مرة أخرى عن الدور الأردني فــي الحــرب عـلــى الإرهــاب
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

مرة أخرى عن الدور الأردني فــي الحــرب عـلــى الإرهــاب

 فلسطين اليوم -

مرة أخرى عن الدور الأردني فــي الحــرب عـلــى الإرهــاب

عريب الرنتاوي

ما أن كشف الرئيس عبد الفتاح السيسي عن مضمون المحادثة الهاتفية التي جرت بينه وبين الملك عبد الله الثاني بعد جريمة “داعش” النكراء بحق 21 مواطناً قبطياً قضوا ذبحاً على الشواطئ الليبية، حتى عادت التكهنات والتقديرات تتطاير بخصوص الدور الأردني في الحرب على الإرهاب بجبهاتهاالمتعددة، وتذهب في كل صوب واتجاه... السيسي كان قال، بأن الملك عرض مساعدة عسكرية أردنية على مصر في حربها على الإرهاب.
وأحسب أننا بحاجة مجدداً للتذكير بمحددات وضوابط الموقف الأردني حيال هذه المسألة، وفي ظني أنه بات يتعين على كبار المسؤولين في الدولة، الخروج للرأي العام، ببيان صريح وواضح وشامل، يعدد هذه المحددات، ويرسم بدقة الضوابط الحاكمة للموقف والسياسة الأردنيين حيال مسألة الحرب على الإرهاب، وإلى أن يحصل ذلك، لا بد من المجازفة ببعض الاجتهادات.
وأبدأ بالقول، أن الأردن جزءاً لا يتجزأ من الحرب الكونية على الإرهاب، ومن اليوم الأول نظر الأردن إلى هذه الحرب بوصفها “حربنا”، التي نخوضها لا من باب المجاملة لأحد، ولا لتسديد فواتير أو استحقاقات مسبقة، بل لأنها دفاع مشروع عن النفس، في مواجهة طوفان ظلامي – تدميري، أثبت بأنه لا يُبقي ولا يذر.
وكان لافتاً، أن أول ضربة وجهها سلاح الجو الأردني لمواقع داعش في سوريا والعراق، قد صدر بشأنها بيان عمليات عن القوات المسلحة، فالمشاركة في هذا التحالف كانت رسمية ومعلنة ومتحمسة، إن شئتم، والانخراط في فعالياته العسكرية، كان كذلك أيضاً، وتطور الأمر بعد جريمة اغتيال النقيب معاذ الكساسبة، إذ أخذ شكلاً ثأرياً انتقامياً، كان ضرورياً لغايات رفع المعنويات وحفظ الثقة بالدولة والمؤسسات، وحشد الدعم والتأييد والالتفاف.
لكن مع ذلك، ظل الأردن حذراً في كل ما يتصل، بتجاوز بعض الخطوط الحمراء، أو بعبارة أخرى، حيال كل ما يتصل بالمجازفات والمغامرات غير المحسوبة ... فالأردن مستعد لخوض الحرب الاستخبارية واللوجستية والضربات الجوية ... وأبعد من ذلك، الأردن مستعد لنوع من “العمليات الجراحية”، إن توفرت لدية المعلومات الاستخبارية حول أهداف “دسمة” محددة، حتى وإن كانت بعيدة عن حدوده الجغرافية ... لقد فعلها من قبل وهو جاهز لفعلها الآن ومن بعد، وقد جاهر بذلك غير مسؤول.
ويمضي الأردن في حربه على الإرهاب إلى ما هو أبعد من ذلك ... فهو عرض المساعدة في التدريب والتجهيز على الجيش العراقي و”البيشمركة” و”الحرس الوطني”، وعرض تدريب ما أسمي بـ “المعارضة السورية المعتدلة”، وذهب إلى حد تقديم شحنات دعم عسكرية، رمزية في جوهرها للجيش اللبناني مؤخراً، ومن على قاعدة “الجود من الموجود”.
في الحالة المصرية، يبدو الإعلان الأردني عن الاستعداد لتقديم العون والنصرة العسكريين، أقرب إلى “إعلان النوايا”، أو “بيان التضامن شديد اللهجة”، فالجيش المصري من أكبر الجيوش العربية، ولا أحسب أن القاهرة بحاجة لجنود أردنيين، يرفدون عملياتها ضد الإرهاب، وهي نفسها لم تقرر بعد، عند أية حدود سيتوقف تدخلها في ليبيا ضد “داعش” وأخواتها الكثيرات هناك.
لكن الموقف الأردني، منفتح ويفتح على احتمالات أخرى، من بينها تشكيل “قوة ضاربة عربية مشتركة” تتولى مطاردة “داعش” وأخواتها حيثما لزم الأمر، وحيثما توفرت الظروف والموافقات من حكومات الدول المبتلاة بخطر الإرهاب ... لكن مشاركة الأردن في هذه القوة، ستكون مشروطة بمشاركة عدة دول عربية، من بينها الدول الوازنة، مشاركة حقيقية، تتناسب مع حجمها ووزنها، لا مشاركة رمزية تقتصر على “علم مرفوع فوق خيمة لعشرة أفراد”، كما كانت عليه بعض المشاركات العربية في تجارب سابقة.
مثل هذه القوة العربية المشتركة، المدعّمة بغطاء دولي، سياسي وشرعي، قبل أن يكون غطاءً جوياً عسكرياً، يمكن أن توفر بداية رد عربي فعّال على تحدي الإرهاب والأخطار الناجمة عن تفشيه وانتشاره ... وإن حصل ذلك، فإن المنظومة العربية ستكون قد حذت حذو المنظومة الأفريقية التي بادرت لتشكيل قوة مشتركة لدول جوار نيجيريا، وظيفتها مطاردة بوكوحرام في المنطقة حتى استئصالها ... لقد فعلها الأفارقة وسبقونا في ذلك، فهل سيلتحق العرب بأشقائهم في القارة السوداء، أم أنهم سيبقون في انتظار “غودو الذي عادة لا يأتي”؟!
يدرك الأردن، أن “اللحظة الاستثنائية” التي يعيشها على وقع فعل الشهادة احتراقاً، قد لا تستمر طويلاً، بل وقد تنقلب إلى نقيضها، إن خطت السياسة الأردنية في الحرب على الإرهاب خطوات غير محسوبة، لذا فلا يظنن أحد، أن الأردن قد وضع نفسه على مقربة من جرس الإنذار بانتظار أوامر العمليات للقتال في كل مكان وكيفما كان، ولا يتصورن أحد، أن الأردنيين يتقافزون للانتقال إلى الجبهات القريبة والبعيدة، للثأر من داعش أو غيرها، فلدينا ما يكفينا من مهام ومسؤوليات وتحديات، تخص الداخل بملفاته العديدة وأمن الحدود والمعابر الدولية مع جوارنا الملتهب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرة أخرى عن الدور الأردني فــي الحــرب عـلــى الإرهــاب مرة أخرى عن الدور الأردني فــي الحــرب عـلــى الإرهــاب



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday