سوريا وفوضى السياسة في واشنطن
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

سوريا و"فوضى السياسة" في واشنطن

 فلسطين اليوم -

سوريا وفوضى السياسة في واشنطن

عريب الرنتاوي

ثمة “فوضى سياسة” في واشنطن عندما يتعلق الأمر بالأزمة السورية ... فوضى من النوع الذي لا يليق بدولة من العالم الثالث، فما بالك حين تضرب الدولة الأعظم، المنخرطة في حرب كونية، مسرحها سوريا والعراق، ويتوقف على توجهها ووجهتها، الكثير لجهة مصائر ومستقبلات دول هذه المنطقة وشعوبها.
الرئيس الأمريكي يوجه مساعديه ومستشاريه، إلى ضرورة إعادة النظر في السياسة الأمريكية حيال سوريا ... أما “مفتاح” هذه المراجعة ومدخله، فقد حدده الرئيس شخصياً حينما قال: ربما لن يكون ممكنا الانتصار على “داعش” من دون إزاحة الأسد ... موقف رأى فيه مراقبون، انعطافاً في الموقف الأمريكي الذي ظل حتى الآن يعطي الأولوية للحرب على الإرهاب وليس على النظام السوري، وهو ما “أثلج” بعض الصدور الغائرة في المنطقة.
لكن لم تمض سوى سويعات قلائل على “التوجيه الرئاسي”، حتى خرج وزير الدفاع “تشاك هاغل” وقائد الجيوش الجنرال “ديمبسي” بمواقف مغايرة ... الأول على نحو خاص، سبق وأن أعرب عن اعتقاده بأن الأسد يستفيد من ضربات التحالف لـ “داعش”، بيد أنه لا يمانع في ذلك ... وهو ذهب في شهادته أمام إحدى لجان الكونغرس أبعد من ذلك، عندما أعاد الأولوية للحرب على “داعش”، وقال إن تنحية الأسد أو إسقاطه، لن يغيِّرا من “ديناميكيات” الأزمة السورية، بل شدد على الحل السياسي، لا العسكري، للازمة السورية، وقال إن إسقاط الأسد يتم بالتفاوض.
وفيما يشبه “نصف التلميح” بدا أن “هاغل” لا يمانع من أن يكون الأسد جزءاً من “العملية”، الأرجح أنها عملية محاربة الإرهاب وربما التفاوض حول حل سياسي ... لم يذهب في الإفصاح ابعد من ذلك، رغم أن وسائل الإعلام الصديقة للأسد ونظامه، لم تأخذ من تصريحات “هاغل” سوى “نصف الجملة” هذه، وجعلت منها “مانشيتاً” صدرت به على ثمانية أعمدة صبيحة اليوم التالي، أما وسائل الإعلام المناهضة للنظام، فلم تقرأ هذا التصريح من أصله، ولم تأت على ذكر هذه الفقرة.
على أية حال، يصعب أن تجد بين ركام التصريحات المتناقضة، والأولويات المتباينة التي يتحدث بها المسؤولون الأمريكيون، على خيط واضح، يخرجك من حالة “الحيرة” في فهم وإدراك كنه المواقف والسياسات الأمريكية حيال سوريا، خصوصاً حين يتصل الأمر بالموقف من الأسد والجيش والنظام ودور كل من هذه الأطراف، في الحرب على الإرهاب أو في صنع مستقبل سوريا.
لكن دون ذلك، نحن نعرف أن واشنطن تميز بين سياساتها في العراق وسياستها في سوريا، الصورة في العراق تبدو أوضح، هناك حكومة وجيش وإقليم و”بيشمركة” و”صحوات عشائرية” في لبوس “حرس وطني”، وهناك استعداد لتكثيف الضربات وحشد المزيد من المستشارين والخبراء الأمريكيين، حتى أن ديمبسي ألمح إلى إرسال المزيد من القوات الأمريكية، في زي خبراء ومستشارين إلى العراق
أما في سوريا، فنحن نعرف أن واشنطن ما زالت على نظريتها الساذجة حول “المعارضة المسلحة المعتدلة”، من دون أن تقوى هذه المعارضة لا على مواجهة “داعش” او “النصرة”، ولا على التصدي لتقدم قوات النظام، حتى أن السلاح الأمريكي والفرنسي المتطور الذي سُلّم لها، قد بات اليوم بين يدي “مجاهدي داعش والنصرة”، كما تجمع على ذلك، مصادر متطابقة.
سيتعين علينا أن ننتظر انتهاء عملية المراجعة وإعادة التقييم للسياسة الأمريكية في سوريا، لنعرف مصائر ما يجري من تحركات ومبادرات بهدف إحياء “الحل السياسي” للأزمة السورية، بدءاً بخطة “التجميد” التي جاء بها دي ميستورا، انطلاقاً من حلب، أو ما تقوم به روسيا من محاولات خلق جبهة موحدة للمعارضة السورية، يجلس ممثلوها قبالة ممثلي النظام في “جنيف 3” للوصول إلى مثل هذا الحل.
الأيام والأسابيع القليلة الفائتة، أظهرت ارتفاع أسهم الحل السياسي، وبدأ تراشق الأفكار والمبادرات والتسريبات، وثمة إحساس بأن القوى المتحاربة وداعميها على ضفتي الخندق، قد أنهكت، وأنها باتت أكثر استعداد للجنوح لخيار التسويات، بعد أن اعيت الحرب قواها وأثقلت كاهلها، وبدا لها أن الحسم العسكري غير ممكن، وأن استمرار الحال على حاله، لن يفيد إلا المتطرفين من قوى السلفية الجهادية على اختلاف مسمياتها.
حالة “فوضى السياسة” في واشنطن، لا تساعد على التفاؤل أبداً، بل وتعطي الانطباع بان واشنطن تريد “إدارة” الأزمة في سوريا وليس حلها ... تريد “إطالة” أمد الأزمة إلى الحين التفرغ من ملفات أخرى أكثر أهمية، من بينها ملف إيران وبرنامجها النووي، وترتيب الوضع في العراق المجاور، أما سوريا، فمركونة على رفٍ عالٍ، أقله لعدة سنوات قادمة .... ألم يقل الرئيس الأمريكي بأن الحرب على “داعش” ستحتاج إلى ثلاث سنوات على الأقل، قبل أن يخرج مسؤولون أمريكيون آخرون ليتحدثوا عن عشر سنوات أو حتى ثلاثين سنة؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريا وفوضى السياسة في واشنطن سوريا وفوضى السياسة في واشنطن



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday