بائعو الأكاذيب والأوهام
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

بائعو الأكاذيب والأوهام

 فلسطين اليوم -

بائعو الأكاذيب والأوهام

عريب الرنتاوي

يجادل كثيرون، بأن “داعش” ما كانت لتأخذ شمال شرق سوريا ملاذاً آمناً لها، لو أن واشنطن بادرت إلى حسم الموقف عسكرياً مع النظام السوري، وفي وقت مبكر من عمر الأزمة السورية، وقبل أن يستفحل خطر “الدولة” و”النصرة” ومن لفّ لفهما من الفصائل المتشددة ... فهل هذا الافتراض صحيح؟ ... والأهم، هل ما زال الباب مفتوحاً أمام “حسم عسكري” أمريكي يجهز على “داعش” ويطيح بـ “الطاغية”، كما يردد البعض من الذين تفوقوا على أنفسهم، في إثارة الأوهام، وتصديق الأكاذيب التي أطلقوها هم أنفسهم؟
لدينا نموذجان “طازجان” للتدخل العسكري الأمريكي في المنطقة العربية، الأول في العراق والثانية في ليبيا، فكيف جاءت نتائج التدخل العسكري الأمريكي، ولماذا يفترض بعضنا بأن سوريا كانت لتواجه مصيراً مغايراً لو تكرر التدخل العسكري للمرة الثالثة في غضون عشر سنوات.
واشنطن “فبركت” أدلة على تورط نظام صدام حسين في روابط وعلاقات مع القاعدة، كانت ثاني مبرر لحربها الكونية على العراق في 2003، المبرر الأول، تجلى في أسلحة الدمار الشامل العراقية، بعد 11 سنة من الغزو والاحتلال، ثبت بالملموس، كذب الرواية الأمريكية – البريطانية ... لكن الأهم، أن العراق دخل منذ الغزو، في مرحلة مديدة من الفوضى والاقتتال والحروب الأهلية، وتحوّل طوال سنيّ ما بعد الحرب إلى ملاذ أمن وحصين للإرهاب، و”تطيّفت” حياته السياسية و”تمذهبت” كما لم يحصل من قبل، وهو اليوم، عرضة للتقسيم والتفتيت، وبدعم من نصف سكانه على الأقل (الأكراد والعرب السنة)، دع عنك تحوّله، إلى ملعب خلفي لكل الفاعلين الإقليميين والدوليين ... دع عنك خرابه الاقتصادي والاجتماعي وانهيار منظومة الخدمات والتعليم، وتفشي الفقر والبطالة والفساد، وانقطاع الماء والكهرباء، إلى آخر ما في قوائم الفشل من إخفاقات وإحباطات.
أما في ليبيا، وبعد ثلاثة أعوام من الإطاحة بالدكتاتور، على يد قوات “الناتو” وسلاح الجو الأمريكي، فإنها تعيش واحدة من أسوأ صفحات تاريخها القديم والحديث ... باتت ملاذاّ للإرهاب وموئلاً للسلاح والجهاديين ... عرضة للتقسيم، أو هي مقسمة واقعياً إلى دويلات وإمارات ... برلمانان وحكومتان، ومليشيات منفلتة من عقالها ... مكاناً طارداً للدبلوماسيين والإعلاميين والعرب والأجانب ... عشائر ومليشيات متناحرة قضت على البقية الباقية من ليبيا ... مصدر تهديد لأمن جيرانها في مصر وتونس والجزائر والتشاد، ومن هم أبعد من ذلك ... هذه ليبيا التي كنتم فيها توعدون.
لماذا يعتقد البعض، حد الجزم، أن الوضع في سوريا، لو حصل التدخل والحسم الدوليين، كان سيكون أفضل حالاً مما هو عليه في العراق وليبيا ... سوريا فسفيساء مذهبية وطائفية وقومية، شأنها شأن العراق، وبما يفوق ليبيا ... سوريا تتوفر على قاعدة نفوذ واسعة للإسلام السياسي والمسلح، بأكثر مما هو عليه في البلدين ... للجغرافيا السورية، قدرة مدهشة على اجتذاب التدخلات الإقليمية والدولية ... سوريا واعدة بالنفط والغاز والثروات ... سوريا مشتبكة مع ملف الصراع العربي – الإسرائيلي بما يجعلها هدفاً لكل أشكال التآمر ... سوريا مشتبكة مع كثير من ملفات المنطقة، ما يجعلها قاعدة للتأثر والتأثير بها جميعها .... مرة أخرى، لماذا كانت سوريا ستواجه مصيراً مغايراً فيما لو قرر الأطلسي وواشنطن أن يحسما الموقف عسكرياً مع النظام؟
إن كانت “داعش” تستولي على ربع أو ثلث مساحة سوريا اليوم، فيما “النصرة” مبثوثة في غير محافظة وصعيد، فإن هذين التنظيمين كانا بلا شك، سيقاتلان ويقتتلان في ساحات دمشق واللاذقية وحلب ... ولكنا رأينا المشانق تنتصب على رؤوس جبال العلويين والدروز، ولكان مسيحيو سوريا، قد سبقوا نظرائهم العراقيين إلى عالم المنافي والشتات، ولَزَادت أعداد اللاجئين السورية من مختلف المذاهب والطوائف والمشارب، عن الثلاثة ملايين لاجئ الذين تحدث عنهم آخر تقرير للأمم المتحدة.
على أية حال، نحن لا نتحدث عن تاريخ مضى وانقضى، نحن نتحدث عن مستقبل ما زالت بعض الأطراف، تملأه بالأوهام والرهانات الخاسرة ... فإذا كانت واشنطن مترددة في حربها على “داعش”، فكيف يُطلب إليها خوض معركة على جبهتين: “داعش” و”النظام” ... ومن قال إن الأسباب التي حالت دون قيام واشنطن بشن الحرب على النظام من قبل، قد زالت الآن، وباتت طريقها مفتوحة لشن حرب مؤجلة على “الطاغية”، أين روسيا من كل ذلك، وهي التي تتصرف كالنمر المجروح في عرينه الأوكراني.... أين إيران التي تدرك أن ما يجري في سوريا والعراق وامتداداً حتى لبنان وغزة، هي حرب على دورها ونفوذها وتطلعاتها؟ ... إين حلفاء هذا المحور وأتباعه، الجاهزين لحرق الأخضر واليابس في معركة الدفاع عن الوجود، لا عن الأدوار فحسب؟
السيناريو الأكثر تفاؤلاً، هو ذاك الذي يفترض حرباً أمريكية على “داعش” منسقة مع النظام السوري ... السيناريو الأقل تفاؤلاً، هو أن تشن واشنطن هذه الحرب، بمعزل عن النظام ومن دون تنسيق معه أو مشاركة منه ... أما سيناريو الحرب الأمريكية على “داعش” و”النظام”، فلا أحسب أنه مدرج على جدول أعمال أحد، غير أولئك الذين قضوا ثلاث سنوات ونصف السنة من عمر الأزمة السورية، في بث الأوهام والترويج لها، و”انتظار غودو”.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بائعو الأكاذيب والأوهام بائعو الأكاذيب والأوهام



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday