«الخــط المـصــري» في المعارضة السورية
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

«الخــط المـصــري» في المعارضة السورية

 فلسطين اليوم -

«الخــط المـصــري» في المعارضة السورية

عريب الرنتاوي

لم ينجح مؤتمر المعارضة الوطنية السورية الذي أنهى أعماله مؤخراً في القاهرة، في تفادي “لعبة المحاور والمعسكرات المتقابلة” في الإقليم ... بدا واضحاً أن استثناء جماعة الإخوان المسلمين السوريين، إنما جاء استجابة لرغبة مصرية بالأساس، وفي محاولة لتحجيم “الأذرع” التركية والقطرية المتغلغلة في ائتلاف إسطنبول ومجلسه الوطني على نحو خاص. المؤتمر ضم “أفضل” من نعرف من رموز المعارضة السورية وكياناتها، غالبية الحضور يصنفون من دون كبير عناء بأنهم من السوريين المستقلين وأصحاب الأجندات الوطنية ... المؤتمر، وربما أيضاً بتأثير من الدولة المضيفة، حاول جهده إشراك رموز من المعارضة محسوبة على الخط السعودي، فالقاهرة تحاول النأي بالمعارضة السورية عن الدوحة وأنقرة، ولكنها لا تفعل ذلك حين يتعلق بحليفتها السعودية، المانح الأكبر للاقتصاد المصري المريض، والداعم الرئيس للنظام . المؤتمر خرج بنتائج إيجابية في الغالب، تحدث عن الحل السياسي بوصفه الطريق الوحيد للخروج من الاستعصاء السوري، رسم خريطة طريق لذلك، تبدأ بمجلس حكم انتقالي بصلاحيات كاملة، وحكومة مؤقتة ومجلس عسكري انتقالي لإعادة بناء وتأهيل المؤسسات الأمنية والعسكرية ... وعرض فكرة الحوار والتفاوض مع النظام، وهي فكرة جريئة، تحاول المعارضات السورية تفادي الحديث عنها علناً، خشية سقوطها في “بازار” المزايدات المناقصات الذي اشتهرت به. مصير الأسد، كانت نقطة خلافية في المؤتمر، التيار السعودي في المعارضة تحديداً، كان ذا صوت مرتفع بالمطالبة برحيل الأسد كمدخل وشرط مسبق لبدء عملية الانتقال السياسي بسوريا، معظم المشاركين، يشاطرون هذا التيار الرأي والمطلب، ولكن من دون جعله شرطاً مسبقاً للتفاوض، بل موضوعاً على مائدة البحث، وهدف تتوج به المفاوضات والحوارات مع النظام، وفي سياق خريطة طريق، ذات مدى زمني معقول نسبياً... المؤتمر في مبناه ومضمونه، جاء أقرب إلى الرؤية المصرية للأزمة السورية، ويمكن وصفه معظم المشاركين فيه، ومن دون إساءة لأحد، بأنهم يمثلون “الخط المصري” في المعارضة السورية. نقطة ضعف المؤتمر والمؤتمرون، أنه تعامل مع الإخوان المسلمين في سوريا، بوصفهم شراً مستطيراً ... حتى أنه قبل التفاوض مع النظام ولم يقبل الحوار مع الإخوان ... هذا لغم كبير، قد ينفجر في أية لحظة، وربما ينسف مساعي بناء توافقات وطنية عريضة، سواء بين قوى المعارضة المختلفة من جهة، أو بينها وبين قوى النظام من جهة ثانية ... ما كان للمؤتمرين في القاهرة، أن يرضخوا للحسابات المصرية، فالقاهرة في عهد السيسي، باتت محكومة بعقدة إخوانية حتى في سياساتها الخارجية، وهذا أمر لا يليق بمصر، ولا يخدم مصالحها في نهاية المطاف. الإصرار على إقصاء الإخوان المسلمين السوريين، يشبه إلى حد ما، الحديث عن “مصالحة وطنية فلسطينية” من دون حماس ... صحيح أنهم في سوريا لا يلعبون الدور الذي تضطلع به حماس في فلسطين، ولكن من يريد أن يواجه داعش والنصرة والإرهاب، وأن يبني سوريا التعددية، وأن يشق طريقاً توافقياً للانتقال السياسي، عليه ألا يكون إقصائياً، وألا يرضخ لحسابات من هذا النوع. انعقاد مؤتمر المعارضة الثاني في القاهرة، وبمشاركة عدد أكبر من القوى والشخصيات، وباحتضان مصري كثيف، وبمشاركة معارضين محسوبين على الرياض، يطرح أسئلة عديدة من نوع: ما الذي تبقى لمؤتمر الرياض المزمع عقده برعاية سعودية؟ ... هل سيكمل ما بدأه مؤتمر القاهرة، أم يعمل في حال انعقاده على تفريغ مقررات القاهرة من مضمونها ويضع المؤتمرين في سكة تصعيد سياسية وعسكرية تنسجم مع “النزعة الهجومية” التي تلوّن السياسة الخارجية السعودية مؤخراً؟ ... ما مصير “موسكو 3”، وهل ثمة من تنسيق من أي نوع بين القاهرة وحليفتها موسكو حول هذا الأمر، أم أن كل فريق يعمل بمفرده وربما في مواجهة الفريق الآخر؟ ... هل يمهد القاهرة لتوسيع مؤتمر موسكو وتعظيم المشاركة في أعماله، سيما وأن المؤتمرتين في العاصمة المصرية، قالوها علناً، بأنهم يريدون التفاوض مع النظام، فما المانع والحالة كهذه، من التحاقهم بـ “موسكو 3”؟ تقول القاهرة، ويقول المؤتمرون السوريون فيها، بأن مؤتمرهم لا يؤسس لحركة أو كيان بديلاً للائتلاف الوطني أو موازياً له، بدلالة أن عدداً من عناصر الائتلاف القيادية شاركت فيه بصفتها الشخصية، لكن هل يعقل أن تنتهي كل هذه الجهود وكل هذه التوافقات، بمجرد انتهاء الاجتماعات وعودة المشاركين إلى العواصم التي توافدوا منها؟ ... كيف سيتصرف أعضاء الائتلاف الذين شاركوا في مؤتمر القاهرة حيال القضايا الخلافية بين طروحات الائتلاف الأعلى سقفاً وطروحات المؤتمر الأكثر تواضعاً؟ وأخيراً، ما الذي ستكون عليه مواقف النظام من نتائج مؤتمر القاهرة؟ ... هل يعتبرها مدخلاً لحوار وطني سوري عريض، حتى وإن كانت لديه تحفظات على بعض مضامينها أو حتى رفضاً لكثير منها، أم أنه سيختار التنديد بما حصل باعتباره جهداً غير منسق مع دمشق، ولا يستحق النقاش والتعليق ولا يساوي الحبر الذي كتب فيه؟ لو كنت في موقع الناصح للنظام في دمشق، لطلبت إلى الوزير وليد المعلم أن يبادر للاتصال بنظيريه المصري والروسي، طالباً إليهما تنسيق مائدة حوار مفتوح، ومن دون شروط مسبقة مع كل من حضر إلى القاهرة وشارك في مؤتمرها، وساعتئذ لتطرح كافة المواضيع على بساط البحث، بما فيها مصير الأسد وشروط الانتقال السياسي والمرحلة الانتقالية وغيرها، وأن يطلب إليهما تنسيق جهد إقليمي مشترك، تنخرط فيه إيران والسعودية كذلك، والدول الخمس دائمة العضوية، من أجل رعاية هذا الحوار وضمان نتائجه وتوفير شبكة أمان للمتحاورين ... لا مكان للغطرسة والإملاءات والاستعلاء من أي فريق من الأفرقاء السوريين، فالوقت من دم وخراب، ولا منتصر في هذه الحرب العبثية المدمرة... فالمنتصر فيها، مهزوم، مهزوم، مهزوم. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الخــط المـصــري» في المعارضة السورية «الخــط المـصــري» في المعارضة السورية



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday