حرب التسريبات ومستقبل العلاقات المصرية الخليجية
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

حرب التسريبات ومستقبل العلاقات المصرية الخليجية

 فلسطين اليوم -

حرب التسريبات ومستقبل العلاقات المصرية الخليجية

عريب الرنتاوي

قيل الكثير في “النوايا الخبيئة والخبيثة” الكامنة وراء تسريب ونشر وإعادة نشر، الشريط المنسوب للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والذي تضمن عبارات قاسية بحق دول وحكومات وقيادات خليجية، ووجهت الاتهامات لجماعة الإخوان المسلمين بالمسؤولية عن التهريب والتسريب ... لكننا لم نسمع حتى الآن، كلاماً صريحاً وقاطعاً، عمّا إذا كان “الشريط / التسريب”، صحيحاً أم لا، وسنحتاج لبعض الوقت للتعرف على الأثر الذي سيحدثه على العلاقات المصرية – الخليجية بعامة، والمصرية – السعودية بخاصة.
الحديث عن “أنصاف الدول” المنسوب للسيسي، يذكر بخطاب “أنصاف الرجال” للأسد، والذي وإن لم يترك أثراً فورياً على العلاقات السورية الخليجية، إلا أنه كان محركاً لمواقف عدائية أبدتها أطراف خليجية عديدة للنظام السوري، ما إن لاحت أول فرصة لتسوية الحساب مع اندلاع شرارات الربيع العربي في سوريا في ربيع العام 2011.
من مصلحة الإخوان المسلمين، الجهة المتهمة بالتسريب، أن تصل العلاقات بين دول الخليج والنظام المصري الجديد، إلى طريق مسدود ... فالنظام أطاح بأول تجربة لهم في الحكم، والدول الخليجية كانت الداعم الأكبر له، سياسياً ودبلوماسياً وإعلامياً، والأهم مالياً ... وبهذا المعنى، فقد تصرفت الجماعة كما تتصرف أية جهة سياسية، من منطلق الحسابات والمصالح، بعيداً عن الإطار الأخلاقي والقيمي، الذي لا مطرح له في عالم السياسة، لا عند الإخوان ولا عند غيرهم.
للإخوان المسلمين مصلحة عميقة في إحراج نظام السيسي وإخراجه، ولا تعادل هذه المصلحة عندهم، سوى مصلحتهم في استعادة علاقات وطيدة مع المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج ... ولهذا رأينا تزامناً من نشر التسريب المذكور، توجيه الجماعة لرسائل تهنئة للقيادة السعودية الجديدة، محمّلة بكل المشاعر الرقيقة والرغبات الصادقة في استعادة دفء العلاقات، والعودة إلى عصور التحالف في مواجهة الأخطار المشتركة.
الأحاديث المنسوبة للسيسي على قسوتها، لن تسهم في تقرير مسار العلاقات المصرية – الخليجية (السعودية)، فالعلاقات بين الدول تقررها المصالح العميقة والحسابات المعقدة، أما “الكيمياء” بين أهل الحكم والسياسة، فتلعب دورها كعامل مساعد في تطوير أو تقليص مساحات التعاون والعمل المشترك، وفي خلق “الحافزية الشخصية” لتطوير هذه العلاقات ... ولو كانت العلاقات الشخصية هي المحرك والمقرر في العلاقات الدولية، لكانت إسرائيل في ظل نتنياهو في عزلة دولية خانقة.
لكن مما لا شك فيه، أن مثل هذه التسريبات تؤشر – ربما – إلى نهاية شهر العسل غير المسبوق في العلاقات المصرية – السعودية، ولا أحسب أن هذه العلاقات ستعود إلى “دفئها” السابق .... برغم التصريحات والاتصالات المتبادلة والمعلنة بين الجانبين، والتي تؤكد في مجملها على “عمق” العلاقات واستراتيجيتها ومتانتها... وبهذا المعنى، يمكن القول إن التسريب حقق أهدافه، برغم حملة الاتهامات و”الشيطنة” التي تعرضت لها الجهة المُسرِّبة.
الرأي العام على ضفتي مصر والخليج، بدا منقسماً بدوره ... المصريون من خصوم النظام وجدوا في المناسبة ضالتهم لتصفية الحساب مع عهد كامل، وبدا أن لسان حالهم يقول: ألم نقل لكم؟ ... فيما الوضع لم يكن مختلفاً على الضفة الخليجية، فمن مشكك بالشريط ونوايا الجهات التي تقف وراء تسريبه، وداعٍ إلى تشديد الحملة على الإخوان وتمتين أواصر العلاقات المصرية – الخليجية، إلى غاضب يدعو لإعادة النظر في العلاقات مع القاهرة، وإغلاق “حنفية” المساعدات المالية والاقتصادية، بل وربما إلى ما هو أبعد من ذلك.
التسريب الأخير، ليس الأول من نوعه، فقد أعقب سلسلة من التسريبات التي ذهبت في كل اتجاه، لكنه الأول الذي يمس علاقات مصر مع أطراف خارجية ... الأمر الذي يطرح فيضاً من الأسئلة حول “كفاءة الإدارة” وقدرة القيادة على التحكم بمفاصل العمل في أعلى قمة هرم السلطة، فضلاً عن حجم “الاختراقات” التي تجابه مؤسسات صنع القرار السياسي/ العسكري والأمني في البلاد.
لم يكن ينقص النظام المصري الجديد، سوى هذه “الزوبعة” التي أثيرت في قلب الدائرة الأضيق من حلفائه ... فالإرهاب المتفشي في سيناء والوادي، يحصد العشرات من الأرواح شهرياً، والشرطة تعاود هوايتها في ممارسة “العصا الغليظة” على المحتجين وجمهور كرة القدم ... أما النظام القديم، فيعود بكل صوره ورموزه من نافذة ثورة يونيو بعد أن خرج منها من باب ثورة يناير.
مصر التي في خاطري”، يبدو أنها لم تغادر بعد، مربع الخطر، والأيام القادمة يبدو أنها ستظل حبلى بالمفاجآت.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرب التسريبات ومستقبل العلاقات المصرية الخليجية حرب التسريبات ومستقبل العلاقات المصرية الخليجية



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday