محو الأمية
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

محو الأمية

 فلسطين اليوم -

محو الأمية

بقلم: أسامة غريب

في عالمنا العربى هيئات ومؤسسات عديدة، الهدف المعلن من وجودها هو العمل على تعليم الكبار مبادئ القراءة والكتابة والحساب من أجل محو أميتهم. وفى مصر لدينا هيئة لتعليم الكبار ومحو أميتهم نشأت منذ سنوات طويلة، وفى الحقيقة لا أدرى كم سنة نحتاج حتى نتمكن من تعليم الكبار القراءة والكتابة.. لقد حصلنا على أكثر من ستين سنة فلم تكن كافية، أفلا يصح- والحال هكذا- أن نغلق هذه الهيئات الشكلية ونوفر الأموال المهدرة على فنكوش لا يؤتى ثماره أبداً؟! لقد كان لى حظ أن أرى بعينىّ امتحانا تم عقده في إحدى المؤسسات لأبناء المؤسسة الذين يُفترض أنهم أكملوا الكورس وصاروا مؤهلين لأداء الامتحان الذي يحصلون بموجبه على شهادة محو الأمية، فماذا رأيت في هذا الامتحان يا تُرى؟ شاهدت هذه المؤسسة تكلف بعض أبنائها من المتعلمين بأداء الامتحان بدلاً من الأميين، حتى تكون النتائج التي سيتم رفعها لسعادة وكيل الوزارة ولمعالى الوزير مبهرة!.. يعنى الموضوع أونطة في أونطة، ولا أحد جاد أو لديه الرغبة في تعليم من فاتهم القطار.. وربما كانت المحاولة الحقيقية التي شهدناها هي تلك التي قام بها الأستاذ عبدالمجيد قمحاوى وزميلته الأستاذة عايدة شكرى حين أخذا على عاتقيهما ولسنوات تقديم برنامج إذاعى اسمه «يا أهل بلدى»، كان يعلّم الأميين من المستمعين بأسلوب عبقرى غير مسبوق.. ومن المؤسف أن الأستاذ قمحاوى قد رحل عن عالمنا دون أن يفكر أحد في تكريمه أو تقييم تجربته.

ومع كل ذلك فإننى، ولأصدقكم القول، أصبحت غير متحمس لفكرة تعليم القراءة والكتابة لمن يجهلونها، وذلك بسبب إحساسى أن المنتَج الذي سيخرج بعد العملية سيكون منتجاً رديئاً، في ظل حالة الجهل التي اكتسحت المجتمع وجعلت خريج الجامعة بالكاد يعرف القراءة والكتابة! وفى ظنى أن خريج محو الأمية قد لا يزيد مستواه على مستوى خريج دبلوم تجارة ممن يعملون في العادة بعد التخرج سائقى «توك توك»، ولا يكادون يعرفون شكل الحروف العربية!.. فما الفائدة إذن من فصول محو الأمية؟ بل إننى كثيراً ما أشتط في التفكير وأتصور أن خريج محو الأمية هذا قد يتجاوز ظنى ويرتفع بتفكيره وحسه النقدى بعد إتمام دورة محو الأمية فيصير في مستوى مقدمى برامج التوك شو الليلية.. فهل يا تُرى هذه النتيجة البائسة هي ما نتطلع إليه؟ أن يكون وعى هؤلاء الفلاحين البسطاء قد انحرف وأصبح في مستوى الإنسان البليد الذي يرى أن الأرض المصرية ليست مصرية، وقد يتطوع لمحاربة أي مصرى يمتلك وثائق تثبت أن تيران وصنافير ملك مصر؟!.. أعتقد أنه من الخير أن نترك الفلاح المصرى على حاله دون تعليم، لأن التعليم في العادة يكون على يد موظفى الوحدة المحلية الذين يعشقون حسنى مبارك ويرونه سيد الثقليْن والكونَيْن من عُربٍ ومن عجمِ، بينما لو تركنا الفلاح على حاله دون تعليم فإنه سيظل ذلك العزيز الذي يموت دون أرضه، والذى لا يتردد في أن يحتوى ويأوى عبدالله النديم وأحمد فؤاد نجم، بينما السلطة التي تقيم برامج محو الأمية تبحث عنهما!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محو الأمية محو الأمية



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday