السياسة الأردنية حيال سوريا المــزيـــد مـــن الشــيء ذاتـــه
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

السياسة الأردنية حيال سوريا... "المــزيـــد مـــن الشــيء ذاتـــه"

 فلسطين اليوم -

السياسة الأردنية حيال سوريا المــزيـــد مـــن الشــيء ذاتـــه

عريب الرنتاوي

تباينت الآراء في تحديد وجهة السياسة الأردنية حيال سوريا في مرحلة ما بعد جريمة اغتيال الطيار معاذ الكساسبة النكراء ... بعضهم ذهب في توقعاته للقول إن تغييراً لن يطرأ على السياسة كما تبلورت معالمها خلال السنوات الأربع الفائتة ... آخرون رجحوا أن يشرع الأردن بفتح قنوات التواصل مع دمشق، وأن ينظر في “سيناريوهات” التعاون مع النظام لمواجهة التهديد الأكبر والأخطر الذي يمثله “داعش”.
ليست التقديرات وحدها هي التي تباينت فحسب، بل المواقف و”النصائح” التي صدرت عن كتاب وجهات ومنظمات وأطراف محلية وإقليمية، بعضها نصح وشدد على وجوب تصعيد الموقف ضد النظام، انطلاقاً من محافظات سوريا الجنوبية أساساً، بالاستناد إلى علاقات الأردن المتميزة مع بعض فصائل “الجيش السوري الحر” المتمركزة هناك ... البعض الآخر، سخر من هذا الخيار، وفضّل عليه، طرق أبواب دمشق مباشرة، باعتبارها القوة الجدية الوحيدة على الأرض السورية، التي بمقدورها أن تقف بقوة في وجه طوفان “داعش” و”النصرة”، الذي يكاد يعصف بالمنطقة، بعد أن ضرب بقوة، كل من سوريا والعراق.
القيادة الأردنية عبرت عن تصميمها على تصعيد المواجهة والملاحقة لـ “داعش”، لا ثأراً للطيار الأردني الأسير فحسب، بل كإجراء دفاعي يعتمد “الضربات الوقائية” و”الاستباقية”، ويهدف إلى ملاقاة داعش في حديقة الأردن الخلفية، قبل أن يضطر إلى مواجهته في غرف نوم الأردنيين ... في هذا السياق، نشرت تصريحات لمراجع ومسؤولين، تتحدث عن استراتيجية أردنية لزيادة دعم وتدريب كل من الجيش العراقي وقوات البيشمركة، مع إشارة مشبعة بالدلالة، إلى دعم “المعارضة السورية المعتدلة”.
بهذه المعنى، يمكن تلخيص السياسة التي اعتمدتها الدولة الأردنية لمرحلة ما بعد جريمة إعدام الكساسبة، بكلمات قلائل: “المزيد من الشيء ذاته” ... فالأردن منذ العام 2003 وهو يتحدث عن دعم وتدريب الجيش والأجهزة الأمنية العراقية، من ضمن منظور مؤيد للعملية السياسية الجارية في العراق، مع تشديد أكبر على شمول مختلف المكونات وتفادي سياسات التهميش والإقصاء المذهبية والقومية والطائفية ... والأردن يحتفظ بعلاقات تاريخية متطورة مع الحركة الكردية بجناحيها الرئيسين، خصوصاً “المدرسة البرازانية”، وسيكون دعم البيشمركة وتدريبها وتسليحها من باب تحصيل الحاصل ... والأردن منذ اندلاع الأزمة السورية، وانتقالها من فضاء “الانتفاضة السلمية” إلى الاشتباك العسكري الدامي، دعم “المعارضة السورية المعتدلة”، بمن فيها المسلحة، خصوصاً في مناطق جنوب سوريا، ومن باب توفير “منطقة خالية” من الإرهاب والإرهابيين، لحفظ حدوده الشمالية الحساسة للغاية والقريبة جداًّ من تجمعاته السكنية، إذ لم يكن الأردن منخرطاً أو شديد الحماسة للانخراط في مشاريع إقليمية ودولية تتحدث عن “الحسم العسكري” في سوريا وتغيير النظام بالقوة المسلحة، فهذه لم تكن من الأولويات المدرجة على جدول الأعمال الأردني.
لا جديد إذن، وفقاً لما توافر من تصريحات وتسريبات ومعلومات، على الاستراتيجية التي سيتعامل بها الأردن مع الأزمة السورية، سوى “المزيد من شيء ذاته” ... وأحسب أن الأردن في حالة كهذه، لا يريد أن يغرد بعيداً خارج سرب أكبر حلفائه الإقليميين والدوليين، وإن كان يريد لنفسه أن تنأى عن أدوارٍ “طموحة” كتلك التي رسمها الحلفاء من جبهة “أصدقاء سوريا”، من دون تحقيق أي تقدم يذكر على طريق إنجازها.
هذا على مستوى التقديرات والتوقعات، أما على مستوى الرأي والمشورة، فإن كاتب هذه السطور، جادل منذ عامين على أقل تقدير، بأن ليس ثمة في سوريا “معارضة مسلحة معتدلة” يُعتد بها ... وأن المسافة بين المعتدلين والمتطرفين من حملة السلاح تبدو ضئيلة للغاية، وأن تجربة الحروب البَيْنية في أوساط المعارضات المسلحة، أظهرت دائماً نجاح أكثر الأجنحة تشدداً وأصولية، من “داعش” و”النصرة” وانتهاء “بزهران علوش وجيشيه “الإسلامي”، في ابتلاع من يسمون بالمعتدلين، وآخر النماذج / الفضائح الدالّة في هذا المجال، هو نجاح “النصرة” في ابتلاع حركة “حزم” وتصفيتها، بكامل عديدها وأسلحتها ومعداتها الأمريكية المتطورة، باعتبارها كانت “فرس رهان” واشنطن من بين جميع “المعتدلين” من المعارضة والمعارضات.
على أية حال، لا أظن أن ثمة على الأرض السورية، سوى النظام السوري بجيشه وأجهزته وإداراته، من لديه القدرة على تشكيل سدودٍ في وجه زحف “داعش” وأخواتها ... وإن كان هناك من فرصة حقيقية للاجتثاث سرطان الإرهاب فإن اغتنامها يملي على التحالف الدولي بمختلف مكوناته ومن ضمنها الأردن، ضرورة التفكير في وسيلة لإدماج الجيش السوري والتنسيق معه، في الحرب على “داعش”، وهو الأمر الذي يبدو متعذراً من دون إطلاق عملية سياسية في سوريا بهدف الوصل إلى حل توافقي للأزمة السورية.
ثمة تحولات عديدة تجري ببطء في عدد من العواصم الدولية ذات الصلة، وأحسب أنها ستشهد تسارعاً ملحوظا إن أمكن لحوار واشنطن وطهران أن ينتهي إلى اتفاق حول برنامج الأخيرة النووي، كما أن الكثير يعتمد على نتائج المبادرة الألمانية – الفرنسية، بخصوص أوكرانيا، والتي من شأن النجاح فيها، توفير فرصة لتعاون روسي – أمريكي في الملف السوري.
لكن هذه التحولات في المواقف الدولية على أهميتها، ما زالت تصطدم بمواقف وحسابات القوى الإقليمية الفاعلة والمؤثرة، والتي ما زالت تؤْثر سياسة “تصفية الحسابات” والعمل وفقاً لـ “المعادلة الصفرية” في العلاقات الدولية، الأمر الذي قد يفضي إلى إطالة أمد الأزمة السورية، ومعها، إطالة أمد الحرب على “داعش”، وإبقاء المنطقة برمتها تحت تهديد سيف الإرهاب ... وإلى أن تهب على الشرق الأوسط، نسمات الربيع المنعشة مع كل ما فيها من مواعيد واستحقاقات، ستظل المنطقة تحبس أنفاسها وتحصي أعداد ضحاياها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السياسة الأردنية حيال سوريا المــزيـــد مـــن الشــيء ذاتـــه السياسة الأردنية حيال سوريا المــزيـــد مـــن الشــيء ذاتـــه



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday