مؤتمر موسكو أو اللعب في الوقت المستقطع
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

مؤتمر موسكو أو اللعب في الوقت المستقطع

 فلسطين اليوم -

مؤتمر موسكو أو اللعب في الوقت المستقطع

عريب الرنتاوي

تواجه مهمة الموفد الروسي ميخائيل بوغدانوف لجمع الحكومة والمعارضة حول مائدة واحدة في موسكو، تحديات وعراقيل من شتى الأنواع والمصادر، ويبدو أن ثمة فرص نجاح هذا المسعى تبدو ضئيلة للغاية، حتى لا نقول معدومة ... لكن الأطراف المختلفة، المحلية منها والإقليمية، وحتى الدولية، تعوّل على أن تأتي المبادرة لتعطيل “المبادرة الروسية” وإجهاضها من جهات أخرى، طالما أن كثرة من الأطراف، لا ترغب في رؤية مؤتمر موسكو وقد رأى النور.
النظام السوري، يتفاعل على مضض مع المبادرة الروسية، فهو في الأصل، لا يؤمن بوجود معارضة داخلية أو خارجية، معتدلة أو متطرفة، وسوريا بالنسبة له فسطاطين، فسطاط النظام والمقاومة والممانعة، وفسطاط الإرهاب والعثمانية الجديدة والوهابية “القروسطية” ... بين هذين القطبين لا مطرح لأية مروحة أخرى من المواقف والألوان ... لكن النظام لا يستطيع أن يقول (لا) لموسكو، لذا نراه يكتفي بإمطارها بوابل من الأسئلة والتساؤلات والاشتراطات التي ستجعل حركة موسكو مكبلة بأغلال من حديد ... من يعتقل عبد العزيز الخير ورجاء الناصر، واخيراً لؤي حسين، ليس معنياً أبداً بالحديث مع المعارضة، أية معارضة على الإطلاق.
المعارضة بدورها، “معارضات”، مروحة واسعة من فصائلها الأكثر نفوذها في ساحات القتال وميادينه، الممسكة بزمام الأرض والقرى والبلدات الخارجة عن سيطرة النظام، لا تؤمن بالحوار ولا بالمفاوضات، لا تؤمن بموسكو ولا بنظام دمشق، وخيارها الأول والأخير، جهادي بامتياز ... أما المعارضات المنضوية في الأطر السياسية المعروفة للمعارضة السورية، فهي بدورها مشتتة ومنقسمة، ينهش بعضها بعضاَ، ولا تكاد تلتقي على أية قضية تقريباً ... الائتلاف، ومن موقعه كممثل شرعي وحيد، لا يريد أن يرى معارضين من خارجه حول المائدة، وإلا فقد وحدانية وشرعية التمثيل، وهو برغم تآكله وانقساماته وهشاشة العظام التي ولد معها، لا يزال يتصرف بوصفه “نداً” للنظام من جهة ولـ “داعش” من جهة أخرى، مع أن الأمر برمته مثير للسخرية.
فصائل معارضة الداخل، آثرت البقاء أربع سنوات خارج صفوف الكيانات المفبركة في الخارج، حتى عندما كانت الأخيرة في ذروة “عزها” و”صعودها”، وليس ثمة ما يغريها اليوم، للتخلي عن هذا الموقف والالتحاق بركب مجالس إسطنبول، سواء حملت اسم الائتلاف أم المجلس الوطني أو أي اسم آخر ... وثمة طيف واسع من المعارضات والمسميات، التي بالكاد تستطيع أن تحشد حمولة “حافلة” واحدة من الحجم المتوسط وليس الكبير من طراز حافلات لندن الشهيرة، يصعب لها أن تلتقي خلف موقف مشترك (ولا نقول موحد).
إقليمياً، تبدو الصورة قاتمة بعض الشيء، تركيا تفضل تقديم التسهيلات لـ “داعش” لاختراق الأراضي السورية والعراقية، وحسم معركة “دورها الإقليمي” على تقديم تسهيلات لموسكو لإنجاح مبادرتها ... أنقرة التي تقاوم ضغوط العالم لوقف دعمها لـ “داعش”، وتدفع ثمناً لذلك من صورتها ومكانتها وعلاقاتها الدولية، ليست بوارد تسهيل مهمة موسكو ورؤية وفود المعارضات تلتقي وتتحاور مع وفد النظام الذي لا تكف عن المطالبة بإسقاطه.
السعودية، وبرغم تحفظاتها على السياسة التركية في الإقليم ودعم أنقرة لجماعات الإخوان المسلمين، إلا أنها تلتقي مع تركيا – وحتى مع قطر – في مواقفها المتصلبة حيال النظام السوري، ورغبتها في رؤية الأسد وقد ألقي به في غياهب السجون والمنافي والمجاهيل ...، لا تقيم علاقات مع المعارضات السورية، إلا بالقدر الذي يخدم هذه السياسة، وقد سجل دورها تراجعاً نسبياً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، مع تحولات المعارضة الجهادية.
إيران تبدو الأقرب للمبادرة الروسية، خصوصاً بعد أن أخذت سوريا بالتحول إلى عبء مالي واقتصادي وعسكري عليها، تريد الخلاص منه في أقرب فرصة ممكنة، ولكنها تريد خلاصاً يحفظ لها شريان الاتصال والتواصل مع كنزها الاستراتيجي على الضفة الشرقية للمتوسط: حزب الله، لكن ذلك، لا يمنع أن تكون لطهران تحفظات ومحاذير مع الموقف الروسي تديرها من وراء ستار وخلف الكواليس بالطبع.
مصر بخلاف أقرب حليفاتها من دول الخليج، لا تتمسك بموقف متصلب حيال النظام السوري، وثمة معلومات عن قنوات تواصل أمنية بين القاهرة ودمشق، وهي معنية بمحاربة الجهاديين والإخوان أكثر من عنايتها بإسقاط النظام السوري، أو “نشر الديمقراطية” في سوريا ... هذا ليس مطروحاً على جدول أعمال الدبلوماسية المصرية، والملف السوري، يُقرأ من القاهرة من زاوية أمنية بامتياز.
الولايات المتحدة، ومعها بعض “المحافظين الأوروبيين الجدد” بالتحديد في باريس، لا تبدو في الظاهر على خلاف مع موسكو في مسعاها هذا، لكن المؤكد أنها لن تسمح لموسكو بالتقرير في شأن هوية المتحاورين وجدول أعمال وأهداف الحوار ومآلاته ... حتى الآن، لا تحظى المبادرة الروسية بكثير من الاهتمام الأمريكي، والسبب أن واشنطن ليست متأكدة من أن هذه المبادرة ستصل إلى شاطئ الأمان، إذ ربما تتآكل من داخلها، وربما يسقطها حلفاء موسكو قبل خصومها.
حتى الآن، وبرغم الكلفة الباهظة سورياً وإقليميا المترتبة على حرب السنوات الأربع في سوريا، لا يبدو أن المشهد المحلي والإقليمي والدولي، قد نضج بما يكفي لإتمام تسوية سياسية لهذه الحرب العبثية المدمرة ... والأرجح أن شروط هذه التسوية، لن تنضج قبل الربيع القادم، وما قد يأتي به من تطورات، خصوصاً في ملف العلاقات الأمريكية – الإيرانية، وإلى أن يحدث ذلك، فلا بأس من “تقطيع الوقت” أو “اللعب في الوقت الضائع أو المستقطع”

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مؤتمر موسكو أو اللعب في الوقت المستقطع مؤتمر موسكو أو اللعب في الوقت المستقطع



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday