الإخوان والتغييرات الأخيرة في السعودية
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

"الإخوان" والتغييرات الأخيرة في السعودية

 فلسطين اليوم -

الإخوان والتغييرات الأخيرة في السعودية

عريب الرنتاوي

بكثير من الاهتمام، تتابع جماعات الإخوان المسلمين في المنطقة، التغيير الأخير الذي حصل في المملكة العربية السعودية، وهي ترصد كل شاردة وواردة تصدر عن الرياض علّها تجد فيها مؤشراً على تغيير محتمل في سياسة الرياض حيال الجماعة، واستتباعاً حول خريطة المواقف والتحالفات المتحركة في المنطقة برمتها ... وبعد أن فرغت هذه الجماعات من تأمل وتفحص صور ووجوه المشاركين في مراسم التشييع والتعزية والتهنئة، تنتقل اليوم إلى قراءات معمقة في الإشارات والإيماءات التي تتناثر هنا وهناك.
والأمر لم يعقد مقتصراً على كادر الجماعة وقياداتها، فثمة كتاب وخبراء ومحللون، أخذوا يفعلون الشيء ذاته، وهم اليوم في حمأة التنبؤات والتكهنات حول الوجهة التي ستسلكها المملكة في المرحلة القادمة والعهد الجديد، وكيف سينعكس التغيير الداخلي على سياساتها الخارجية، على اعتبار أن السياسة الخارجية للدول هي امتداد لسياساتها الداخلية، وهي وإن كانت مبنية على المصالح الثابتة والمؤسسات القائمة في هذه الدول، إلا أنها تتأثر حكماً بتغيير الأشخاص والمؤسسات، وهنا نستحضر السؤال القديم المتجدد حول “دور الفرد في التاريخ”.
الاعتقاد الرائج في غمرة ما قرأنا وسمعنا، أن تغييراً سيطرأ على مقاربة المملكة لملف جماعة الإخوان، وأن مزيد من الليونة في التعامل مع الجماعة قد يطرأ في المرحلة الأولى، تليه بعض التغييرات في مراحل لاحقة ... يستند هذا التقدير إلى أمرين اثنين: الأول، أن المسؤولين عن السياسات المتشددة التي انتهجتها المملكة حيال الإخوان، قد شملتهم التغييرات الواسعة في مواقع ومؤسسات صنع القرار والقائمين عليها... والثاني، أن للمؤسسة الدينية النافذة في المملكة “حظوة” أكبر لدى العهد الجديد مما كان لها في العهد السابق، وأن الأمر يحتمل إضفاء مزيدٍ من الليونة على مواقف المملكة من أكبر وأقدم حركة إسلامية منظمة في العالمين العربي والإسلامي.
كما أن هذا التحليل يستند بدوره إلى مؤشرات أخرى، لا تقل أهمية، منها أن علاقات المملكة ببعض الدول الأكثر كراهية للإخوان واستعداءً لهم، تشهد بالفعل مرحلة مراجعة وإعادة تقويم كما يقول هؤلاء، ولا نريد هنا أن نصل إلى الاستنتاجات المتطيّرة التي تتحدث عن تأزم أو فتور، قد يمهدان لقطيعة، فمثل هذا الاستخلاص يصدر ربما عن تفكير “رغائبي” غير مسنود بحقائق المصالح والتحالفات و”الطابع المتحفظ والحذر” الذي ميّز السياسة الخارجية السعودية عموماً.
يتوقع مراقبون و”إخوان” على سبيل المثال، أن تشهد علاقات المملكة بالإمارات، بعض التغيير وأن تخضع لإعادة نظر ... يستندون في ذلك إلى مؤشر غياب حكام الإمارات الكبار عن مراسيم التشييع والتعزية من جهة، ويشيرون إلى “تفضيلات” إماراتية وعلاقات خاصة ومتميزة مع كثير من “الخارجين” من موقعهم بموجب التغييرات الأخيرة (المراسيم الستة الأولى التي صدرت قبل الدفن والبيعة، والمراسيم الثلاثين التالية التي صدرت في بعد أسبوع من وفاة الملك عبد الله) ... والإمارات كما هو معلوم، تتصدر الجبهة العربية المناهضة للإخوان، وهي تطاردهم لا على أرضها فحسب، بل وفي ليبيا ومصر وكل مكان تقريباً.
التغيير الثاني المنتظر، ويتعلق بعلاقات السعودية مع مصر، حيث “يبشر” هؤلاء بقرب انتهاء شهر العسل بين البلدين، من دون أن تصل الأمور إلى حافة القطيعة أو التوتر ... أما الأسباب التي قد تؤدي إلى ذلك، فتتلخص في سببين اثنين: الأول، ويتعلق بانتفاء “القاسم المشترك الأعظم” الذي جمع النظامين سابقاً: العداء للإخوان وأولوية محاربة التطرف والإرهاب ... والثاني، ويتصل بانهيار أسعار النفط، وتراجع قدرة المملكة على المضي في ضخ المساعدات الاقتصادية والمالية السخية للاقتصاد المصري المريض، الذي يبدو كـ “قربة مثقوبة”، لا تحفظ ولا تحتفظ بما يُصب فيها من ماء أو سوائل.
في المقابل، تُحشد أدلة إضافية للدلالة على تنامي احتمال من هذا النوع ... قطر على سبيل المثال، عاودت حملاتها على نظام المشير عبد الفتاح السياسي كما كان عليه الحال من قبل، وبعد أن تم وقف “قناة الجزيرة مباشر / مصر” زمن الملك الراحل، تحولت القناة العامة إلى “جزيرة مباشر/ مصر”، وبلغة لا تقل “قسوة” عما كان عليه الحال من قبل ... أما الشيخ القرضاوي فقد عاود إطلاق الفتاوى التحريضية ضد النظام، بما فيها التحريض على “المقاومة المسلحة” ودعوة الجيش والأجهزة الأمنية المصرية للتمرد، ودائماً من مقر إقامته في الدوحة، ودون خشية على ما يبدو من ردات فعل سعودية على “نقض” اتفاق المصالحة الذي توصل إليه الجانبان بوساطة ملكية سعودية.
كما أن حضور رجب طيب أردوغان، ومنذ الساعات الأولى لإعلان خبر رحيل الملك، يُفَسر على إنه إيذان بقرب “تطبيع” العلاقات بين الرياض وأنقرة، في ضوء اشتداد حاجة المملكة للحليف التركي في مواجهة التمدد الإيراني الذي بلغ ذروته في “انتفاضة” الحوثيين على المبادرة الخليجية (السعودية أساسا)، ونجاحهم في السيطرة على صنعاء وتنحي الرئيس وحكومته دفعة واحدة، وأخيراً إنذار الأيام الثلاثة الأخيرة الذي أصدرته الجماعة قبل أن تبادر إلى “قطع رأس” النظام السياسي اليمني، على طريقة وشاكلة إنذارات داعش الأخيرة، التي تمهد لقطع الرؤوس على الهواء مباشرة.
إن صحت هذه القراءات والنبوءات، فإن من المحتمل أن تشهد العلاقة بين المملكة وجماعات الإخوان نوعاً من “التهدئة”، وأن يصار إلى تحريك بعض الأولويات والتحالفات ... لكن الرافضين لهذه القراءات والتحليلات، يقولون في المقابل، إن مواقف الدول ومصالحها، لا تتغير بتغير الأشخاص، بالذات في الحالة السعودية، وأن السعودية كأي قاطرة كبيرة، تحتاج لمساحة واسعة جداً لكي تحدث استدارتها، وأن قطع هذه المسافة، يحتاج إلى زمن طويل قد يطول وقد يقصر، تبعاً للظروف وضغط الأولويات وطبيعة الملف ذاته.
من السابق لأوانه التكهن بالوجهة التي ستسلكها السياسة الخارجية السعودية في ظل العهد الجديد، لكن حجم التغييرات الداخلية واتساع نطاقها، وطبيعة المناقلات الأخيرة ومستواها، يوحي بأن تغييراً سيحدث، لتظل الأسئلة المطروحة: متى وكيف وفي أية موضوعات وبأي اتجاه؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإخوان والتغييرات الأخيرة في السعودية الإخوان والتغييرات الأخيرة في السعودية



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday