معالي المناضل الشهيد زياد أبو عين
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

معالي المناضل الشهيد زياد أبو عين

 فلسطين اليوم -

معالي المناضل الشهيد زياد أبو عين

عريب الرنتاوي

بدم بارد، «خَنَقَ» جنود الاحتلال الإسرائيلي المناضل والوزير الفلسطيني زياد أبو عين، وهشَّموا أسنانه وعظامه، على مرأى ومسمع من العالم، وفي بث حي على الهواء مباشرة، لا نقول في سابقة هي الأولى من نوعها، فقد تكررت جرائم الجيش والمستوطنين، ودائماً على مرأى من العالم ومسمعه، ومن دون حسيب أو رقيب.
الجريمة واضحة ومحددة الأركان، والجاني سافر الوجه وأدوات الجريمة ومسرحها موثقة بعشرات العدسات ومئات العيون، ولم يكن لتقرير «الطب الشرعي» من وظيفة سوى توثيق الفعلة النكراء رسمياً، على أمل الوصول ذات يوم، إلى أروقة العدالة الدولية، التي طال انتظار الفلسطينيين لرؤية تجلياتها على الأرض، بإنصاف الضحية والمظلوم، ووضع الجناة خلف قضبان السجون، قصاصاً عادلاً لما اقترفت أياديهم الملطخة بدماء الفلسطينيين.
هل هي لحظة «الصدمة» بالنسبة لتيار طويل وعريض في السلطة وفتح والمنظمة؟ ... لا أدري، فقد سبق لإسرائيل أن قتلت بالسم الزعاف، زعيم فتح ومؤسس الحركة الوطنية الفلسطينية ورئيس المنظمة والدولة والسلطة والحركة، ولم تقع الصدمة مع ذلك، لم يتغير الأداء إطلاقاً، ولا على أي مسار من مسارات العمل التنظيمي/ الداخلي أو السلطوي/ الحكومي، لم نر تغييراً في العلاقة مع إسرائيل ولا التنسيق الأمني معها، لم نر اندحاراً للرهانات البائسة أو اقتراباً من نهج كفاحي استراتيجي مغاير، فهل سيكون لدماء أبو عين الطاهرة، وقعاً أشد تأثيراً من دماء «أبو عمار»؟
هل هي لحظة مختلفة، ستجعل من استشهاد أبو عين نقطة تحوّل في مسار العمل الوطني الفلسطيني، أم أننا أمام موجة غضب وحداد، وموسم تصريحات وتهديدات نارية مؤقت، سرعان ما سينقشع، لنعود بعدها إلى ممارسة اليوميات المعتادة على للفلسطينيين، سلطة ومنظمة وفصائل؟
إن كانت السلطة جادة في استئناف مساعيها لاستكمال عضوية فلسطين في المؤسسات الدولية، وتحديداً لنظام روما المؤسس لمحكمة الجنايات الدولية، فليس ثمة لحظة أفضل لفعل ذلك من دون إبطاء، مثل هذه اللحظة ... فالشهيد هو مسؤول من فتح ووزير في السلطة، ومناضل «معتدل» «سلمي» بحسابات الغرب والشرق، وهو دفع حياته ثمناً لشتلة زيتون أراد غرسها فيما تبقى من تراب وطنه المحتل، والعالم الغاضب على الفعلة الإسرائيلية النكراء، لا شك سيتفهم المسعى الفلسطيني هذا، ويمحضه الكثير من تأييده وتعاطفه، باستثناء الأطراف «إياها» التي لن تبدل موقفها حتى ولو تعرض الفلسطينيون لطرازٍ من «حروب التطويق والإبادة» التي تحدث عنها ماو تسي تونع إبان حرب التحرير الوطنية في الصين.
لقد تحدثت السلطة عن «وقف التنسيق الأمني» مع الاحتلال ... إن صح ذلك، وهو أمر جيد لدرجة يصعب تصديقه، فنحن لا ندري ما إذا كان وقفاً مؤقتاً أم مستداماً، شاملاً أم جزئياً ... لأننا من فرط ما تحدث الناطقون باسمها عن «مزايا هذا التنسيق» بالنسبة للفلسطينيين ومصالحهم الوطنية، بتنا نعتقد أن إدامته وليس وقفه، قد باتت مطلباً شعبياً فلسطينياً، يستحق تسيير المظاهرات وتنظيم الاعتصامات المطالبة بإبقائه وتعظيم «مزاياه».
على أية حال، فإن دماء زياد أبو عين، لن تذهب هدراً، فالمؤكد أن صورة المناضل الصلب الذي قاوم بكفه المخرز الإسرائيلي، وتصدى برجولة لقطعان الجنود والمستوطنين، وذهب واقفاً كأشجار الزيتون، ستكون ملهمة لجيل من الفلسطينيين، تحديداً من أبناء الضفة الغربية، جيل اعتاد على ربط كبار المسؤولين الفلسطينيين بالسيارات الفارهة والبيوت الفخمة وفضائح الفساد ... ها هو «معالي المناضل» الشهيد زياد أبو عين، يقول لجيل بأكمله، ثمة صورة أخرى، صورة الشهادة على تراب الوطن وصخوره وتحت أشجار الزيتونة المباركة، صورة المناضل الذي يتقدم الصفوف في المعارك، لا صور أولئك الذين يتقاذفون الشتائم والبذاءات على الهواء مباشرة، ومن دون كلل أو ملل.
إن لم تُحدث واقعة استشهاد أبو عين أثراً في تغيير مسار السلطة ورهاناتها، فالمؤكد أنها ستبعث بروح جديدة، في عروق الحركة الوطنية الفلسطينية المتيبسة، وتؤسس لموجة جديدة من المقاومة الشعبية ضد الجدران والاستيطان، فالرجل الذي كرس نفسه لهذه القضية، ودفع حياته ثمناً لها، سينجح باستشهاده، في غرس روح المقاومة والصمود في نفوس ألوف الشباب والصبايا من أبناء وبنات شعب الجبارين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معالي المناضل الشهيد زياد أبو عين معالي المناضل الشهيد زياد أبو عين



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday