ملاحظات حول السياسة المصرية في سوريا وفلسطين
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

ملاحظات حول السياسة المصرية في سوريا وفلسطين

 فلسطين اليوم -

ملاحظات حول السياسة المصرية في سوريا وفلسطين

عريب الرنتاوي

تسعى مصر إلى استعادة صورتها واستنهاض دورها القيادي في المنطقة والإقليم، بعد سنوات طوال من الركود زمن نظام مبارك، والاضطراب في مرحلة ما بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير ... وهذا المسعى يلقى ترحيباً قوياً من قبل أطراف عربية عديدة، ففراغ مصر، ملأته دول عربية صغيرة بأجندات ملتبسة يصعب تفكيك "طلاسمها" على كثير من المراقبين ... كما وفر الغياب المصري عن المسرح، حضوراً فاعلاً لقوى إقليمية غير عربية، بدءاً بإسرائيل، مروراً بتركيا وإيران، وانتهاءً بأثيوبيا.

السلطة الفلسطينية كانت من بين أبرز وأكثر المستبشرين خيراً بالتغيير الذي حصل في القاهرة، ومجيء نظام المشير عبد الفتاح السيسي، وهي التي لم تخف قلقها من حلف "حماس / إخوان مصر" زمن الرئيس المعزول محمد مرسي، كانت صريحة في استقبال التغيير والرهان عليه... السلطة لم تكن وحدها من فعل ذلك، النظام السوري بدوره، رحب بالتغيير، وانتهج الإعلام الرسمي السوري تغطية إيجابية للأحداث والتطورات في مصر، كانت أشبه بالغزل و"توجيه الرسائل" للنظام الجديد، الذي تتشاطر معه، كراهية الإخوان المسلمين من جهة، والاستهداف من قبل جماعات جهادية متطرفة من جهة أخرى.

لكن أكثر المرحبين بالنظام المصري الجديد حماسة، يجدون أنفسهم اليوم في وضع شديد الحرج، جراء ما أقدمت عليه الدبلوماسية المصرية من مواقف وخطوات، بدا من الصعب ابتلاعها في رام الله ودمشق... فالأنباء من القاهرة تحدثت عن استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي للمسؤول الفتحاوي المنشق، والمطلوب في قضايا مالية وأمنية محمد الدحلان، بوصفه "قائداً فلسطينياً" لا موفداً كمستشارً أمني لدولة عربية ... القاهرة لزمت الصمت حيال هذه الأنباء ورام الله تبدو كبالع السكين ذي النصلين، أما "جماعة الدحلان" فيهللون ويكبرون للاختراق الذي حصل في علاقات "زعيمهم" مع الرئيس المصري الجديد.

ليست المرة الأولى التي يجرى فيها الحديث عن لقاءات بين السيسي والدحلان، بيد أنها كانت تبرر في السابق بكونها لقاءات مع "موفد" رفيع، أو أن الدحلان كان يحضر للقاهرة من ضمن وفد لا أكثر ... هذه المرة الحديث يدور عن لقاء بين الرجلين، وبوصف الدحلان "قائداً فلسطينيا" والبحث دار بينهما في مستجدات القضية الفلسطينية بعامة والوضع في قطاع غزة ومعبر رفح خاصة أن نتائج هذه المحادثات ستنعكس إيجاباً على وضع الفلسطينيين في القطاع المحاصر قريباً.

وليس غريباً على مصر، أن تحتفظ بقنوات تواصل مفتوحة مع مختلف الكيانات والمكونات الفلسطينية، فهي طالما فعلت ذلك، وفي ظل قبول فلسطيني واسع، لكن هذه القنوات ظلت محصورة بجهاز المخابرات العامة الذي يتولى الملف الفلسطيني وأحياناً مع مستويات سياسية مختلفة، لكن أن يتم اللقاء مع "محمد الدحلان" على المستوى الرئاسي، فذاك تطور فريد وخطير، محمل بالرسائل التي لن تريح الرئيس الفلسطيني محمود عباس وهو في غمرة "حرب مفتوحة" مع الدحلان وأنصاره، ... ولن يبدد لقاء عباس – السيسي بالقاهرة أمس مخاوف السلطة وقلق رئيسها... وعلى أية حال، فثمة أسئلة فلسطينية مفتوحة بلا أجوبة مصرية واضحة حتى الآن.

فإذا كان الاستقبال الرئاسي للدحلان نابعاً من كراهية مشتركة لحماس، فعلى السلطات المصرية أن تدرك أن في رام الله من هو أشد ضراوة في العداء لحماس والإخوان، فلماذا "الدحلان" تحديداً، وفي هذا الوقت بالذات، حيت تتواتر التقارير عن غزل دحلاني– حمساوي؟ ... وإذا كان للأمر صلة بملف "خلافة عباس"، فعن أية أجندة  نتحدث، وهل قررت القاهرة تبني الرجل خليفة لأبي مازن؟

السؤال نفسه، يُطرح سورياً، بعد عودة الروح لدور القاهرة في تجميع المعارضات السورية، وعشية المؤتمر المنتظر بعد أسبوع لهذه المعارضات في القاهرة ... النظام في دمشق وأنصاره في لبنان، بدأوا يتحدثون عن "توكيل سعودي" للقاهرة للقيام بما عجزت الرياض عن القيام به ... وهم إذ رحبوا في البدء، بالتحرك المصري على قاعدة "استقلالية" موقف القاهرة عن مواقف بعض عواصم الخليج، إلا أنهم عادوا يتحدثون مؤخراً عن مبادرة مصرية اعتراضية على "مؤتمر موسكو" و"حلب أولاً" وبتحريض من بعض العواصم المناهضة لدمشق، وبصورة تعيد الأمور بين النظام والمعارضة إلى المربع الأول ... مصادر دمشق تلقي باللائمة على القاهرة التي أعطت المعارضة جرعة إضافية من "التشدد"، جعلتها مترددة حتى في حضور مؤتمر موسكو، فضلاً عن غياب أية قنوات اتصال بين القاهرة والنظام، واكتفاء المصريين بالتواصل مع قوى المعارضة الداخلية منها والخارجية، لا أكثر.

المفارقة أن العلاقات بين موسكو والقاهرة بعد ثورة الثلاثين من يونيو أصبحت في أحسن أحوالها، والرئيس بوتين تعامل مع السيسي كرئيس للبلاد قبل أن يجرى انتخابه لهذا المنصب، الأمر الذي أثار قناعات لدى عديد المراقبين، بأن القاهرة على تنسيق لصيق مع موسكو، وانها تتقاسم الأدوار معها وصولاً لحل سياسي للأزمة السورية ... اليوم تبدو الصورة مختلفة بعض الشيء، والبعض يرى في التحرك المصري اعتراضاَ على المبادرة الروسية وتعطيلاً لها، ويرجح أن يكون هذا التحرك منسقاً مع عواصم خليجية بالأساس.

مشكلة السياسة الخارجية المصرية أنه لا أحد يتحدث بها من كبار المسؤولين المصريين، باستثناء ما يجرى ترديده من مواقف عامة وضبابية تزيد المشهد تعقيداً بدل أن تسهم في إجلاء الصورة وتبديد الغموض ورسم الفواصل بين ما "مصري" في حسابات هذه السياسة، وما تمليه حسابات الحلفاء ومصالح الداعمين والمانحين، الذين نجحوا بتأزيم المشكلات وإطالة أمدها، فكانوا جزءاً منها بدل أن يكونوا جزءا من الحل.

عودة الروح للدور المصري الإقليمي أمرٌ يفرح الجميع، لكن مصر الكبيرة بإرثها وتاريخها وشعبها ومكانتها في قلب العالم العربي، يجب أن تظل كبيرة في مواقفها وحذرة في مقارباتها، وأن تلعب دور "إطفائي الحرائق" في المنطقة، لا أن تدخل في دهاليز وزواريب الخلافات البينية الفلسطينية... وأن تنظر إلى سوريا بنفس العين التي تنظر فيها إلى التحديات التي تجابهها في الداخل، سواء مع حركات الإسلام السياسي أو جماعات الإسلام المسلح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملاحظات حول السياسة المصرية في سوريا وفلسطين ملاحظات حول السياسة المصرية في سوريا وفلسطين



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday