عراق فيدرالي  لِمَ لا
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

عراق فيدرالي ... لِمَ لا؟!

 فلسطين اليوم -

عراق فيدرالي  لِمَ لا

عريب الرنتاوي

ربما تكون “الفيدرالية” في العراق شعاراً توحيدياً لا تفتيتياً كما يجادل كثيرون من خصوم هذه الأطروحة ... في بلد يعيش حالة اغتراب واحتراب بين مكوناته ... في بلد يحتاج أهل الرمادي من أبنائه إلى كفيلٍ لهم لدخول بغداد، ويتعين على عربه من سنة وشيعة استحصال “فيزا” و”إقامة” للانتقال إلى شماله الكردي ... في بلد يُعاد أكراده أدراجهم قبل أن تأخذهم الطريق إلى العاصمة المركزية ... في بلد ودع مئات ألوف القتلى جراء حروبه الداخلية وحروب الآخرين عليه ... في بلد هذه مواصفاته، تغدو الفيدرالية مطلباً توحيدياً لا تفتيتياً. هل قلنا “الأكراد”؟ من تتبع فصول زيارة السيد مسعود البارزاني إلى واشنطن، والحملة الإعلامية الكردية التي صاحبتها، يدرك أن مطلب أكراد العراق تخطى منذ زمن، “الفيدرالية” و”الأقلمة” إلى الاستقلال والانفصال والسيادة ... شمال العراق سائر على هذا الطريق، وهو استكمل مقومات الدولة المستقلة التي لم يعد ينقصها إلا الإعلان الرسمي عن ولادتها ... حتى أن واشنطن باتت تجادل في “توقيت” الاستقلال، وليس في الاستقلال نفسه ... ليست هناك قوة قادرة على منع استقلال الإقليم، حتى تركيا، الأكثر تحسساَ من هذا الموضوع، باتت تتعامل مع كردستان كدولة مستقلة، تبرم معها الاتفاقات الثنائية، وتسيير الوفود إلى عاصمتها أربيل من دون استئذان بغداد أو المرور بها. ماذا عن العرب السنة؟ هؤلاء ظلّوا ينظرون إلى أنفسهم بوصفهم “أم الولد”، لقد اعتادوا السلطة وخبروها، واحتلوا مواقع متميزة على رأس هرمها لسنوات وعقود طويلة ... اليوم يشعر هؤلاء بالتهميش والتهشيم ... من يمثلهم في مؤسسات السلطة، لا يمتلك قوة وتأثيراً وتمثيلاً على الأرض، أما الفاعلون منهم على الأرض، فليسوا ممثلين في المؤسسات أو مشاركين في العملية السياسية ... بعضهم آثر الاحتماء بداعش أو الانتماء لها .... بعضهم ما زال يحلم بعودة البعث إلى عصره الذهبي ... بعضهم تائه بين مؤثرات عديدة، صوتهم مشتت وقياداتهم مبعثرة ... كثيرون منهم بدأوا يفكرون جيداً بالذهاب نحو “الفيدرالية” ... ربما يفضل بعضم الاستقلال والانفصال، لكن تداخل مناطقهم وتوزعها وإشكالية “بغداد”، تجعل الأمر أكثر تعقيداً عليهم. أين يقف العرب الشيعة؟ هؤلاء في قلب معادلة الحكم، بعضهم سبق وأن عبر عن ميول نحو “الأقلمة”، اليوم يرون في المشروع انتقاصاً من سلطتهم ونفوذهم ... غالبية القوى السياسية لا تريد للنظام السياسي العراقي أن ينفتح جدياً على المكونات الأخرى، وتعيق محاولات إعادة التوازن لهذا النظام، ولكنها في الوقت ذاته، ترفع صوتها بإدانة “المشاريع المشبوهة” لتقسيم العراق، لكأن العراق ظل موحداً ... نسي هؤلاء أو تناسوا أن قوى شيعية أساسية لعبت دوراً حاسماً في قيادة العراق إلى ضفاف الانقسام والتقسيم ... نسي هؤلاء أو تناسوا، أن السياسات المذهبية ستفضي حتماً إلى تفتيت الهوية الوطنية ... نسي هؤلاء أو تناسوا أن “المليشيات” لا تبني دولة، وأن سياسات مبنية على الإقصاء والانتقام وتصفية الحسابات لا تبني مجتمعاً متعايشاً، لكنهم مع ذلك يمضون في تحميل “الآخر” داخل العراق وخارجه، أوزار الأخطاء والخطايا التي قارفتها حكوماتهم المتعاقبة، أو الحكومات التي لعبوا فيها دوراً محورياً وقيادياً، يكاد يكون متفرداً. الذين أوغلوا في هجاء “الدولة القطرية” بوصفها تعبيراً عن التجزئة وتكريساً لها، فشلوا في صون وحدة الدولة الوطنية العربية الحديثة، التي تتشظى وتتقسم اليوم وفقاً لخطوط المذاهب والطوائف والأقوام والقبائل ... كثيرون من هؤلاء يمعنون اليوم في هجاء “الفيدرالية”، مع أن واقع الحال المعيش، أسوأ بما لا يقاس من “الفيدرالية”، سيما وأن أكثر من نصف العراق، بات اليوم خارج سيطرة بغداد، لا بالمعنى الجغرافي فحسب، بل وبالمعنى الديموغرافي كذلك ... “الدولة القطرية” صارت مشروعاً وحدودياً بعد سنوات من التطييف والتمذهب والأقلمة ... والفيدرالية اليوم، تبدو مشروعاً وحدوياً بامتياز في ظل حال الانقسام والاحتراب والإقصاء السائدة... وفي ظني أن الوصول إلى “الفيدرالية” بات مهمة تحتاج إلى نضالات وجهود حثيثة لإقناع المكونات السائرة على طريق الانفصال والاستقلال بجدواها وجديتها. ذات يوم، ليس ببعيد، أصر بعض “الوحدويين” السودانيين على رفض شعار “سودان واحد بنظامين” ... انتهت الحال بالسودان إلى التقسيم ... وأخشى أن الذين يرفضون الفيدرالية اليوم، سيدفعون العراق إلى التقسيم النهائي وفقاً لخرائط المكونات الثلاثة ... لقد انتهى زمن الدولة المركزية الواحدة في العراق على ما يبدو، و”الفيدرالية” إن لم تصبح واقعاً معاشاً بالتراضي بين العراقيين، ستتحول إلى حلم بعيد المنال... ولست أستبعد أن تكون “الفيدرالية” مرحلة انتقالية على طريق التقسيم والانفصال التام والنهائي، فتلكم هي المآلات الطبيعية لصراعات تحكمها الغرائز والعصبيات المذهبية والدينية والقبلية ... من قال، إن الفيدرالية في العراق، خطوة للوراء؟! -

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عراق فيدرالي  لِمَ لا عراق فيدرالي  لِمَ لا



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday