نظرية التمكين  تركـيا نمـوذجًا
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

نظرية "التمكين" ... تركـيا نمـوذجًا

 فلسطين اليوم -

نظرية التمكين  تركـيا نمـوذجًا

بقلم: عريب الرنتاوي

تُعطي قرارات المحكمة العليا في تركيا مثالاً على التجليات التطبيقية لنظرية “التمكين”، التي اتبعها رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية، في صراعه ضد “أعمدة العلمانية” التركية الأربعة: الجيش، القضاء، الرئاسة والإعلام ... فبعد سنوات من حملات “الاجتثاث” لكبار ضباط الجيش تحت عناوين “المؤامرة”، برّأت المحكمة العليا ما يقرب من 300 ضابط وصحفي، من الاتهامات الموجهة إليهم في القضية التي عرفت باسم “ارغينيكون” ... قبلها بعام، أصدرت أحكاماً ضد عدد مماثل من كبار ضباط الجيش، الأمر الذي أسهم، من بين عوامل أخرى، في تهميش الدور السياسي المتضخم الذي اعتاد الجيش التركي على أدائه في السياستين الداخلية والخارجية للبلاد.

في سياق الحرب على أعمدة “العلمانية” التركية، حوّل الحزب الحاكم تركيا إلى “أكبر سجن” للصحفيين في العالم، بشهادة منظمات حقوقية دولية مستقلة عديدة ... القضاء لم يسلم من تغوّل أردوغان وحزبه وحكومته، ودائماً تحت شعارات شتى، ونتذكر جميعاً الاشتباك بين أردوغان والمحكمة الدستورية لمجرد أنها أفرجت عن صحفيين معتقلين بغير حق، يومها هدد “السلطان” بحل المحكمة الدستورية، جزاءً لما فعلت.

عين أردوغان ظلت متسمّرة صوب الرئاسة ... رشح رفيق دربه عبد الله غول لهذا المنصب الشرفي، قبل أن يستنفذ “ولاياته الدستورية” كرئيس للحكومة، ثم أبعده عن الحزب والحكومة قبيل انتهاء ولايته بأيام، ليتولى هو المنصب بنفسه، تاركاً لـ “تابعه” أحمد داود أوغلو رئاسة الحكومة، وهو يسعى اليوم، في نقل صلاحيات الحكومة إلى الرئاسة، ويجهد في تحويل تركيا من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي، فحيثما يكون الرجل، يجب أن تتجمع السلطات والصلاحيات و”الشرعيات”، والمعركة ما زالت مفتوحة.

عندما فشل أردوغان في الحصول على الأغلبية الكافية لتشكيل الحكومة منفرداً في العام الماضي، بفعل بروز حزب الشعوب الديمقراطية (الكردي)، جُنّ جنون “السلطان” الذي بدأ يشهد على “تكسّر” أحلامه وأطماعه السلطانية ... شنّ حرباً شعواء ضد الأكراد، وانتبه بعد سنوات من بدء العملية السياسية مع حزب العمال الديمقراطي الكردستاني “بي كيه كيه”، إلى كونه حزباً إرهابياً، وأنه من طراز “داعش”، إلى أن أغرق جنوب شرق البلاد، في أتون حرب أهلية، لتتحول ديار بكر، إلى ما يشبه مدن الحرب السورية أو العراقية ... كل ذلك، نظير “شدّ العصب القومي” التركي، بعد أن فشلت عملية “شد العصب المذهبي السنّي” في توفير ما يكفي من مقاعد له في البرلمان، تمكنه من تشكيل الحكومة منفرداً وتنظيم استفتاء على تعديل الدستور، أو تعديله مباشرة في البرلمان.

نظرية “التمكين” في الحالة التركية، تلتقي في الجوهر مع نظرية “التمكين” التي انتهجها إخوان مصر في فترة حكمهم القصيرة على أية، بيد أنها تختلف باختلاف السياقين التركي والمصري ... في الحالة التركية، “التمكين” يتمحور حول شخص أردوغان وطموحاته وأحلامه، في الحالة المصرية، كانت الجماعة هي محور النظرية، فالرئيس محمد مرسي، كان بمثابة “رئيس صدفة” وقد صعد من أسفل قوائم الإخوان المرشحين للمنصب ... في الحالتين، كان الصدام مع الجيش نقطة البداية للشروع في تطبيق النظرية ... في تركيا هناك تيار علماني نشط، يستند بالأساس، في مصر، الحالة مختلفة، التيار العلماني، ضعيف ومشتت، تعددت السياقات، لكن نظرية “التمكين” هي ذاتها.

لم تتوقف تداعيات “التمكين” على السياسة الداخلية في كلا البلدين فحسب، السياسة الخارجية بدورها، كانت ساحة لاختبار تطبيقات هذه النظرية ... في مصر، نتذكر المؤتمر الشهير الذي جمع فيه مرسى كافة “شيوخ الصحوات” من إخوان وسلفيين، بمن فيها متهمين بالإرهاب، ليعلن “الجهاد” على النظام السوري ...شيء مماثل، فعله أردوغان، عندما حوّل تركيا، إلى “قاعدة ارتكاز” إقليمية لإخوان المنطقة، و”ممر ترانزيت” لكل الإرهابيين في العالم، صوب سوريا والعراق ...  في الحالتين، العلاقة مع “الحركات الإسلامية” أكثر أهمية من العلاقات مع “الدول الوطنية”، حتى وإن أفضى ذلك، إلى المقامرة بوحدة الأوطان والمجتمعات والشعوب، وتحويلها إلى ملاعب لكل قوى التطرف والغلو في المنطقة، تماماً مثلما حدث مع داعش في تركيا، ومع الجماعات الإرهابية في سيناء.

في الحالتين، المصرية والتركية، أظهر الإسلام السياسي موقفاً “براغماتياً” من إسرائيل، بخلاف كل الشعارات الدعائية السابقة لوصوله إلى سدة السلطة ... في مصر، جدد الإخوان التزامات مصر بكامب ديفيد، وذهب مرسي إلى حد مخاطبة شمعون بيريز بـ “عزيزي” ... أما العلاقات الإسرائيلية – التركية، فهي أوضح من أن يتم إخفاؤها، قبل “مافي مرمرة” وبعدها، ولنتذكر أنه مثلما توسطت حكومة إخوان مصر بين حماس وإسرائيل، للتهدئة المستدامة، توسطت حكومة أردوغان في المفاوضات السرية بين سوريا وإسرائيل، حيث استضافت العديد من الاجتماعات على أرضها، قبل أن تفترق دمشق عن أنقرة في سياقات الأزمة السورية.

مصر قدمت نموذجاً على الصعود السريع للإخوان، واستتباعاً، انهيار تجربة حكمهم السريع كذلك ... بينما في تركيا كان الصعود متدرجاً وعلى مراحل وامتد لسنوات وعهود، لذلك يبدو “الهبوط متدرجاً”، وتركيا اليوم ليس تركيا صعود العدالة والتنمية، بعد أن أصبحت أقرب إلى قائمة “الدول المارقة” لولا نفاق الغرب وحاجته للحليف الأطلسي، الذي يقبع على حدود أوروبا و”الناتو”، وما زال مرشحاً لأدوار قادمة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نظرية التمكين  تركـيا نمـوذجًا نظرية التمكين  تركـيا نمـوذجًا



GMT 09:53 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

سؤالنا وتجربتهم

GMT 09:19 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

تونس على صفيح الصراع الإقليمي الساخن

GMT 09:05 2020 الخميس ,23 تموز / يوليو

العراق بين زيارتين وثلاث قذائف

GMT 06:33 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

هل بات «الضم» و«صفقة القرن» وراء ظهورنا؟

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday