العام والخاص في أزمة الجماعة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

العام والخاص في "أزمة الجماعة"

 فلسطين اليوم -

العام والخاص في أزمة الجماعة

عريب الرنتاوي

يمكن النظر للأزمة الداخلية التي يعيشها “إخوان” الأردن، حزباً وجماعة، بوصفها جزءاً من الأزمة العامة التي تمر بها “الجماعة الأم”، وتحديداً بعد الإطاحة بحكمها في مصر في الثالث من يوليو 2013 ... لكن للأزمة وجوه أخرى، محلية بامتياز، وتخص الجماعة الأردنية وحدها، وهي ما سنوليه في مقالتنا هذه، الاهتمام الخاص.
لكننا قبل الشروع في طرح أسئلة الأزمة وما نراه عوامل تظافرت في تشكيلها، نجادل بأن هناك أزمة، بخلاف ما يصدر بين الحين والآخر من مواقف رسمية معلنة لقادتها، يجاهد أصحابها في التقليل من أهميتها ودلالاتها، أو ربما ينكرون وجودها بالكامل، ويؤثرون الحديث عن خلافات وتباينات في الرأي ... ولا نريد أن نصل إلى الخلاصات “المتطيّرة” النابعة من موقع “الشماتة” و”التشفي” التي تصدر عن بعض “كتاب الزوايا والتكايا”، فننعى الجماعة قبل وفاتها بل وتهيل عليها التراب.
ماذا نعني بالأزمة ابتداءً؟ ... الأزمة هي لحظة التفارق بين الهياكل والأطر والآليات التنظيمية والإدارية والقضائية الحزبية من جهة وحالة التعدد في المواقف والآراء واصطراع التيارات الحزبية الداخلية من جهة أخرى ... فعندما تعجز الأولى عن استيعاب الثانية، وعندما تخفق “الحياة الحزبية الداخلية” في إدارة الاختلاف والتباين واحتوائه وتنظيمه، يكون التنظيم، أي تنظيم، قد بلغ ضفاف الأزمة، والتي غالباً ما تأخذ أشكالاً مختلفة، منها على سبيل الحصر: حالة الشلل التي تصيب التنظيم نظراً لغرقه في مشكلاته الداخلي ... ومنها حالة النزف في الكوادر والقيادات التي تشعر أنها مهمّشة أو في موقع “الأقلية” المُحبطة ... وصولاً إلى الانشقاقات العامودية والأفقية التي يتسع حجمها ويضيق، وما ينطبق على الإخوان، انطبق على مختلف الأحزاب والتيارات السياسية والفكرية الأردنية والعربية.
خلال السنوات الفائتة، خَبِرت الجماعة مختلف الأشكال والمظاهر سابقة الذكر، في تشخيص الأزمة ... “نزفت” العديد من قيادات الصف الأول، وتعرضت لانشقاقات سابقة، وهي تمر اليوم بحالة تنذر بانشقاقات لاحقة، وليست “مبادرة زمزم” أو حركة “التيار الإصلاحي” المهدد بقرارات الفصل الجماعية، سوى بعض مظاهر هذه الأزمة، التي تنعكس من دون شك، على قدرة الجماعة على الحركة والحشد والتأثير والاضطلاع بدورها في الشأن العام.
أما في الحديث عن الأسباب والعوامل التي تظافرت في تشكيل أزمة الجماعة، فيمكن التوقف عند بعضٍ من أهمها، ولا أقول جميعها ... منها أن الجماعة تواجه “أزمة هوية”، فلا يكفي القول بأنها جماعة إسلامية، حتى تنجح في حسم مسألة “الهوية”، فالحركات الإسلامية بعمومها تواجه ثنائية “الوطني/ القومي” و”الأممي / العالمي”، وفي الحالة الأردنية الخاصة، تبدو أزمة الهوية أكثر تعقيداً، فليس صدفة على الإطلاق، أن يكون معظم إن لم نقل جميع، المتسربين من الجماعة والمنشقين عليها، والمطاردين بقراراتها، سابقاً ولاحقاً، من “لون منابتي” واحد، لكأن الجماعة التي نجحت في اختبار “الوحدة الوطنية”، تبدو اليوم على شفا الوقوع ضحيةًللانقسام.
إن أزمة الهوية التي تضرب في الجماعة، ليست أمراً ترفياً، ولا خلافاً حول “جنس الملائكة”، بل هي التوطئة الضرورية لحسم خيارات الجماعة وبرنامجها وأولوياتها وأساليب عملها، وهذا كان على الدوام، محركاً رئيساً من محركات الخلاف الداخلي بين الجماعة وكثيرين من الخارجين منها أوعليها.
والجماعة، قصّرت في تطوير خطابها الفكري – السياسي .... فهي أخفقت وتخفق في فصل الدعوي عن السياسي، بخلاف التجارب الناجحة في تركيا والمغرب وتونس ... وهي ما زالت تتشبث بثنائية الحزب والجماعة دون أن ترسم بدقة التخوم الفاصلة بينهما تنظيمياً ووظيفياً ... والجماعة ما زالت في خطابها السياسي والفكري، تقف على مسافة من ظاهرة “الإسلام المدني – الديمقراطي” التي انتعشت في تركيا زمن صعود العدالة والتنمية، وأعطت أكلها في تونس والمغرب عشية الربيع العربي وفي سياقاته، وكانت سبباً في نجح التجربة هناك، وإخفاقها في مصر والمشرق العربي.
ومسألة “الخطاب الإسلامي المدني – الديمقراطي”، ليست بدورها ترفاً فكرياً كذلك، يمكن الترفع عنه أو وضعه بعيداً على الأرفف العالية ... إنها مسألة جوهرية تكاد تقترب من أن تكون مسألة حياة أو موت بالنسبة لكل الأحزاب والتيارات، وبالأخص الدينية منها... إذ من دون تبني قيم الديمقراطية وتأصيلها وتجذيرها وإشاعتها، من دون إعادة تقديم منظومة حقوق الإنسان بمرجعية إسلامية منفتحة على المنجز الإنساني المعاصر، من دون “نظرية في الحكم”، تتطابق مع العصر والحداثة، من دون موقف غير متلعثم من الحركات الإرهابية، يصعب على الجماعة كسب المؤيدين من خارج “مدرستها” ... والأهم، أنه سيصبح متعذراً عليها الاحتفاظ بوحدتها الداخلية، وإقناع الاتجاهات الشبابية والأكثر انفتاحاً من بين صفوفها، وهذا ما يفسر حالة التراشق بالاتهامات والدفوعات التي تعيشها الحركة في العلن، والأهم داخل الغرف المغلقة.
لا ندري كيف ستجتاز الجماعة هذا “القطوع”، وكيف ستخرج من آخر أزماتها، بل وربما أخطر أزمة تتعرض لها ... لكننا واثقين من أنها ستظل باقية كلاعب رئيس على الساحة، أما السؤال عمّا إذا كانت “ستتمدد” أم لا، فهو في علم الغيب.
من منظورنا نحن، الذين نزعم بأننا جزء من جبهة الإصلاح السياسي والتحول الديمقراطي في البلاد، نتمنى أن تخرج الجماعة من هذه “المعمعة” موحدة ... ففي ذلك جملة من المصالح والمنافع، منها إن حفظ وحدة الجماعة من شأنه الإسهام في تعزيز الوحدة الوطنية، فالجماعة كما قلنا، من بين مؤسسات قليلة، غير حكومية، تشكل في مبناها تجسيداً للوحدة الوطنية ... أما من منظور الإصلاح السياسي والتحول الديمقراطي، وبالقياس على تجارب سابقة، فإن الخارجين منها أو عليها، لم يكتب لهم عادة “البقاء والتمدد”، ولم ينجحوا في خلق “معادل موضوعي” لها ... ومن منظور الأمن والاستقرار، فإن خروج التيارات والرموز الإصلاحية من الجماعة، من شأنه تغذية اتجاهات التشدد والتطرف في أوساط من يتبقى فيها وهذا آخر ما نحتاجه، خصوصاً في هذه المرحلة الصعبة بالذات.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العام والخاص في أزمة الجماعة العام والخاص في أزمة الجماعة



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday