حماس وسؤال «الشرعية»
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

حماس وسؤال «الشرعية»

 فلسطين اليوم -

حماس وسؤال «الشرعية»

بقلم - عريب الرنتاوي

في مسعى بائس من حماس لنزع «الشرعية» عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بادرت سلطة الأمر الواقع في غزة، لترتيب اجتماع «بمن حضر» من أعضائها في المجلس التشريعي، مدججين بتفويضات من أعضائها الغائبين، لإسقاط صفة «الشرعية» عن الرئيس محمود عباس، وأعقبت ذلك، بحملة اعتقالات في صفوف حركة فتح وناشطين، ممن كان متوقعاً منهم معارضة الخطوة أو الاحتجاج عليها.
هي خطوة تصعيدية موصوفة، مع أنها ليست غريبة ولا مفاجئة، وليست الأولى من نوعها ... تملي التفكير في مراميها وأهدافها وتوقيتها وتداعياتها «المفترضة» ... وفي أحسن تقدير، وبافتراض حسن النوايا، مع أن الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة، يمكن القول إنها خطوة، بائسة، تنم عن جهل وانعدام المسؤولية... أما في أسوأ تقدير، فإنها خطوة تبنى على سياسة «الرقص على حافة صفقة القرن» التي طالما حذرنا من خطورتها وتداعياتها، عندما انخرطت حماس بقوة في مساعي إنجاز التهدئة قبل المصالحة وعلى حسابها، ولعبت على وتر «المدخل الإنساني للحل السياسي» للقضية الفلسطينية، والحل الوحيد المطروح للتداول اليوم كما بات واضحاً، هو «صفعة القرن».
من حيث التوقيت، فقد جاء بائساً تماماً، فقد كان بمقدور الحركة انتظار عودة «أبو مازن» من نيويورك، وأن تفعل بعدها ما تشاء ... أما أن ترتبط التغطيات الإعلامية لكلمته من على منصة الأمم المتحدة، بخبر عاجل آخر، عن «نزع شرعيته» من قبل حماس، فإن سؤال من سيستفيد من هذه الخطوة الحماسية، سيطرح نفسه من دون استئذان.
والمستفيدون من خطوة حماس فريقان لا ثالث لهما... ترامب في ذروة حملته السلطة والمنظمة ورئيسهما، وفي قمة مساعيه لتفكيك المشروع الوطني الفلسطيني، مشروع العودة وتقرير المصير وبناء الدولة المستقلة، والترويكا اليمنية المتطرفة الحاكمة في إسرائيل، التي تطعن بوجود شريك فلسطيني، وتسعى في فرض اطواق من العزلة على الرئيس عباس، وتحمل على أولمرت وليفني للقائهما به في باريس ونيويورك.
كان يمكن لخطوة حماس أن تكون مفهومة، ومؤثرة، لو أن الحركة تنازع بقوة و»عن جد» لانتزاع الشرعية من الرئاسة والمنظمة ... لكن حماس تعرف أنها لن تكون حتى إشعار آخر، بديلاً مقبولاً ومعترفاً به، عن السلطة والمنظمة، وتدرك أكثر أن حظوظها بالنجاح في السباق على الشرعية، تكاد تقترب من «الصفر» ... فلماذا الإصرار على خوض معركة «الشرعية»، محسومة النتائج سلفاً، وهل المقصود تقويض شرعية السلطة والمنظمة، وترك التمثيل الفلسطيني نهباً للفراغ ... ومن سيملأ فراغ «الشرعية» لو قيّض لحماس أن تنجح في مسعاها الصبياني المناكف المذكور ... وهل تعتقد الحركة أنها شرعية أكثر من عباس وفتح والمنظمة والسلطة، ومن أدخل هذا الوهم المخادع في أذهان قادتها، هل هم من يسبغون الشرعية ويحجبونها عمّن يشاءون ووقتما يشاءون؟
وبلغة الشرعية، وإذا كانت مرت سنوات عديدة على انتهاء ولاية الرئيس عباس، ألم تمض سنوات مماثلة - تقريباً- على انتهاء ولاية المجلس التشريعي، لماذا الأخير شرعي والأول غير شرعي، علماً بأن ثمة اجتهادا قانونيا يمنح الرئاسة شرعية أكثر صلابة من تلك التي تسبغها حماس على المجلس التشريعي، والعهدة في ذمة خبراء القانون الدستوري، ولست واحداً منهم.
منظمة التحرير ممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني، شاء من شاء وأبى من أبى، رضينا بذلك أم رفضنا، أعجبتنا سياسة المنظمة ورئيسها أم لم تعجبنا ... ولنا أن ندخل في غمار الصراع السياسي فوق هذه الأرضية وتحت هذه المظلة، ولكن لا يجوز لفريق فلسطيني أن يثقب القارب من حيث يجلس ... ذلك انتحار وليس خيارا، يعكس ضيق أفق ويشف عن «فصائلية» ضيقة، ويبتعد كثيراً عن المصلحة الوطنية.
أما عن تداعيات خطوة حماس، فهي تعادل الصفر أيضاً، فكل ما يمكن أن يترتب عليها، هو توظيفها من قبل آلة الدعاية اليمينية في إسرائيل للطعن بوجود الشعب الفلسطيني، وليس بشرعية ممثله الشرعي الوحيد فحسب ... بخلاف ذلك، لا أحسب أن مسؤولاً واحداً في أية عاصمة من عواصم الدنيا، بما فيها آخر عاصمتين صديقتين لحماس في تركيا وقطر، قد قرأ تصريحات حماس وبيان سحب الشرعية أو توقف عندهما ... فما هي وظيفة ما حصل والحالة كهذه، إن لم يكن التوتير والتصعيد الداخليّن؟ ... ما مآلات خطوة كهذه، إن لم تكن العبث بالبيت الفلسطيني الداخلي، وتعقيد مسار المصالحة، وإرسال رسائل خاطئة لأطراف لا تنوي خيراً بفلسطين وشعبها وقضيتها وممثلها وحركتها الوطنية، ولا تضمر خيراً لحماس ذاتها كذلك؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حماس وسؤال «الشرعية» حماس وسؤال «الشرعية»



GMT 09:53 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

سؤالنا وتجربتهم

GMT 09:19 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

تونس على صفيح الصراع الإقليمي الساخن

GMT 09:05 2020 الخميس ,23 تموز / يوليو

العراق بين زيارتين وثلاث قذائف

GMT 06:33 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

هل بات «الضم» و«صفقة القرن» وراء ظهورنا؟

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية

GMT 17:43 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الترجي يأمل مواجهة الصفاقسي بنهائي البطولة العربية للطائرة

GMT 05:38 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا توضّح حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 03:44 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

طرق بسيطة لتنظيم المطبخ تُساعد على خسارة الوزن

GMT 11:22 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

قسوة الرسائل الأخيرة

GMT 03:10 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين الرماحي توضّح أنها وصلت إلى مرحلة النضوج
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday