السعودية الجديدة في الخطاب والممارسة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

السعودية الجديدة في الخطاب والممارسة

 فلسطين اليوم -

السعودية الجديدة في الخطاب والممارسة

أسامة الرنتيسي
أسامة الرنتيسي

خلال العام الحالي الذي يلفظ انفاسه بسرعة البرق، تغيرت السعودية كثيرا، ووضعت كل الملفات الساخنة في حضنها، بمشاركة مباشرة من قيادتها، وخطاب جديد لم نعتد عليه، فليس هذا هو الخطاب السعودي المعتاد عليه عربيا ودوليا، المتسم بالهدوء والمرونة.

ما نسمعه ونتابعه وندقق فيه هذه الايام خطاب مختلف لم نكن نسمعه من قبل.

في كل الملفات الساخنة اصبح الموقف السعودي واضحا ومبادرا، فعندما يقف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في ختام القمة الخليجية 36 في الرياض ويقول بوضوح "ان بشار الاسد أمام خيارين إما الرحيل عبر المفاوضات أو عبر القتال بالحل العسكري"، فهو بذلك يكمل ما قاله سلفه السابق وزير الخارجية السعودي المرحوم سعود الفيصل (الاقدم في الدبلوماسية على مستوى العالم)، عندما رد في آذار (مارس) الماضي على رسالة الرئيس الروسي بوتين للقمة العربية في شرم الشيخ، أن روسيا سلحت النظام السوري الذي يفتك بشعبه، وهذا النظام فقد شرعيته، وروسيا تتحمل مسؤولية كبيرة في مصاب الشعب السوري، وأن روسيا تقترح حلولا سلمية وهي مستمرة بتسليح النظام السوري.

الفيصل ذاته، وفي تصريح اعنف؛ حيث كان في حضرة مجلس الشورى السعودي (التمثيل الشعبي في السعودية) عندما قال: إن مليشيا الحوثي والرئيس السابق (علي عبد الله صالح) بدعم إيران التي أبت إلا أن تعبث باليمن وتعيد خلط الأوراق، وان المملكة ليست من دعاة الحرب، ولكن إذا قرعت طبولها فنحن جاهزون لها.

هذا التغيير في الخطاب والنهج السعودي، لم يأت من فراغ، بل جاء استشعارا بحجم الازمات في الاقليم، وفي الداخل السعودي، حتى نُقل عن مسؤولين سعوديين ان هذه المخاوف وضعت امام الرئيس الاميركي باراك اوباما عندما زار الرياض معزيا في الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز.

لنتذكر انه منذ لحظة وفاة الملك عبدالله انشغل العالم بالطريقة السلسة التي تمت فيها ترتيبات انتقال العرش الملكي، برغم ان التحليلات السياسية كلها، وبالذات الغربية، وضعت المملكة العربية السعودية في فوهة البركان المقبل، الذي يعاد ترسيم العالم العربي من خلاله، وأداته الرئيسية عصابة داعش الاجرامية.

السعودية الجديدة تختلف عن السعودية القائمة منذ سنوات، والتي كانت لها بصمات واضحة في معظم ملفات المنطقة، والتطورات التي اصابت العالم العربي بعد سنوات الربيع العربي، التي اختلطت فيها السياسات التكتيكية مع السياسات الاستراتيجية، وباتت الامور في حالة ضبابية، لا يمكن للمرء ان يحسم اتجاهات المستقبل نحوها.

ملفات المنطقة المشتعلة في وجه القيادة السعودية، خاصة في الازمات التي تحيط بالمملكة من خواصرها الرخوة، فاليمن وصل الى حالة ان وقع في قبضة الحوثيين، والعراق جزء من اراضيه تحت سيطرة تنظيم داعش، والوضع في سورية بعيد عن الحلول السياسية، مع ازدياد جرائم داعش والتنظيمات الارهابية الأخرى في المناطق الخاضعة لها، والنظام لا يزال يعتمد على البراميل المتفجرة وطائرات السوخوي الروسية، والوضع في لبنان قد ينفجر في اية لحظة اذا زادت الضغوطات على حزب الله اكثر وبقي التعطيل يواجه معطلة الرئاسة، والبحرين تعاني من اوضاع داخلية صعبة لا يمكن للسعودية ان تبقى متفرجة حيالها، والكويتيون متخوفون من تنفيسات ارهابية تقع على ارضهم نتيجة تأزم المنطقة، والحرب المشتعلة في اليمن.

السعودية الجديدة، كشفت عن سياستها الخارجية بسرعة، لان الملفات الخارجية لا تتمتع بمرونة الوقت، وكانت القراءات تشير الى ان السياسة السعودية قد تجد طرقا جديدة بعد الاتفاق الاميركي الايراني، وأن انجع السبل ان تعيد السعودية النظر في علاقتها مع ايران على اعتبار انها مفتاح رئيسي ومحوري في ملفات ساخنة وضاغطة في اليمن والعراق ولبنان وسورية والبحرين؟، وعلى ما يبدو ان هذا لم ولن يحدث بعد ان توجهت السعودية الى الباكستان حليفا استراتيجيا في مواجهة ايران.

التغيير الاكبر أصاب الحالة السعودية الداخلية، فلم نسمع يوما ما نسمعه ونراه في فترة حكم الملك سلمان بن عبد العزيز، حيث اصبح اعفاء الوزراء واقالتهم بقرارات ملكية، والتغييرات في بنية مجلس الشورى سمة بارزة في العهد الجديد، وهذا الامر يسجل له لا عليه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية الجديدة في الخطاب والممارسة السعودية الجديدة في الخطاب والممارسة



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday