الأسف الإسرائيلي وحدود رد الفعل الروسي
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

الأسف الإسرائيلي وحدود رد الفعل الروسي

 فلسطين اليوم -

الأسف الإسرائيلي وحدود رد الفعل الروسي

بقلم :عريب الرنتاوي

أسفت إسرائيل ولم تعتذر عن إسقاط الطائرة الروسية ومقتل من فيها في أجواء اللاذقية ... الأسف مبرر إسرائيلياً كون تحليق الطائرة المنكوبة جاء متزامناً مع عمليات للسلاحين الجوي والصاروخي الإسرائيليين في سماء المنطقة ... أما الاعتذار فغير ممكن طالما أن إسرائيل تحمّل الدفاعات الأرضية السورية المسؤولية عن الحادثة المأساوية.

التحرش الإسرائيلي بروسيا ليس هدفاً قائماً بذاته، بل وليس مرغوباً من قبل مختلف المستويات الإسرائيلية السياسية والأمنية والعسكرية، لا مصلحة لإسرائيل في ذلك، وعلاقة تل أبيب بموسكو تطورات في السنوات الأخيرة، كما لم يحدث من قبل في تاريخ هذه العلاقات.

لكن إسرائيل في المقابل، تريد أن تبعث برسالة قوية إلى الكرملين، بأن انتشار القوات الروسية على الأرض السورية، لم يمنع عنها «حقها» في مطاردة نفوذ إيران وتدمير مواقعها، واستهداف المليشيات والمؤسسات التابعة لها أو المحسوبة عليها ... إسرائيل تريد البرهنة على انتفاء وجود أي «خط أحمر» يحول دون وصولها إلى أي هدف تريده ... صواريخها وطائراتها تعربد في الأجواء وتستهدف مواقع على الأرض، وتقريباً في كل مكان وبقعة.

هذه المرة، حصل ما ليس في الحسبان، «التحرش» الإسرائيلي جاء مكلفاً لروسيا ومهيناً لها ... «ليست كل مرة تسلم الجرة» .... هنا والآن، تدخل العلاقات بين نتنياهو وبوتين منعطفاً جديداً ... هذه الواقعة قد تغير قواعد اللعبة بين الجانبين باعتبارها «Game Changer»، ما قبلها ليس كما بعدها، فأين ستتجه خيارات موسكو بعد الآن ... نحن نعرف أن إسرائيل تسعى في وصل ما انقطع وترميم ما تخرب من علاقات ثنائية كانت مفيدة جداً لإسرائيل، ونافعة للغاية للاتحاد الروسي ... كيف ستتصرف موسكو؟ ... وأي شكل سيتخذه رد الفعل الروسي التي أعلنت موسكو أنها «تحتفظ به لنفسها»، وأنها ستتخذ من الإجراءات ما يكفي لأن تشعر به وتتلمس آثاره، كافة الأطراف، وفي ظني أن المقصود هو إسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة.

لن تلجأ موسكو إلى توجيه ضربات مباشرة إسرائيل، بيد أنها ستعزز شبكاتها الدفاعية، وقد تعترض صواريخها أية أهداف جوية تحلق في المجال الحيوي لقواعدها ومناطق انتشارها، إن لم تكن منسّقة مسبقاً مع غرف العمليات الروسية ... أحسب أننا قد نذهب إلى درجة أعلى من التنسيق بين الجيشين الروسي والإسرائيلي لتفادي وقوع مثل هذه الأحداث مستقبلاً.

هذا لا يريح إسرائيل في كل حال، فهي لا تريد أن تأخذ إذناً مسبقاً من الكرملين عند كل عملية تنفذها في سوريا، بل هي لا تريد أن تُخطر الروسي مسبقاً بعمليات خشية انتقال المعلومات إلى الجانب السوري، وربما الإيراني، ولكن إسرائيل ستكون مرغمة على إجراء مثل هذا التنسيق المسبق، إن لم يكن في عموم الأراضي والأجواء السورية، ففي بعضها ذي الأهمية الخاصة للانتشار العسكري الروسي.

روسيا قد تعزز قدرات الجيش السوري ودفاعاته الجوية، وقد – ونشدد على قد - تزوده بمنظومة إس 300 التي طال انتظارها، بعد أن بدأ الحديث عنها أول مرة في عهد الأسد الأب ... مثل هذا الخيار، يغضب الولايات المتحدة وإسرائيل، ولكن الحليفتان الاستراتيجيان لم تتركا خيارات كثيرة أمام القيادة الروسية، التي تشعر أنها طعنت من الخلف، وأنها تلقت صفعة وإهانة من الصعب ابتلاعها من دون ثمن.

لا أحسب أن ردود أفعال الروسي ستخرج عن هذا الإطار ... موسكو ليست بوارد فتح حروب ومعارك إضافية في سوريا وعليها ... والحرب مع إسرائيل ليست قراراً سهلاً يمكن اتخاذه ذات جلسة في الكرملين ... وموسكو معنية بتحصين إنجازاتها في سوريا وليس تهديدها ... وموسكو هي الأكثر حماسة لعملية سياسية في سوريا مفصلة على قدر مصالحها وحساباتها التي تتخطى سوريا والإقليم ... وإذا ما أبدت حكومة نتنياهو قدراً أعلى من المرونة في التجاوب مع متطلبات «حفظ ماء الوجه الروسي» فإنها ستجعل مهمة الكرملين أكثر سهولة

المصدر : جريدة الدستور

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأسف الإسرائيلي وحدود رد الفعل الروسي الأسف الإسرائيلي وحدود رد الفعل الروسي



GMT 09:53 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

سؤالنا وتجربتهم

GMT 09:19 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

تونس على صفيح الصراع الإقليمي الساخن

GMT 09:05 2020 الخميس ,23 تموز / يوليو

العراق بين زيارتين وثلاث قذائف

GMT 06:33 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

هل بات «الضم» و«صفقة القرن» وراء ظهورنا؟

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية

GMT 17:43 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الترجي يأمل مواجهة الصفاقسي بنهائي البطولة العربية للطائرة

GMT 05:38 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا توضّح حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 03:44 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

طرق بسيطة لتنظيم المطبخ تُساعد على خسارة الوزن

GMT 11:22 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

قسوة الرسائل الأخيرة

GMT 03:10 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين الرماحي توضّح أنها وصلت إلى مرحلة النضوج
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday