ليس لدى السلطان مــن يكاتبـــه
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

"ليس لدى السلطان مــن يكاتبـــه"

 فلسطين اليوم -

ليس لدى السلطان مــن يكاتبـــه

عريب الرنتاوي

احتل الزعيم التركي رجب طيب أردوغان مكانة قلما احتلها زعيم غير عربي في ضمير ووجدان الرأي العام العربي، لتبلغ “شعبية” مؤسس العدالة والتنمية ذروتها مع إطلالة ثورات الربيع، لتبدأ بعد ذلك، مرحلة الهبوط السريع لزعيم ألْهَمَ العلمانيين قبل الإسلاميين، ونجح بخطب ودِّ الحكَّام والنخب العربية، ودائماً لأهداف وأسباب ودوافع متباينة بتباين المصالح وزوايا النظر والتطلعات.
بدأت قصة صعود نجم أردوغان، شعبياً على الأقل، مع موقفه الرافض الانخراط في التحالف الثلاثيني ضد نظام الرئيس العراقي صدام حسين، وتصويت البرلمان التركي ذي الغالبية الأردوغانية على رفض منح تسهيلات للناتو في الحرب على العراق (اليوم، تعتبر أنقرة أن ما حصل كان خطأ في الحسابات، يجب ألا يتكرر ثانية) ... يومها نظر العرب التوَّاقون للحرية واستقلالية القرار، للنموذج التركي بوصفه نموذجاً ملهماً، واعتبروا الديمقراطية التركية، رافعة للحرية واستقلال القرار الوطني عن دوائر صنع القرار الأطلسي والغربي، وما كان لعربي أن يتفادى خيار المقارنة بين حال أنظمته وحكوماته زمن الركود الطويل والاستتباع للولايات المتحدة والغرب، وبين الموقف التركي الناهض.
نهضت السياسة التركية في الأزمة العراقية آنذاك على جملة مبادئ/ قيم، سرعان ما ستتخلى عنها أنقرة بعد أقل من عشر سنوات، رفضت التدخل العسكري في العراق، ودعت دول المنطقة إلى حل مشاكلها بنفسها، ودعت الأمم المكونة تاريخياً لهذه المنطقة لأخذ زمام قرارها بيدها، اقترح وزير خارجيتها إطار “دول جوار العراق” لحل مشكلات البلد الشقيق، وبدا أن شمساً جديدة ستشرق على المنطقة، ومن الشرق هذه المرة، بعد أن تحكم الغرب في كل مفاصل حياة المنطقة ومستقبلها، وآلَ 99 بالمائة من أوراق حل أي من قضايا إلى اليد الأمريكية.
تطور هذا الموقف مع “دعاية” مكثفة بذلها قادة العدالة والتنمية لنشر أفكارهم الجديدة عن “العمق الاستراتيجي” والتوجه جنوباً، وسياسة “صفر مشاكل” و”الدبلوماسية الناعمة” و”تعظيم المصالح والمنافع المتبادلة”، وما كان لعربي أن يتفادى المقارنة بين النموذج التركي الصاعد من جهة ونموذج الحكم الإسلامي في إيراني، القائم على “تصدير الثورة” و”القوة الخشنة” والخطاب المذهبي عموماً ونظام “ولاية الفقيه” غير المفهوم خارج إطار الدولة الثيوقراطية ... نتيجة المقارنات والمقاربات، صبت دائماً لصالح أردوغان وحزبه وحكومته و”تركيا الجديدة عموماً” ليبلغ هذه الصعود الصاروخي لشعبية أردوغان في إبان العدوان الإسرائيلي على غزة 2008 – 2009، فتركيا أخذت موقفاً شديد اللهجة من هذا العدوان، وأتبعته بـ “أسطول الحرية” وتحدي الحصار، والتدهور الذي صاحب العلاقات التركية – الإسرائيلية، وانتقال تركيا برمتها من موقع الحليف الاستراتيجي لإسرائيل إلى موقع الشريك الاستراتيجي للعرب وقضيتهم المركزية الأولى: فلسطين ... حينها فقدت طهران فرادة خطابها عن “المقاومة” ودخلت إلى الملعب دولة إقليمية كبرى، سنيّة هذه المرة، تتحدث بلغة لا تبتعد كثيراً عن لغة “معسكر المقاومة”، بل وتقارع إسرائيل وتحمل عليها كما حصل في دافوس والانسحاب الشهير لأردوغان من المناظرة مع شمعون بيريز، فيما أمين عام الجامعة العربية، المحسوب على الناصرية، عمرو موسى ظل جالساً في مقعده كأن الأمر لا يعنيه ... يومها بدا أردوغان عروبياً أكثر من العرب، وفلسطينياً أكثر من الفلسطينيين أنفسهم.
على مستوى الحكومات العربية، بدا أن ثمة ترحيباُ بمقدم اللاعب “السني” الإقليمي الجديد، الذي سيكون بمقدوره وحده أن يعادل نفوذ إيران الشيعية في المنطقة، في غياب مصر تحت حكم نظامها المريض بالفساد والاستبداد آنذاك، وسقوط العراق تحت قبضة مشتركة إيرانية -أمريكية، وانحسار الدور السوري بعد اغتيال الحريري وانسحاب الجيش السوري من لبنان، وبقية القصة معروفة.
أما النخب السياسية والفكرية العلمانية، فقد وجدت في أردوغان وحزبه وتجربته ... هذا رجل يدعو لمصالحات بين الإسلام والعلمانية، بين الدِّين والدولة، هذا حزب يقدم قراءة عصرية جديدة في الإسلام، تجعل منه رافعة للتنمية والتطور حد الالتحاق بالاتحاد الأوروبي والاستجابة لشروط عضوية ذاك النادي ... قرأت هذه النخب في ثنايا تجربته القصيرة نسبياً في الحكم، إرهاصات معجزة اقتصادية، تبدو المجتمعات العربية بحاجة لمثلها للخروج من مستنقع الفقر والبطالة والتخلف والمديونية ... ما الذي يريده العلمانيون العرب أكثر من ذلك؟ ... وربما هذا ما دفع كثيرين منهم، إلى استباق الإسلاميين، بمن فيهم الإخوان المسلمون، في الترحيب بالعدالة والتنمية، والحث على الاستفادة من دروس التجربة التركية، في الوقت الذي أبدى فيه إسلاميون كثر، حذراً بالغاً من التجربة في بداياتها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس لدى السلطان مــن يكاتبـــه ليس لدى السلطان مــن يكاتبـــه



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday