شبح «البرمكة» في «عين الحلوة»
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

شبح «البرمكة» في «عين الحلوة» ؟

 فلسطين اليوم -

شبح «البرمكة» في «عين الحلوة»

حسن البطل

روى لي صديقي نصري حجّاج واقعة درامية عايشها، في طفولته، بمخيم عين الحلوة، حيث كان المشيعون يضطرون، في المنعطفات الحادة والضيقة، إلى تمييل تابوت الميّت من أفقي إلى مائل.
الآن، يعيش نصري في صيدا، وهذا يذكّرني بواقعة جرت العام 1981، أي قبل عام من الاجتياح الإسرائيلي، حيث أمر أبو عمار بصرف 5 ملايين دولار لتعويض تجار وسكان صيدا عن خسائر لحقت بهم، جرّاء اشتباك بين فصيل يساري في م.ت.ف وفصيل حركة "فتح".
في اجتماع القيادة الفلسطينية لتطويق الاشتباك وآثاره، لدغ أبو عمار مازحاً قائد "القوات المشتركة" في جنوب لبنان: ولو.. نسيت أنك، أيضاً، قائد فتحاوي؟ لو كَلَّفْتُ أحمد عبد الرحمن "بضبضبة" عناصر تنظيم هاجموا قوات "فتح" لفعل أحسن مما فعلت!
"فتح" هي من قاد الكفاح المسلح ضد إسرائيل، ومن ثمّ جهاز الشرطة الفصائلي المسمى "الكفاح المسلح" وكذا القوات المشتركة الفلسطينية ـ اللبنانية.. والآن "القوة الأمنية" المشتركة الموكل إليها تهدئة اشتباكات بين عناصر "جند الشام" الإسلامية ـ الأصولية وعناصر تنظيم "فتح" الذي لحقت به خسائر من الاشتباكات والاغتيالات في جولات من هجمات "جند الشام" وهدنات عديدة ومخروقة.
من مخيمات نكبة اللجوء بدأ الكفاح المسلح، وحروب الجيش الإسرائيلي على مخيمات اللجوء، أعقبها "حروب على المخيمات" بعد الخروج الفلسطيني المسلح من لبنان 1982، والآن، مع موجة الربيع العربي تجري حروب داخلية في المخيمات.
بدءا من خراب مخيم نهر البارد ـ جوار طرابلس لبنان، التي بدأها تنظيم إسلامي دعا نفسه "فتح ـ الإسلام" بقيادة ضابط منشق عن "فتح" وعن تنظيم منشق يدعى "فتح ـ الانتفاضة" إلى ما يحصل الآن في "اليرموك" أكبر المخيمات الفلسطينية في سورية!
تضييق النظام السوري على عمل فصائل م.ت.ف، وخاصة حركة "فتح" أدّى إلى فراغ سارعت حركات إسلاموية مسلحة إلى ملئه بالتحالف، أولاً، مع النظام، ثم تفرعت هذه الحركات إلى حركات أكثر تطرفاً، مثل حركة "النصرة" و"القاعدة" وحتى "داعش".
المخيمات الرئيسة بخاصة، ليست فلسطينية صرفة، لكن إن كانت فلسطينية صرفة أو غالباً، مثل نهر البارد، فقد وقفت فصائل م.ت.ف على مسافة من تنظيم "فتح ـ الإسلام" ونبذته.
مخيم عين الحلوة، أكبر مخيمات اللجوء في لبنان، يشبه في نسيجه الاجتماعي ـ الديمغرافي مخيم اليرموك، أكبر المخيمات الفلسطينية في سورية، وإليهما تسللت عناصر جهادية مسلحة، وسيطرت على معظمها.
سياسة "فتح" وفصائل م.ت.ف تنتهج سياسة النأي عن التدخل في الشؤون العربية الداخلية، قبل الربيع العربي وبعده، خلاف سياسة الحركات والفصائل الجهادية الإسلامية، التي تحاول التغلغل في المخيمات والسيطرة عليها، كما فعلت في مخيم اليرموك، وتحاول تكرار ذلك في مخيمات لبنان، وبالذات في المخيم الأخير ـ عين الحلوة، الذي يطوقه الجيش اللبناني من أطرافه، بينما تدير "فتح" وفصائل م.ت.ف شؤونه الأمنية، و"الأونروا" شؤونه الحياتية.
كعادتها، فإن "فتح" لا تبادر إلى صراعات ونزاعات واشتباكات مسلحة مع غيرها من الفصائل الفلسطينية، وهي أمور كانت تبادر إليها فصائل صغيرة في المنظمة مدفوعة من النظام العربي، وصارت تتعمدها حركات جهادية إسلامية معارضة للنظام العربي وللوطنية الفلسطينية.
هل ستنجح "فتح" في فرض الهدوء على مخيم عين الحلوة بهذه السياسة، أم ستضطر إلى عملية جراحية لحسم الوضع الأمني مع الحركات الإسلامية التي تهدد بـ "برمكة" مخيم عين الحلوة، الذي تغلغلت فيه عناصر مطاردة ومطلوبة من الأجهزة الرسمية والأمنية اللبنانية.
الأمر منوط، أيضاً، بموقف حركة "حماس" الفلسطينية من هذه الحركات الإسلامية الجهادية التي بدأت تتحداها في غزة، وتشكل تحدياً أمنياً وسياسياً.
لحركة "فتح" باعتبارها التي تتعرض لتحرشات دورية مسلحة من جانب هذه الحركات، إضافة إلى خلافها السياسي مع سياسة م.ت.ف والسلطة الفلسطينية في عدم التدخل بالشأن الداخلي العربي، رغم تدخله العميق في الشأن الفصائلي والفلسطيني في العراق ولبنان بدأت ردة فعل شعبية غير طائفية، ومع الدولة المدنية وغير الفاسدة، وتحاول م.ت.ف تجديد نفسها عبر اجتماع للمجلس الوطني في رام الله، وآخر للإطار القيادي لمنظمة التحرير في القاهرة.
لعلّ هذا بداية الخروج من النفق؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شبح «البرمكة» في «عين الحلوة» شبح «البرمكة» في «عين الحلوة»



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday