ماذا وراء زيارات نتنياهو لموسكو
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

ماذا وراء زيارات نتنياهو لموسكو؟

 فلسطين اليوم -

ماذا وراء زيارات نتنياهو لموسكو

بقلم : هاني عوكل

زيارة ضرورية يقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى روسيا، بعد عدة أيام، لا تتعلق بمستقبل العلاقات بين البلدين فحسب، وإنما تبحث في العنوان العريض الذي يقلق إسرائيل كل الوقت، المتمثل في البعبع الإيراني ومآلات النزاع السوري.

قبل هذه الزيارة، حلّ نتنياهو ضيفاً على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في التاسع من أيار الماضي، وحينذاك اجتهدت وسائل الإعلام في تحليل الزيارة، وخلصت إلى أن الأول تمكّن من إقناع الثاني بعدم تسليم النظام السوري صواريخ أس 300 المتطورة.

نتنياهو، الذي يتابع الموقف الروسي عن كثب في علاقته مع إيران وسورية، يحرص كل الوقت على زيارة بوتين، والحديث عن شراكات وعلاقات سياسية واقتصادية، تجعل تل أبيب دولة صديقة لروسيا في إطار تبادل المنافع والمصالح المشتركة.

أما لماذا سيزور رئيس الوزراء الإسرائيلي موسكو، فهذا يتعلق بما يجري الآن في الجنوب السوري، حيث تقوم القوات الحكومية بعملية عسكرية تستهدف السيطرة الكاملة على هذه المنطقة، وإخضاع نقاط التماس الجنوبية الغربية في القنيطرة والجولان المحتل لعهدتها الكاملة.

على هذا الأساس سوف يذهب نتنياهو، لأنه لا يريد أن يشعل صراعاً من المحتمل أن يتوسع، خصوصاً أنه سبق أن حذرت موسكو بشكل ضمني من تبعات التدخل العسكري الإسرائيلي، ملوحةً بعصا الــ "أس 300"، كما فعلت من قبل غداة ضربة التحالف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية ضد منشآت سورية.

صحيح أن بوتين غض الطرف كثيراً عن أعمال إسرائيل العدوانية وقصفها المتكرر داخل الأراضي السورية، لكن روسيا تفهم أن لإسرائيل مصلحة في بقاء تفوقها العسكري في المنطقة، وتفهم أن الأخيرة ترغب بشدة في أن يكون هناك نظام سوري "أسد من ورق".

في كل الأحوال، لروسيا مصلحة في تمكين علاقتها مع إسرائيل، لأن مثل هذه العلاقة تضعها في مقام الدولة التي تحظى بسمعة ومكانة جيدة بين مختلف دول العالم، ولذلك سيأخذ بوتين في الاعتبار مصلحة بلاده وحلفائه في سورية، وسيسعى إلى موازنة أفعاله دون أن يردّ نتنياهو خائباً.

لا بد من الملاحظة هنا أن نتنياهو ذهب إلى موسكو أكثر من مرة، وهذه الزيارات عدا أنها تشكل انطباعاً بأن روسيا من يتحكم بخيوط اللعبة في سورية، فإنها تقدم إثباتاً على أن تل أبيب تراهن على الدب الروسي في تأمين مصالحها الحيوية.

كان يمكن لإسرائيل أن تطلب من الولايات المتحدة الأميركية في سورية حماية مصالحها، وهي تفعل ذلك، لكنها أيضاً تريد تنويع علاقاتها وشبكة تفاعلاتها مع دولة مثل روسيا التي باتت لاعباً دولياً يؤثر في شكل النظام الدولي، كما هو حال ذهاب إسرائيل إلى الصين وعلاقاتها المتينة مع الهند... إلخ.

الآن كل ما يريده نتنياهو من بوتين هو الآتي:
أولاً: التأكد من عدم خضوع الجنوب والجنوب الغربي في سورية إلى قوات إيرانية.
ثانياً: ضمان تفوق إسرائيل العسكري، ما يعني عدم تزويد النظام السوري بأسلحة متطورة يمكنها تهديد إسرائيل.
ثالثاً: ترغب تل أبيب بشدة في بقاء المعادلة الأمنية التي تعطي الحق لها في مواصلة احتلال هضبة الجولان، ولذلك فإن نتنياهو يريد الاطمئنان إلى مسألة استمرار فرض السيطرة على هذه المنطقة الجيوإستراتيجية بالنسبة لإسرائيل.
رابعاً: تبحث إسرائيل في تطوير علاقتها مع روسيا، مستفيدةً من صعودها التدريجي والقوي في ظل قراءاتها التاريخية التي أعطتها الأفضلية، حينما نقلت مستوى تركيزها قبل وبعد ولادة الصهيونية من أوروبا إلى أميركا، ووسعت من حضورها السياسي والاقتصادي في الأخيرة.
قد لا تنقل تل أبيب تركيزها من واشنطن إلى موسكو، لكنها في سبيل الحفاظ على تفوقها الإقليمي مستعدة للتحالف مع الشيطان، وتجد أن من الضروري وجود قوى إقليمية أضعف منها، وفي مقدمتها إيران، ثم باقي العرب، دون إغفال تركيا الأردوغانية.

أغلب الظن أن يحصل نتنياهو على ما يريده من بوتين دون تحريك قطعه العسكرية داخل سورية، لكن ذلك يعتمد على حجم المساومة التي يقوم بها البلدان، كلٌ من مصلحته لتأمين منافعه، مع إدراك الدولة العبرية أن النظام السوري ليس في وارده الآن الحديث عن هضبة الجولان.

أساساً النظام السوري حينما كان في أوج قوته وشبابه، لم يتحرك لوقف الاعتداءات الإسرائيلية التي انتهكت سماءه، وظل مواظباً على رفع يافطة استعادة الجولان المحتل، لأنه كان يدرك أن فتح جبهة مع إسرائيل قد يقود إلى كارثة حقيقية في إطار اختلال ميزان القوة العسكرية لصالح الأخيرة.

كل ما يهم النظام السوري الآن هو السيطرة الكاملة على مفاصل الدولة، وتأمين النقاط الحدودية، سواء في الجنوب الغربي أو في الشرق والشمال، ولذلك فإن المعركة بالنسبة له لا تزال مفتوحة على المجهول، لأن أخطر ما فيها، بعد تأمين الجنوب، تأمين الشمال ووضع حد للتمدد الكردي.

زيارة نتنياهو المقبلة واحدة من المحطات التي يقصدها إلى موسكو؛ للاطمئنان على حسن العلاقة معها، وللحفاظ على ما يسعى إليه من مكتسبات قبل وبعد تسوية النزاع السوري، مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذا النزاع في بداية نهايته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا وراء زيارات نتنياهو لموسكو ماذا وراء زيارات نتنياهو لموسكو



GMT 09:19 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

الـــوعـــي أهــــم مـــن «كـــورونــــــــا»

GMT 05:59 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

كلنا مسؤول في عصر "كورونا"

GMT 07:08 2020 السبت ,23 أيار / مايو

أوروبا وسياسة الضم

GMT 07:08 2020 الجمعة ,17 إبريل / نيسان

أنقذوا سورية من «كورونا»

GMT 05:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

دلالات نقاط المراقبة التركية في سورية

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية

GMT 17:43 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الترجي يأمل مواجهة الصفاقسي بنهائي البطولة العربية للطائرة

GMT 05:38 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا توضّح حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 03:44 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

طرق بسيطة لتنظيم المطبخ تُساعد على خسارة الوزن

GMT 11:22 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

قسوة الرسائل الأخيرة

GMT 03:10 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين الرماحي توضّح أنها وصلت إلى مرحلة النضوج
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday