الوسيط الفلسطيني في الأزمة السورية
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

الوسيط الفلسطيني في الأزمة السورية (؟!)

 فلسطين اليوم -

الوسيط الفلسطيني في الأزمة السورية

عريب الرنتاوي

في الأنباء أن السلطة الفلسطينية ممثلة برئيسها وعددٍ من مساعديه السياسيين والأمنيين، تسعى للتوسط بين المعارضات السورية من جهة، وبين هذه المعارضات والنظام السوري من جهة ثانية، وأن ثمة مبادرة فلسطينية لحل الأزمة السورية، وأن اجتماعات جرت في القاهرة بين الرئيس ووفد من هيئة التنسيق، سبقتها واعقبتها لقاءات واتصالات مع ائتلاف إسطنبول، وأن ثمة “شغل” حقيقي يبذل على هذا الصعيد. لا أنتظر أن يسألني أحدٌ عن تفاصيل المبادرة الفلسطينية للمصالحة السورية، فأنا لم أهتم في الأصل، بالبحث عنها وقراءة نصها ... أتوقع أن تثير مثل هذه الأخبار، أسئلة من نوع: إن كان لدى القيادة الفلسطينية كل هذا الوقت والطاقة والخبرة في مجال التسويات والوساطات و”فضّ النزاعات”، فلماذا أخفقت في إنجاز المصالحة الفلسطينية ابتداءً، وهل بمقدور فاقد الشيء أن يعطيه، ومن أين لـ “النجار الفلسطيني” كل هذه الجرأة لعرض مهاراته في تصليح أبواب الجيران ونوافذهم، فيما باب بيته الخاص، ما زال “مخلعاً”؟ عمر الانقسام الفلسطيني الداخلي يزيد بثلاث أو أربع سنوات عن عمر الأزمة السورية، والمؤشرات تدفع على الاعتقاد بأن سنوات عجاف أخرى، ستمر قبل أن يتصاعد الدخان الأبيض من مدخنة مساعي الوساطة بين فتح وحماس ... وثمة ملف نزاع جديد داخل السلطة وبين أركانها (عباس في مواجهة الدحلان وعبد ربه وفياض) لا نعرف متى سينتهي أو كيف سيؤول... بل يمكن القول إن مساعي حل الأزمة السورية سياسياً قد تعطي أكلها قبل أن تبدأ مساعي حل أزمة الانقسام الفلسطيني بإعطاء ثمارها ... فلماذا يهتم الفلسطينيون بالمصالحة السورية، فيما هم أنفسهم بحاج لمن يتوسط فيما بينهم، بعد أن طال الانقسام واستطال، بل وبعد أن نمت مؤسسات وطبقات ومصالح وفئات وشرائح على ضفتي المعادلة الفلسطينية، وبصورة تجعل من “استمرار الجهود لاستعادة المصالحة”، أهم من المصالحة ذاتها، وعملاً مطلوباً بذاته، وسبباً في “تكسّب” فئات ومؤسسات وأفراد، سيجدون أنفسهم بلا عمل ولا أدوار، إن أخذتهم “المصالحة” على حين غرة. لماذا يتوسط الفلسطينيون بين النظام والمعارضة، ويمتنعون في الوقت ذاته، عن “التوسط” بين بعض الفلسطينيين من جهة وكل من النظام والمعارضة من جهة ثانية، بعد أن انزلقت علاقات بعضهم مع دمشق أو خصومها، إلى أسفل درك، سيما وأن بعض أطراف العمل الفلسطيني تورطت في دهاليز الأزمة السوريةوثناياها، وفي بعدها الأمني والعسكري المباشر، تارة من بوابة النظام ودفاعاً عنه (بعض فصائل التحالف في دمشق)، وأخرى من موقع المعارضة، لا بل من خنادقها ودشمها وتحصيناتها (حماس أو بعض تياراتها على الأقل) ؟! لماذا لا يجري “التوسط” بين الأطراف الفلسطينية المتورطة في “المستنقع” السوري، أقله لبلورة موقف فلسطيني موحد من الأزمة السورية، يدفع باتجاه الأخذ بخيارٍ من الخيارات التالية: النأي بالنفس، الحياد الإيجابي أو التورط المحسوب، وصولاً إلى التورط الكامل ... أليس من الأجدى استثمار “مهارات” التوسط والوساطة، لتوحيد الموقف الفلسطيني، أقله من الأزمة السورية، بدل صرفها عبثاً في مساعي محسومة النتائج، ندرك وتدرك السلطة، أنها “فوق طاقتها” وخارج قدرتها على التأثير، سيما بعد خرجت الأزمة السورية من “الأقلمة” إلى “التدويل”؟ لا يعني ذلك أننا نعارض أية مساعي لحل الأزمة السورية سلمياً، وتسهيل بناء التوافقات بين الأفرقاء المتحاربين ... كل ما نتمناه هو أن يغلق ملف هذه الأزمة اليوم وليس غداً، وأن يتوقف فوراً ومن دون إبطاء مسلسل التدمير المنهجي المنظم للدولة والمجتمع في سوريا، وتساؤلاتنا في الحقيقة لا تتعلق بوجوب الوساطة بل بهوية الوسيط، وما إذا كان مؤهلاً للقيام بدور كهذا في الأصل، حتى لا نذهب بعيداً ونتساءل عمّا إذا كان مسموحاً له القيام بأي دور على هذا الصعيد؟  يقول المثل الفلسطيني “الفاضي بعمل قاضي” ... يبدو أن حالة الفراغ التي تعيشها الساحة السياسية الفلسطينية في ظل انسداد أفق خيار المفاوضات وتآكل حل الدولتين، وانهيار مساعي المصالحة الداخلية، باتت تملي علينا إعادة انتاج هذه المثل ليصبح “الفاضي بعمل وسيط”، وأي وسيط وفي أية أزمة: إنه الوسيط الفلسطيني الأضعف في الأزمة السورية الأعقد والأصعب ... من يعش رجباً يرى عجباً. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوسيط الفلسطيني في الأزمة السورية الوسيط الفلسطيني في الأزمة السورية



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday