أميركا المحافظة هل هو العصر الذهبي
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

أميركا المحافظة... هل هو العصر الذهبي؟

 فلسطين اليوم -

أميركا المحافظة هل هو العصر الذهبي

بقلم : إميل أمين

غطت أخبار اللقاء العاصف في البيت الأبيض بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونائبه جي دي فانس، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على الكثير من الأحداث ذات الأهمية الكبيرة، التي توضح للقارئ إلى أين تتوجه الولايات المتحدة الأميركية في السنوات الأربع المقبلة.

لم يلتفت الكثيرون إلى أعمال إحدى أهم الفعاليات التي عرفتها الولايات المتحدة منذ منتصف سبعينات القرن الماضي، «مؤتمر العمل السياسي المحافظ» CPAC، الذي جرى في الفترة ما بين 19 و22 فبراير (شباط) الماضي، في أوكسون هيل بولاية ماريلاند.

جمع المؤتمر أطيافاً وأطرافاً متنوعة، من السياسيين والمفكرين، الإعلاميين والكتاب، رجال الدين وأصحاب المصالح الاقتصادية، وهؤلاء يجمعهم توجه آيديولوجي محافظ واحد وواضح، لا سيما في عدائه الظاهر غير الخفي للميول اليسارية، والانفلات الليبرالي.

أظهرت كلمات أيام المؤتمر الأربعة وحواراته أن ترمب نجح بالفعل في تسويق فكرة «العهد الذهبي» القادم لأميركا، خلال سنواته الأربع في البيت الأبيض، على الرغم من أنه قبل أشهر معدودات من إعادة انتخابه رئيساً، ملأ الدنيا ضجيجاً عن نهاية أميركا التي عرفها العالم، المدفوعة باقتصاد تعمه الفوضى، وباتت مدنها فضاءً مستباحاً للمهاجرين غير النظاميين، ناهيك عن الإرهابيين والمغتصبين والقتلة.

الذين قُدّرت لهم متابعة أعمال المؤتمر، بدا وكأن هناك خلطة سحرية من أميركا البيوريتانية المؤمنة التي يقودها جناح جي دي فانس من جهة، وأميركا قائدة العالم التي وصفها سيد البيت الأبيض في كلمته بأنها «لا يوجد جبل لا تستطيع أن تعبره، ولا يجابهها عدو من غير أن تهزمه، ولا تحدٍ من دون أن تسحقه، أميركا الشعب الذي لا يعرف الانكسار».

تضيق هذه العجالة عن سرد وعرض ما توقف أمامه ترمب من انتصارات – في تقديره – جرت بها الأقدار خلال شهر واحد من دخوله البيت الأبيض.

تحمل بعض رؤاه ما يمكن أن نسميه «البشرى الرسائلية اليمينية»، فالرجل يهنئ شعبه بأنهم سحقوا اليسار المتطرف، الذي لم يعد له فقط مكان في أميركا، بل تجاوز الأمر ذلك إلى حدود الغرب كله، معتبراً أن انتصارات اليمين الألماني المتمثل في حزب «البديل من أجل ألمانيا»، انعكاس لانتصار المحافظين الجمهوريين في الداخل الأميركي.

أما دي فانس، فقد جاءت كلمته وكأنها ضرب من ضروب العظات الإيمانية الروحانية؛ إذ قال: «نحن لا نخاف الموت. ورغم أن الموت أمر مروع، فإن هناك ما هو أسوأ من فقدان الحياة، وهو فقدان الروح».

دي فانس، هو النسخة العصرانية من «المبشرين المحافظين الجدد»، أحفاد وليام كريستول، وروبرت كاغان، وتشارلز كرواثامر والعشرات الثقات منهم.

ما يركز عليه دي فانس، هو الهوية الأميركية، والدفاع عن الحق في الحياة، معاداة الإجهاض، والمثلية ومنعطفات ما بعد الليبرالية كافة، ويعادي بنوع خاص من يسميهم «الحمقى الإندروجيين» أي المتحولين جنسياً؛ ما جعل من كلمته حديثاً لمبشر من القرون الوسطى بأكثر من نائب رئيس للولايات المتحدة.

في افتتاحية أعمال المؤتمر قال القس جوشوا نافاريتي من ولاية أريزونا، وسط تصفيق حاد وحار: «نحن نعيش في أعظم وقت في عصرنا، إنه العصر الذهبي لأميركا».

هل هو بالفعل كذلك؟ الجواب جاء على لسان عالم الأنثربولوجيا الأميركي إليكس هنتون المتخصص في بحث ودرس الثقافة السياسية الأميركية، الذي درس فكرة الـMAGA أو أميركا العظيمة مرة أخرى لسنوات، وأصدر عام 2021 كتاباً في هذا الشأن عنوانه «يمكن أن يحدث هذا». يقدم فيه هنتون ثلاثة أسباب تجعل أنصار حركة «لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى» يعتقدون أن «العصر الذهبي قد بدأ» وهي تبدأ وتنتهي بترمب نفسه.

باختصار، يرى أنصار ترمب أنه «البطل المحارب» الشبيه بالكثير من الأبطال الأسطوريين، وربما كانت كلماته «قاتل... قاتل... قاتل». أي لا تستسلم غداة إطلاق النار عليه في بنسلفانيا في يوليو (تموز) الماضي، الباب الذهبي الذي جعل ستيف بانون اليميني المتشدد ومستشاره السابق، يقارن بينه وبين إبراهام لنكولن وجورج واشنطن، بل ودعاه للترشح مرة ثالثة للرئاسة في 2028.

أصحاب العهد الذهبي يرون ترمب «كرة هدم» لنظام بيروقراطي فاسد، يسعى لتجفيف مستنقعاته. عطفاً على ذلك وبعد أن أدخل لأميركا ستة تريليونات دولار في شهر، بات ترمب صاحب لمسة ميداس، الذي يحول كل ما يلمسه ذهباً.

هل هو العهد الذهبي بالفعل حيث ستصبح أميركا «موضع حسد كل الأمم» بحسب كلمات خطاب التنصيب؟

دعونا ننتظر المائة يوم الأولى ولكل مقام مقال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا المحافظة هل هو العصر الذهبي أميركا المحافظة هل هو العصر الذهبي



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday