هل هو تحول حقيقي
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

هل هو تحول حقيقي؟

 فلسطين اليوم -

هل هو تحول حقيقي

بقلم : عبد اللطيف المناوي

التقيتُ أول مرة ديفيد لامى، وزير الخارجية البريطانى الحالى، منذ أكثر من عام فى مؤتمر دافوس فى سويسرا، حيث كان ضيفًا للصديق العزيز شفيق جبر فى عشائه السنوى الشهير هناك، ثم بعدها بشهر فى «مؤتمر ميونخ للأمن» (MSC). وعلى مدار أيام، تحدثنا وتناقشنا فى موضوعات عدة، كان أبرزها بالطبع قضية الشرق الأوسط. فى ذلك الوقت، كان لامى وزير خارجية الظل فى حزب العمال المعارض قبل أن يكتسح الانتخابات البرلمانية بعدها بأشهر ويصبح لامى وزير الخارجية، ولم أتوقع أن يحتفظ بنفس المواقف الجريئة، لكنه أثبت لاحقًا، من خلال سلسلة من الخطوات المتلاحقة، أنه لا يتخلى بسهولة عن قناعاته فى حدود المتاح.

جاءت خطوة الحكومة البريطانية بتعليق مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل، تزامنًا مع إعلان عقوبات ضد مستوطنين وكيانات فى الضفة الغربية، واستدعاء السفيرة الإسرائيلية فى لندن، كمؤشر نوعى على تغير فى خطاب السياسة الخارجية البريطانية تجاه إسرائيل، لا سيما فى ظل اتساع دائرة المجازر وتجويع المدنيين فى غزة. وزير الخارجية لامى صرّح بأن «أسلوب إدارة إسرائيل لحرب غزة يضر بالعلاقات الثنائية»، وأن «ما يحدث فى غزة لا يمكن تبريره أخلاقيًا».

إلى جانب الموقف البريطانى، تشهد العواصم الأوروبية تحولات لافتة. الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الكندى مارك كارنى، أصدرا بيانًا شديد اللهجة تجاه إسرائيل، مهددين باتخاذ «إجراءات ملموسة» إن لم توقف إسرائيل هجماتها وتسمح بإدخال المساعدات. ومن داخل الاتحاد الأوروبى، دعت ١٧ دولة إلى مراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، وتتحرك دول أخرى لفرض عقوبات على مسؤولين إسرائيليين.

ورغم أن بعض هذه التحركات ما تزال فى إطار الرمزية السياسية، فإن ما فعلته لندن لا يندرج ضمن ردود الفعل الخطابية فحسب، بل يمثل ترجمة عملية لتراجع الثقة الأوروبية فى سياسة حكومة نتنياهو.

الموقف البريطانى الحالى ليس مجرد تمايز ظرفى، بل يعكس، على الأرجح، تحولات أعمق فى المزاج الأوروبى تجاه إسرائيل. هذه التحولات يُغذّيها مشهد إنسانى كارثى فى غزة، فضلًا عن إدراك متزايد بأن استمرار الدعم غير المشروط لإسرائيل لم يعد مقبولًا لدى الرأى العام لديهم، لا أخلاقيًا ولا سياسيًا. ورغم ما تحاول الخارجية الإسرائيلية الإيحاء به، من أن «الانتداب البريطانى انتهى قبل 77 عامًا» وأن «الضغوط الخارجية لن تثنى إسرائيل عن كفاحها من أجل وجودها»، فإن هذه اللغة تعكس شعورًا بالعزلة المتزايدة، أكثر مما تُعبّر عن موقف واثق، ولا تُخفى القلق من انفكاك تدريجى فى شبكة الدعم الغربى التاريخى لإسرائيل.

قد يكون من المبكر الجزم بأن أوروبا تتجه لقطيعة استراتيجية مع إسرائيل، لكن من الواضح أن هناك بداية تحول. السؤال المطروح: هل هى لحظة مراجعة تاريخية لموقف بدأ قبل 77 عامًا، أم مجرد ضغط مؤقت سرعان ما يتبدد أمام اعتبارات المصالح والتحالفات؟.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل هو تحول حقيقي هل هو تحول حقيقي



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية

GMT 17:43 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الترجي يأمل مواجهة الصفاقسي بنهائي البطولة العربية للطائرة

GMT 05:38 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا توضّح حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday