عذرًا  فالأرض لا تدور
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

عذرًا ... فالأرض لا تدور

 فلسطين اليوم -

عذرًا  فالأرض لا تدور

عريب الرنتاوي

ليس المهم في حديث الداعية السعودي «بندر الخيبري» نفيه دوران الأرض حول الشمس، ولا إنكاره لوصول الإنسان للقمر، الأهم في حديثه الذي أدلى به مؤخراً في الشارقة، وشغل مواقع التواصل الاجتماعي، تلك الأدلة «الشرعية» و»العقلية» التي ساقها للبرهنة على أطروحته (لا فُضّ فوه)، وبصورة تستفز الرغبة في المقارنة بين حالنا وحال «مؤسستنا الدينية» في مفتتح القرن الحادي والعشرين، وما كانت عليه حال الكنيسة الكاثوليكية قبل أزيد من أربعمائة عام حين تصدت لأفكار كوبرنيكوس وجاليليو، وبصورة يصح معها القول – من أسفٍ- أن هذه القرون الأربعة، تمثل من دون ريب، «الفجوة الحضارية» بيننا وبين الغرب.
«الخيبري»، لم يترك آية كريمة أو حديثاً -صحيحا أكان  أم غير صحيح- إلا وطوعهما للبرهنة على ما ليس بحاجة إلى برهان ... لكنه وهو القائل إننا معشر المسلمين أصحاب «علوم شرعية وعقول»، لم يكتف بما فاضت به «علومه الشرعية» ولم يستند فقط، إلى ما قاله شيخاه الجليلان: صالح الفوزان وعبد العزيز بن باز في شأن دوران الشمس حول الأرض ... بل قرر المجازفة بدخول فضاءات علوم الفلك والفيزياء الدقيقة ... فإذا كان الأرض تدور، كيف يمكن لمسافر من الشارقة إلى الصين أن يصلها، إذا اتخذ دورن الأرض ذات الاتجاه الذي تسلكه الطائرة؟ يتساءل الداعية بكثير من اليقين والإحساس بـ «الإفحام»!!
ولم يتردد «العالم الجليل» عن الاستعانة بكوب بلاستيكي صغير من الماء، يجسد الأرض لتوضيع الشواهد «العلمية» الدامغة التي حشدها لإثبات «ثبات» الأرض ... فالطائرة المتجهة من الشارقة إلى الصين -وهو يصر على الشارقة لأنه تحدث من هناك، وكان يمكن أن تكون عمان أو الرياض أو القاهرة أو أي مكان آخر-، لو تمكنت من التوقف الكلي وهي على مسار رحلتها الى الصين، أما كانت دولة المليار ونصف المليار إنسان، هي التي ستأتي للطائرة، بدل أن تذهب الطائرة إليها وتحط في أحد مطاراتها؟
 أسئلة مفاجئة تأخذك على حين غرة، لم تخطر ببال العلم والعلماء منذ زمن «بطليموس» وحتى يومنا هذا. حقاً أننا قوم لدينا ما يكفي من العلوم والعقول كما يؤكد داعيتنا، أطال الله في عمره ونفع الإنسانية جمعاء بعلمه.
ويصل رجلنا في مداخلته إلى «الذروة الدرامية» حين يتساءل بكثير من الإحساس بالزهو: لو كانت الأرض تدور، فكيف يمكن لـ «البيت المعمور» أن يقع فوق الكعبة على الأرض من السماء السابعة؟!!
 أليس من الممكن أن يسقط في البحر أو المحيط أو في أي مكان آخر؟ ... دهشت في الحقيقة وأنا استمع للعلامة «الخيبري» كيف غابت عن أذهاننا مثل هذه الأسئلة والتساؤلات الذكية، وشعرت أنني قليل الحظ من علومه الشرعية والعقلية، وهيهات أن يكفي ما تبقى من سنوات العمر للحاق به والإبحار في علمه وعوالمه.
وكم شعرت بالصدمة والاستغفال حقاً، لأنني كنت من بين مليارات الجهلة والساذجين الذين صدقوا أن المركبة «أبولو» ورائد الفضاء «نيل أرمسترونج» وصحبه، والعربيين سلطان بن سلمان ومحمد فارس، قد بلغوا القمر، وأن أقدامهم قد وطأت جباله ووديانه ... فتلك أسطورة كاذبة، نُسجت فصولها بذكاء وحرفية، في استوديوهات «هوليوود» لعنها الله، لكنني -والحمد الله- ومن باب (رب ضارة نافعة) أصبحت أدرك الآن، معنى تحريم السينما والمسرح والمسلسلات والتصوير والموسيقى والغناء والفنون، لأنها (بدعة)، وكل بدعة ضلالة، ولقد كنت ضالاً إلى أن هداني الله بعد الاستماع بشغف لخطبة الداعية، فجزاه الله عني وعن المستمعين والمشاهدين كل خير.
قبل أكثر من أربعة قرون، كانت روما الكاثوليكية، مسرحاً لجدل مشابه، أبطاله البابوات ورجال الدين المسيحي من جهة والعلماء من أمثال «جاليليو» ومن قبل «كوبرنيكوس» من جهة ثانية ... الكنيسة بدورها، تسلَّحت بـ «علومها الشرعية والعقلية»، استنجدت بآياتها وشواهدها الإنجيلية، وبفلاسفة اليونان القدماء من بطليموس إلى أرسطو، للبرهنة على أن الأرض ثابتة، وأن الشمس هي من يدور حولها، واجه «جاليليو» الاتهامات بـ «الهرطقة» وتعرض للسجن وأُجبر على الاعتذار عن اكتشافاته، وكاد أن يحرق كما حرق طيارنا الشهيد «معاذ الكساسبة» ... ولم تشفع لكوبرنيكوس «رهبنته»، فقد عانى بدوره ما عانى من محاولات التضييق والاتهامات بـ «المروق» و»الزندقة».
لكأني بالشيخ الخيبري يعيد الاعتبار اليوم، للكنيسة الكاثوليكية القديمة، وباباوات عصور الظلام ... لا سيما أن الكنيسة تراجعت عن مواقفها و»اعتذرت» للعالمين (الهرطوقي والزنديق)، فأقامت نصباً (صنماً) لـ»جاليليو» في الفاتيكان مؤخراً، وأعادت دفن رفات «كوبرنيكوس» في كاتدرائية فرمبورك إكراماً له، من دون أن تعي بأن الأصنام والأضرحة شرك صريح، تستوجب الهدم و»المسح عن سطح الأرض»، تماماً مثلما فعل أصدقاء الشيخ وتلاميذه بمراقد الأئمة والأنبياء والفلاسفة والشعراء وتماثيل باميان، حتى وإن اقتضى الأمر، تسيير أسطول من السيارات المفخخة والتضحية بعشرات الاستشهاديين والانغماسيين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عذرًا  فالأرض لا تدور عذرًا  فالأرض لا تدور



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday