«لبيك يا حسين» أم «لبيك يا عراق»
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

«لبيك يا حسين» أم «لبيك يا عراق»

 فلسطين اليوم -

«لبيك يا حسين» أم «لبيك يا عراق»

عريب الرنتاوي

حكم السيد نوري المالكي العراق لدورتين متتاليتين (2006 – 2014)، وصارع جاهداً في سبيل الحصول على ولاية ثالثة من دون جدوى، بعد أن توحد العراقيون أو كادوا، في مواجهته ... قبله تولى كل من الدكتور إياد العلاوي وإبراهيم الجعفري الحكم لمدة عام تقريباً لكل منهما، من دون احتساب ولايتهما الأولى زمن “مجلس الحكم” والتي امتدت لشهر واحد لكل منهما، ضمن نظام المداورة الشهرية على رئاسة المجلس. بعد ثمانية أعوام من حكم اتسم بالفردية والصلاحيات شبه المطلقة، خصوصاً في الولاية الثانية، يطالعنا السيد المالكي بتصريح يتحدث فيه عن “الحشد الشعبي” بوصفه “البديل الوحيد المتبقي” وضمانة العراق التي يتعين دعمها، إلى أن تنجز مهمة بناء جيش وطني عراقي... أين أنفقت كل تلك السنوات والمليارات وجهود التدريب والرعاية ... المالكي يلوم من جاءوا بعده، الذين لم يمكثوا بعد في السلطة، سوى أشهر معدودات. المضحك المبكي في تصريحات المالكي، أنها تزامنت مع بدء الهجوم المضاد الرمادي، والذي قرر الحشد الشعبي أن يعطيه اسماً كودياً: “لبيك يا حسين”، وبصورة كفيلة لا باستفزاز البيئة الحاضنة لداعش وأخواتها فحسب، بل ولألوف المتطوعين من مقاتلي العشائر السنيّة، الذين بالقطع، كانوا يفضلون اسماً آخر من نوع: لبيك يا عراق، أو لبيك يا أنبار أو أي اسم دالٍ على البعد الوطني، لا المذهبي للحملة العسكرية التي يُراد بها استرداد الرمادي وتحرير الأنبار وحفظ وحدة البلاد والعباد من التقسيم والتشظي. لسنا نعترض على معتقدات الشيعة، فنحن لا نعترض على معتقدات أي فئة من الناس، طالما ظلت في إطار الإيمانيات والروحانيات وممارسة الشعائر والطقوس والعبادات ... لكن حين تكون هذه المعتقدات، سبباً في إذكاء نيران الانقسام والفرقة الأهليين، حين تكون محركاً جباراً من محركات الفرز والاستقطاب والتنابذ، فإنها تندرج في سياق التحريض وثقافة الكراهية والغلو والمساس بالوحدة الوطنية، وهذا ما يفعله الحشد الشعبي (على خطى النصرة وداعش)، الذي بقدر ما تمسّ الحاجة إلى دوره في معارك الأنبار وغيرها، بقدر ما يثير من الخشية والقلق والتحسب لقادمات الأيام... في هذه النقطة بالذات، يتبادل الحشد وداعش الأدوار، ومن منهم ينظر لنفسه بالمرآة، سيرى صورة الآخر. التجربة المرة بدأت في تكريت، وما صاحب “التحرير” وأعقبه من ممارسات مليشياوية بائسة ... يجهد الحشد في إنكارها، لكن مجرد الإصرار على إعطاء عملية تحرير الرمادي هذا الاسم، يعني أن القوم لم يراعوا ... وأنهم ماضون في خطابهم وممارساتهم المذهبية حتى نهاية الشوط، وهما (الخطاب والممارسة) اللذان كانت لهما أدوار لا تنكر في تخصيب البيئة الحاضنة لداعش، ورفدها بكل العناصر الكفيلة بجعلها (باقية وتمدد). لا أحد على ما يبدو، يريد أن يتعلم من دروس التجربة السابقة، وأهمها على الإطلاق أن “الهوية الدينية”، طائفية كانت أم مذهبية، هي نقيض “الهوية الوطنية/ القومية” ... فنشوء حزب إسلامي يستدعي بالضرورة تشكيل حزب مسيحي ... وقيام مليشيا شيعية يستوجب استيلاد ميليشيا سنيّة ... أحزاب شوفينية عربية، دفعت بالأقليات القومية الأخرى لولوج طريق الانفصال، من شمال أفريقيا وحتى جبال كردستان، مروراً بجنوب السودان، حيث امتزج “الإقصاء” القومي بالديني  ... أما التفتيت فلن يقف عند حد، فالهويات الفرعية في غياب الهوية الكلية الجمعية والجامعة، تتناسل باستمرار ولا “قعر” لمسار التفسخ والانقسام... والعراقيون كغيرهم، بل وأكثر من غيرهم، دفعوا أثماناً باهظة لسياسات الإقصاء والإلغاء والتهميش، منذ أزيد من نصف قرن تقريباً وحتى يومنا هذا. تحت راية “لبيك يا عراق” يمكن لرجالات الصحوة العشائرية العراقية (محمد ويزيد ومعاوية وعمر) أن يستبسلوا في الدفاع عن مدينتهم وأن يقدموا الغالي والنفيس من أجل استردادها ... أما تحت راية “لبيك يا حسين”، فأحسب أنهم سينامون بعيون نصف مغمضة، خشية أن يدفعوا حيواتهم ثمناً للحظة اهتياج غرائزي، تسترجع “ثارات الحسين” وتطالب بالقصاص من قتلته القدامى، وبالأخص: الجدد. خلاصة القول، إن تحرير العراق من داعش (إن تم ذلك في المدى المنظور)، لن يكون سوى فصل جديد آخر في مسلسل الأزمة العراقية المفتوحة على شتى الاحتمالات والسيناريوهات، تماماً مثلما كان سقوط نظام الرئيس صدام حسين في العام 2003، الذي أغلق فصلاً وفتح آخر أكثر دموية وخطورة على مستقبل البلاد والعباد ... وقد نكون بعد حين قصير من الوقت، أمام تحدي “ضبضبة” مليشيات الحشد الشعبي، التي يتعاظم دورها وتأثيرها، بما يحيلها إلى عبء على العراق، لا ضمانة له، وسبب لمشكلاته اللاحقة، لا أداة للتصدي لها ومعالجتها. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«لبيك يا حسين» أم «لبيك يا عراق» «لبيك يا حسين» أم «لبيك يا عراق»



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday