48 ساعة قبل المجزرة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

48 ساعة قبل المجزرة؟

 فلسطين اليوم -

48 ساعة قبل المجزرة

حسن البطل

هو الذي رأى نُذرها قبل أن يسمع بها ونسمع- بين مكتب القائد العام ومكتب وكالة «وفا» رأيت وجهه عابساً، مكفهراً، مربد القسمات. رأيتُ خطواته أسرع مما رأيتها من قبل.
غادياً رائحاً من مكتبه الى مكتب «وفا»، وخلفه يهرول المحرر الملقب «ابو الوفا» حاملاً قلمه.
كنّا في «فندق سلوى» بتونس كان التوانسة يسألوننا: قتلتم؟ هل قتلتم؟ كيف قتلتم بشير الجميل. كل فلسطيني في اي مكان هو «أنتم»؟
في مكتب «وفا» كان الجهاز للاتصال بأحوال لبنان والشتات الفدائي من الجزائر الى اليمن والسودان، هو اللاسلكي قبل ثورة التكنولوجيا وهو الذي كان في سفينة خروج ابو عمار.
في البحر، استوقفوا السفينة: البنادق مسموحة والجهاز ممنوع وفق اتفاقية الخروج .. ولكن، كلا قال القائد، ثمّ نعم قالوا بعد ساعات نصف نهار.
كان ذلك اليوم هو ١٤ أيلول، حيث مات أول رئيس لبناني كتائبي ومنتخب من البرلمان تحت انقاض «بيت الكتائب» في الأشرفية - شرقي بيروت (عرف لاحقاً أن القاتل غير فلسطيني!)
بين الاغتيال في ١٤ أيلول، والمجزرة في ١٦ و١٧ ايلول ٤٨ ساعة قبل، ومثلها بعد .. حيث استعارت وجوهنا اكفرار وجه عرفات.
لاحقاً، ستصل الأخبار الأولى. لاحقاً ستصل صور المذبحة. لاحقاً سنقرأ التفاصيل. لاحقاً ستبدأ رحلة عودة الفدائيين من منتجع سلوى الى ساحة لبنان كما من ساحات الشتات.
على مدى أيام، على مدى شهور، على مدى سنوات، والى ما حييت سأقرأ «ريبورتاجاً» تحت عنوان «أربع ساعات في شاتيلا» كتبه من الميدان الذي كتب من قبل، في زهوة العمل الفدائي «أسير عاشق» .. هو الصعلوك - الفيلسوف - الموسوعي جان جينيه.
كان جان بول سارتر وضع كتاباً بعنوان «القديس جينيه» وكان القديس قد عقب ساخراً: هذا الفيلسوف الوجودي يكرر مقولاته المعدودة:
كم مجزرة قبل النكبة؟ كم مجزرة بعد النكبة، لكن مجزرة صبرا وشاتيلا أقسى واكثر خسه وأشد إيلاماً، حتى من مجزرة مخيم «تل الزعتر». لا في عدد ضحاياها، بل في الغدر والتواطؤ وشناعة ووحشية القتل دون تمييز بين شاب وطفل، بين لاجئ فلسطيني ومقيم لبناني في المخيم.
عجز شارون عن دخول بيروت الغربية حرباً، وفي خروج قوافل الفدائيين، كان الرصاص يطرّز السماء والزغاريد تطرز الهواء .. لكن كانت النساء يبكين وتلبح ألسنتهن بهذا السؤال: «لمين تاركينا» كأنهن يتوقعن المذبحة في الأفق.
.. وكأن نذر المذبحة كانت على وجه عرفات قبل وقوعها بـ ٤٨ ساعة.
قبل ٤٨ ساعة من المجزرة، وخلال ٤٨ ساعة من المجزرة، وخلال أسابيع بعدها، تخربطت مواعيد الإفطار والغداء والعشاء، وخلت قاعة الطعام من معظم روادها، رغم صحن «الهريسة» التونسية فاتحة الشهية.
لم تكن الأخبار الأولى للمجزرة تعطيها أبعادها المهولة. يقولون: «ليلة ليلاء» وفي الليلة الليلاء من يوم ١٦ أيلول، أيقظني في ساعات الصباح المبكر واحد مكفهر الوجه: راحت زوجتك وبنتك. هل كان الخبر كاذباً، أم كان إبلاغي به «مزحة» من لا يدري هول المذبحة!
واحد من قوات الـ ١٧ سمع مني «المزحة» فشهر مسدسه و«خرطشه» وقال: من هو؟ سأقتله الآن. لم يكن يمزح، ولم أقل له من هو!
«ادفنوا قتلاكم وانهضوا» وبعد ثلاثة أسابيع، أقام القائد العام عرس زفاف لمناضلة فلسطينية من مخيم شاتيلا على مناضل عراقي، التي ستموت لاحقاً بضربة اسرائيلية في حمام الشط.
بعد أربعة أسابيع، جاءت التي كانت حبيبة في جامعة دمشق من باريس الى تونس. نظرت الى علاقة مفاتيح غرفتي في فندق سلوى وكانت ٢٤٢، ثم قالت التي اسمها سلوى ايضاً: أنا قدرك، والقرار ٢٤٢ قدر شعبك.
لكم كل ما كتب من كُتب عن المجزرة، لكم كل التحقيقات عنها وأسبابها ومجرياتها. لكم كل صور الضحايا. ولنا «اربع ساعات في شاتيلا» لجان جينيه. رأى الموت قيامة أخرى.
.. ولي، وجه عرفات المكفهر والمربد، وخطواته السريعة بين مكتبه ومكتب وكالة «وفا». هل كان يحدس؟ يتوقع؟ يعرف.
* * *
في خروج بيروت سألوا مقاتلا: ما اسمك؟ قال بشير الجميل. قالوا: كيف؟ قال: أنا جَمْيل كبير وهو جْمَيّل صغير!
قرأ شارون القوائم، ثم قال: رجال عرفات خَدّاعون، لم يعطوا أسماءهم.
كان لكل فدائي اسم حرب واسم حقيقي، ولم يبرزوا لا هوية هذا ولا هوية ذاك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

48 ساعة قبل المجزرة 48 ساعة قبل المجزرة



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday