«داعش» و «التهدئة» يجسران ما بين مصر وحماس
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

«داعش» و «التهدئة» يجسران ما بين مصر وحماس

 فلسطين اليوم -

«داعش» و «التهدئة» يجسران ما بين مصر وحماس

عريب الرنتاوي

هل قررت مصر فصل ملف حماس عن ملف الإخوان المسلمين المصريين؟ ... هل تغلبت حسابات السياسة الخارجية والدور الإقليمي لمصر، على حسابات الأمن والسياسة الداخلية المصرية؟ ... أسئلة وتساؤلات، تقفز إلى الأذهان في ضوء ما نرى من مؤشرات وإرهاصات، تؤذن بدنو فرص طي صفحة في العلاقات الثنائية المأزومة بين الجانبين، وفتح صفحة جديدة. لم يكن قرار المحكمة المصرية بتجريم حماس كمنظمة إرهابية قراراً قضائياً محضاً، ولم تكن تبرئتها من التهمة إياها، قراراً قضائياً كذلك، في الحالتين كانت حسابات السياسة ومقتضيات الأمن، حاضرة بقوة في مداولات المحكمة وأحكامها الختامية ... على أن القرار الأخير، يؤذن بميلاد فرصة لاستعادة قنوات الاتصال و»تطبيع» العلاقات، وإن في إطار الحد الأدنى ... ولطالما انتقدنا سياسة القطع والقطيعة بين الجانبين، ولطالما حملنا الطرفين المسؤولين عن المآلات الصعبة التي انتهت إليها علاقاتهما الثنائية ... حماس، بانحيازها الفج والسافر لصالح فريق من المصريين ضد آخر، والقاهرة لزجها بملف حماس بملفات الإخوان الثقيلة، وهي العملية التي كانت أشبه بإطلاق النار على القدمين، وإلحاق إعاقة بقدرة الدبلوماسية على التحرك على محوري «التهدئة» مع إسرائيل و»المصالحة» بين الفلسطينيين. أدركت مصر هذا الأمر بعد حين، وأدركت حماس أن كلفة التورط في نزاعات وانحيازات داخلية في دولة بحجم مصر، مكلفة للغاية ... تراجع الفريقان خطوة للوراء عن حافة الهاوية، فصار ممكنا تبادل الاتصالات واللقاءات، بل وصار ممكناً فتح معبر رفح لفترة أطول، لأول مرة منذ عامين، كما صار إدخال مواد البناء عبر معبر رفح، أمراً ممكناً كذلك. القطاع كما قلنا قبل يومين، يتلقى هذه الأيام فيضاً غير منقطع التدفق من مبادرات الهدنة والتهدئة، التنمية مقابل الأمن ... مصر ليس بمقدورها أن تقف على السور الخارجي لمراقبة المشهد ... مصر معنية بكل تفاصيل هذه الاتفاقات، بل وقد تجد نفسها طرفاً في بعضها، طالما أنها المخرج (غير الإسرائيلي) الوحيد للقطاع وحماس إلى العالم ... وإن لم تجد مصر طريقها للحديث مع سلطة الأمر الواقع في غزة، فمع من ستتحدث إذاً؟ ...  ثم أن مصر، تعرف أن رام الله ليست لها دالّة على غزة، وأن رئيس حكومة الوفاق، يحتاج إلى إذن حماس المسبق، لكي «يزور» مكتبه في القطاع، كما أن مصر تدرك أن البعض في رام الله، لن يكون فرحاً بتفكيك الحصار وفك الإغلاقات عن حماس تحديداً وإن دفع القطاع ثمن ذلك، ما لم تمر العملية برمتها من خرم إبرته ... وبقليل من البراغماتية، أدركت القاهرة، أن الصلة مع حماس، أمر لا مناص منه. حماس في المقابل، ربما تكون قد بلغت «سن اليأس» من إمكانية عودة مرسي والإخوان لسدة الحكم في قاهرة المُعز ... هي ترقب بلا شك، الانفراجات الدولية المتزايدة في علاقات مصر الدولية، وترى النظام يكرس سلطته وسطوته يوماً إثر آخر، وتتبلور لديها القناعة بصورة أكبر، يوماً إثر آخر، بضرورة النزول عن شجرة الإخوان، وبقليل من البراغماتية، أرسلت ما يكفي من الرسائل إلى القاهرة، لبث الطمأنينة وإبداء الاستعداد لمزيد من التعاون والتنسيق، والأهم، الانسحاب نهائياً من لعبة الصراعات المصرية الداخلية. الدكتور موسى أبو مرزوق، الذي يتولى ملف العلاقة مع مصر، وملف الاتصالات بشأن «التهدئة المستدامة»، يأتي ويروح على خط القاهرة – الدوحة – غزة، مثل هذا التطور، ليس ممكناً من دون ضوء أخضر مصري، بل ومن دون تنسيق ورضا وتشاور مع القاهرة ... آخر ما تريده القاهرة، وآخر ما تريده حماس، هو اندلاع حرب إسرائيلية جديدة على قطاع غزة، تلك مصلحة مشتركة، تؤسس لاستئناف العلاقات ... وليس صدفة إطلاقاً أن تتزامن عودة السفير إلى تل أبيب مع عودة الحديث عن اتصالات إسرائيلية – حمساوية غير مباشرة، يقودها كل من أبو مزوق ويوآفمردخاي، بوساطة السفير القطري محمد العمادي والمبعوث الشخصي للأمين العام نيكولاي ملادينوف، من دون أن ننسى الدور غير المباشر لوزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير. ثم، أن مصر، شأنها في ذلك شأن إسرائيل، ترقب عن كثب ارتفاع منسوب التوتر والتصعيد في علاقات حماس مع الجماعات الجهادية (الداعشية) في القطاع، وترى أن لها مصلحة مشتركة مع حماس، في قمع واستئصال هذه الجماعات، وتقطيع شرايين التعاون بينها وبين نظيراتها في سيناء ... مصر تتطلع لدور أكبر لحماس في التصدي للتهديد الإرهابي المشترك، وحماس تريد أن تحصر هذا الدور في حدود القطاع، وهذا بحد ذاته، يوفر مساحة أوسع للتقارب، ويعجل في طي صفحة التنابذ والتفارق. ليس مستبعداً أن نشهد تطوراً متصاعداً (وليس قفزات) في العلاقات الثنائية بين الجانبين ... وليس مستبعداً أن ينعكس ذلك، وإن بعد حين، على علاقات مصر بالإخوان، لكن ذلك ليس أمراً حتمياً، فسنوات «شهر العسل» في علاقات حماس بالنظام السوري، كانت سنوات سوداء على الإخوان المسلمين في سوريا ... لكنها نافذة فرص، يمكن استغلالها في السجال الدائر في القاهرة، حول خيارات مصر للخروج من نفق استعصاء المصالحة والتحول الديمقراطي المظلم. وأخيراً، ليست أخبار التقارب المصري – الحمساوي من نوع الأخبار السارة التي تهبط على رام الله ... فقد انعقد الرهان هناك، على توظيف مأزق حماس في القطاع، وعزلتها المشددة بين جدرانه المتقاربة، من أجل صياغة شروط مصالحة مواتية للسلطة وفتح والمنظمة ... هنا تشخص الأنظار من جديد لمصر، هل ستكتفي القاهرة بالتعامل مع كل طرف من طرفي الانقسام على حدة، وبوصفه أمراً واقعاً بذاته، أم أنها ستستغل ثقلها ومكانتها، لاستعادة جهود المصالحة واستعادة الحوار ومساعدة الفلسطينيين على استرداد وحدتهم الوطنية المفقودة؟ لن يطول انتظارنا قبل أن يتصاعد الدخان الأبيض من أكثر من مدخنة في المنطقة. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«داعش» و «التهدئة» يجسران ما بين مصر وحماس «داعش» و «التهدئة» يجسران ما بين مصر وحماس



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday