أنقذوا سورية من «كورونا»
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

أنقذوا سورية من «كورونا»

 فلسطين اليوم -

أنقذوا سورية من «كورونا»

هاني عوكل
بقلم : هاني عوكل

 بعد أن فتك النزاع السوري المتواصل بملايين الناس وشتتهم في أصقاع الأرض وأعاد البلاد إلى سنوات القحط والفقر، ها هو فيروس كورونا يدخل إلى سورية خلسةً ويضيف العذاب والآلام إلى ما يعيشه الناس من حياة صعبة لا تسر صديقا ولا حتى عدوا.
في الثاني والعشرين من شهر آذار الماضي، أعلنت وزارة الصحة السورية عن إصابة واحدة بفيروس «كوفيد ـــ 19» قادمة من خارج البلاد، وفي أقل من شهر كشفت نفس الجهة الحكومية حديثاً عن تسجيل 25 إصابة بالفيروس ووفاة شخصين، ومن غير المعلوم ما الذي سيفعله «كورونا» في البلاد.
كان يمكن لهذا الرقم أن يتطور في ضوء ضعف الإمكانات الصحية وغير الصحية التي تعيشها سورية، غير أن اتخاذ الإجراءات الوقائية منذ البداية وكذلك قلة حركة السفر إلى سورية منعت بشكل أو بآخر انتشار الفيروس، وإلا كنا أمام معطيات كارثية لو كان الأمر عكس ذلك.
مع ذلك، الحديث عن 25 إصابة بالفيروس أمر مخيف للغاية، خصوصاً في بلد يعيش نزاعاً مستمراً لحوالي تسعة أعوام، في الوقت الذي يفتقد فيه النظام الصحي الكوادر الطبية وآلاف المعدات الضرورية في مواجهة مختلف أنواع الإصابات بما فيها هذا الفيروس المستجد.
إلى هذه اللحظة لم يصل «كوفيد ــ 19» إلى شمال غربي سورية، ولم تسجل إصابات في مخيمات النازحين المقامة في شمال إدلب وفوقها بالقرب من الحدود السورية - التركية، غير أن سرعة انتشار الفيروس تشكل تحدياً كبيراً بالنسبة لآلاف السوريين الذين يعيشون في ظروف غير صحية ومأساوية إلى حد كبير.
على الرغم من إجراءات تقييد الحركة التي أقرتها الحكومة السورية لمنع تفشي الفيروس، إلا أن هذا الأمر لم يمنع آلاف النازحين السوريين المقيمين في المخيمات من العودة إلى منازلهم وقراهم، هرباً من «كورونا» الذي قد يصل إليهم في أي وقت دون «إحم ولا دستور».
يومياً، ثمة نزوح من الشمال إلى الجنوب وهو نزوح مدفوع بالخوف من تفشي الفيروس في المخيمات، خصوصاً وأن تركيا وإيران المجاورتين لسورية ترتفع فيهما أعداد المصابين بـ»كوفيد ـــ 19»، والخشية أن ينتقل هذا الوباء من هاتين الدولتين إلى الأراضي السورية وينتشر في الشمال والشمال الغربي والشرقي.
ليس هذا فحسب، بل هناك أيضاً عودة من جانب اللاجئين السوريين في مخيمات الشتات بدول الجوار إلى بلادهم تحسباً من وصول الفيروس إلى تلك المخيمات خصوصاً في لبنان وتركيا والأردن، علماً بأن المخيمات تفتقر إلى مختلف الإمكانات التي تمتلكها المدن.
إذا ما أرادت سورية تجاوز هذه الأزمة الصحية المستجدة فإنها بحاجة إلى ضبط سياسة التباعد الاجتماعي وإنشاء مراكز طبية تتوفر فيها الأجهزة والمعدات الضرورية في المخيمات والمناطق ذات الكثافة السكانية العالية، والأهم إيجاد طريقة مبتكرة لتطبيق التزاحم السكاني والتباعد الاجتماعي في مخيمات النازحين.
الصورة صعبة للغاية، ذلك أن الحديث في المخيمات يتركز حول خيم متلاصقة ببعضها البعض، وتسكنها أسر بأعداد كبيرة، والأهم أن المرافق الصحية قليلة وتستخدمها عشرات الأسر، ومثل هذا الأمر يشكل بيئة سهلة جداً لانتشار الفيروس بسرعة الصاروخ.
وحدها الحكومة السورية ربما لا يمكنها منع انتشار «كورونا»، وكثيراً ما حذرت منظمة الصحة العالمية من خطورة هذا الفيروس في مناطق النزاع والدول التي تعاني نقصاً حاداً من الأجهزة الطبية، ولذلك تحتاج البلاد إلى إجراءات مستعجلة على المستوى الدولي لمساندتها في وقف تفشي «كوفيد ــ 19».
ليست المشكلة فقط في إرسال كوادر طبية مؤهلة للتعامل مع الفيروس، ولا دعم البلاد بالأسرة والأجهزة الطبية والكمامات وخلاف ذلك، وإنما تحتاج «الشام» إلى دعم مادي حقيقي يجعلها قادرة على النهوض بالأعباء والمتطلبات الضرورية، ذلك أن النزاع استنزف من اقتصاد البلاد إلى حد كبير.
هناك جيش من العاطلين عن العمل بسبب تواصل النزاع وتدمير البنى التحتية للعديد من القطاعات الحيوية وغير الحيوية و»كورونا» أضاف إلى هذا الجيش جيشا آخر من العاطلين، بالإضافة إلى أن الدول الداعمة وكذلك المساعدات الإنسانية من قبل الأمم المتحدة تقدم بالحد الأدنى وبالكاد تصل إلى كل الأسر المنكوبة وتكفيها قوتها اليومي.
في ظل هذه الجائحة المستجدة ينبغي على الدول أن تتعاون وتتكاتف للحد من انتشار الفيروس وكذلك فرملة تدهور أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية، وإذا كانت هي بحاجة إلى دعم لمواجهة هذا الوباء، فإن سورية تسبقها في الحاجة إلى الدعم السريع لإنقاذها من تفشي الفيروس داخل أراضيها.
وعلى كل من الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية التحرك الفوري لتقديم المساعدات المطلوبة للسوريين، والأهم مطلوب من فرقاء النزاع على المستويين المحلي والدولي عدم الاكتفاء بوقف إطلاق النار في إدلب ومحيطها استجابةً لضرورات اللحظة، وإنما التعاون أيضاً في قلب سورية لمواجهة «كورونا» وحماية السوريين من هذا الخطر الداهم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنقذوا سورية من «كورونا» أنقذوا سورية من «كورونا»



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين

GMT 10:57 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

هازارد يؤكّد أن هيغواين سيكون إضافة قوية لـ"تشيلسي"

GMT 05:16 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تعين الروبوت "تقني" موظفًا في وزارة التعليم

GMT 18:34 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجيب ساويرس يوجّه رسالة إلى الفنانة هيفاء وهبي

GMT 01:45 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

مئير بن شبات يبحث ملف "الجنوب السوري" في موسكو
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday