النموذج الأردني في الاحتواء
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

النموذج الأردني في الاحتواء

 فلسطين اليوم -

النموذج الأردني في الاحتواء

عريب الرنتاوي

راهن كثير على “التدهور المطّرد” في علاقات الحركة الإسلامية بالنظام السياسي الأردني، بل إن كثيرا من “المتطوعين” ذهبوا أبعد ما يكون في اجتراح “السيناريوهات المتشائمة” لمستقبل هذه العلاقة، بل والتحريض على أكثرها سوءاً، اعتقاداً منهم أنهم بذلك “يُسعدون” الحكومة ومؤسسات صنع القرار في الدولة، فإذا بهم في كل مرة، يخرجون من “المولد بقليل من الحمص”.
عند اعتقال زكي بني ارشيد على خلفية التصريحات الانتقادية لدولة الإمارات، والتي رأى قادة إسلاميون أنها انحرفت بلغتها القاسية عن مضمونها وجاءت بغير ما كان يُرتجى منها، تجددت “حملات التبشير” بقرب انهيار العلاقة مع الإخوان كحركة إرهابية ... لقاء قيادة حزب جبهة العمل الإسلامي ورئيس الحكومة، بدد هذه “الأجواء”، وأعاد التأكيد مجدداً على “خصوصية السياق الأردني”، والميل الدائم والمتبادل لاحتواء الأزمات بدل تفجيرها.
لا يعني ذلك للحظة واحدة، أن العلاقة بين الجماعة والحكومة قد دخلت في “شهر عسل” جديد، يذكر بماضي التحالف الوثيق بين الجانبين ... فمنذ العام 1994 (المعاهدة) بشكل خاص، والافتراق السياسي يباعد ما بينهما، وبالكاد تلتقي المواقف والتوجهات حول قضية “جوهرية” واحدة، بيد أننا نتحدث هنا عن “توافق ضمني” أو “اتفاق جنتلمان” غير مكتوب، على إدارة الخلاف ومنع الانزلاق إلى أي من السيناريوهات السوداء المعمول بها  سواء في دول الربيع العربي أو في تلك الدول التي لا يبدو أنها مرشحة لمغادرة خريفها، قريباً على أقل تقدير.
لسنا مرغمين على “استعارة” أو “استيراد” أيٍ من “النماذج” التي حكمت أو تحكم العلاقات بين الأنظمة وجماعات الإخوان بخاصة والجماعات الإسلامية بعامة ... لدينا نموذجنا الخاص، الذي أظهر جدواه وفاعليه على مر السنين والعقود، وأثبت أنه الأقل كلفة من بين جميع السيناريوهات المعمول بها في المنطقة.
في مصر، ثمة صراع حاد، لم يضع أوزاره، واتخذ اتجاهاً عنفياً منذ 16 شهراً، إذْ لم يعرف البلد الشقيق الاستقرار والراحة، جراء تفشي خطاب الاقصاء المتبادل، وارتفاع سقف الشعارات والمطالبات والرهانات، ودخول البلاد في مرحلة استقطاب خطيرة، تتغذى بالتطورات الإقليمية المحيطة بنا ... وما لم تجر مراجعات جدية، من قبل الدولة والجماعة، فإن مصر لن تشهد استقراراً أو عودة  للحياة الطبيعية أقله في المدى المرئي والمنظور.
لسنا في الأردن في وضع مشابه لأي  نموذج في المنطقة... فلا النظام السياسي الأردني نظاماً إقصائياً أو إلغائياً دموياً، ولا المعارضة الإسلامية من هذه الطينة كذلك، وفي مطلق الظروف فإن المعارضة في مختلف البلدان، تتشكل على صورة وشاكلة النظام إلى حد كبير، فإن كان دموياً جاءت ميّالة للعنف والإلغاء، وإن كان “احتوائياً”، جاءت المعارضة بطبعة معتدلة وسلسلة إلى حد كبير، وهذا ما يفسر جزئياً، نجاح الأردن في اجتياز واحدة من أهم المحطات في تاريخه، بأقل قدر من العنف والتصعيد، وأقصد بها سنوات الربيع العربي الأربع الفائتة.
ستستمر الخلافات بين الحكم والحكومة من جهة والجماعة والحزب من جهة أخرى، وستشهد العلاقات مراحل مد وجزر، لكن التجربة الأردنية في الاحتواء وإدارة الخلافات واستيعابها، ستظل تعطي نتائج إيجابية، ما لم تتوفر الفرصة لأصحاب الرؤوس الحامية، هنا وهناك، لفرض أجنداتهم وأساليبهم، وهذا ما نستبعد حدوثه، وربما لسنوات عديدة مقبلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النموذج الأردني في الاحتواء النموذج الأردني في الاحتواء



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday