتم تأمين ممر آمن يخرج منه حوالى ألفي لاجئ، دون أن يسأل أحد إلى أين يخرجون ومن سيتكفل بهم، ويؤمن لهم المأوى والمأكل، والدواء.
هل يمكن بعد ذلك، الاستمرار في سياسة عدم التدخل، حين يكون الفلسطيني وقوداً لصراع دموي مدمر، يصبح فيه حق الفلسطيني في العودة، هدفا تتقاطع عنده مصالح الكثير من الأطراف المشاركة والداعمة للصراع؟
كان واضحاً منذ البداية أن المخيمات الفلسطينية، والستمائة ألف لاجئ فلسطيني، هم هدف للاقتلاع والتشريد، والضياع، تحت عناوين مخادعة، وفي ضوء عمليات تضليل من قبل كل الأطراف، عبثاً ذهبت محاولات منظمة التحرير الفلسطينية تحصين اللاجئين في سورية عبر اتفاقات أو تفاهمات مع أطراف الصراع التي لا يعرف أحد عددها، وهي لا تعرف معنى المواثيق والحقوق والحياد، ولا تهمها أهل القضية الفلسطينية بقدر ما يهمها تحقيق أهدافها الخاصة وإشباع رغبتها في القتل والتشريد والتعذيب.
هل ما تمارسه مجموعات الدولة الإسلامية في العراق وسورية وليبيا، هو ما يعدون الناس به، إذا قدر لهم أن يقيموا خلافتهم الإسلامية؟
هل ما يفعلونه بالفلسطيني، هو ما ينتظر الفلسطينيين وقضيتهم إذا قدر لهم أن يقيموا خلافتهم الإسلامية؟
لقد عرف الفلسطيني أعداءه، حين خاض معركته ضد الانتداب والمشروع الصهيوني، ثم بعد قيام دولة إسرائيل، فهل يستطيع تحديد أعدائه اليوم، الذين يستبيحون حرمات اللاجئين الآمنين؟
اليس من الضروري إذاً أن تراجع القيادة الفلسطينية والفصائل سياستها ومواقفها إزاء كل حالة من حالات الصراع التي يتعرض خلالها الفلسطينيون بالجملة، للذبح والتدمير والتشريد؟
لماذا لا يستبدل شعار عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية التي يقيم فيها فلسطينيون بسياسة، حماية الفلسطيني مما يقتضي تجريد السلاح، وتحشيد المقاتلين دفاعاً عن المخيمات، ولحماية أرواح الأبرياء من الفلسطينيين أم أن الثورة الفلسطينية فقدت روحها وسلمت أمرها للأقدار حتى خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967؟ وأخيراً هل يقصد بقتل الفلسطيني قتل حق العودة؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحو مراجعة السياسة الفلسطينية تجاه حياة اللاجئين نحو مراجعة السياسة الفلسطينية تجاه حياة اللاجئين



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday