إسماعيل يس والوحوش
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

إسماعيل يس.. والوحوش

 فلسطين اليوم -

إسماعيل يس والوحوش

بقلم : أسامة غريب

قرأت وسمعت حكايات كثيرة عن الفنان إسماعيل يس.. عن بداياته والأيام الصعبة التي عاشها بعد أن أتى من السويس للقاهرة بحثاً عن فرصة في دنيا الفن، وعن أيام تألقه ومجده بعد أن صارت عناوين الأفلام تتسمى باسمه، وكذلك عن آلامه وانكساره في سنواته الأخيرة بعد أن أدارت له الدنيا ظهرها وشحّ الطلب عليه، فعاد إلى شارع الهرم يقدم نفس النكت والمونولوجات التي بدأ بها حياته الفنية قبل ثلاثين عاماً.

لكن على كثرة الحكايات عنه، فإن واحدة من هذه الحكايات وردت في كتاب أنيس منصور «الكبار أيضاً يضحكون» كانت لافتة بالنسبة لى أكثر من غيرها. تقول الحكاية إن الرئيس اليمنى عبدالله السلال كان يرقد بمستشفى المواساة بالإسكندرية يعالج من مرض ألّم به، وكان صديقه عبدالناصر يرسل إليه إسماعيل يس يومياً ليضحكه ويسليه!. يقول أنيس منصور: «سمعت من صديقى إسماعيل يس أنه كان يمر بتجربة قاسية جداً، فقد كان بعد أن يفرغ من العمل المسرحى في القاهرة تنتظره سيارة لكى تنقله إلى مستشفى المواساة حيث يرقد رئيس اليمن.. ولا يهم السلال ما إذا كان إسماعيل يس قد نام في الطريق أو لم ينم.. المهم أن يجيء إليه وأن يجلس إلى جواره ويحكى له بعض النكات..

 وكان إسماعيل يحكى ويؤلف النكات والقفشات، وكان العذاب هو أن يحكى النكتة الواحدة أكثر من مرة، إلا أن السلال كان يصر على أن يسمع ذات النكتة كل ليلة.. وعندما زهق إسماعيل يس واقترح أن يسجل له النكتة على شريط كاسيت، رفض الرئيس اليمنى على أساس أن يس عندما يحكى النكتة فإنه يتحرك.. كل شيء فيه يتحرك، دماغه وفمه ويداه.. وأهم من كل ذلك كرشه». 

تحمل هذه الرواية دلالة واضحة على العذاب الذي كان يلقاه كوميديان العرب الأول وهو يخضع لقرار رئاسى بوجوب السفر يومياً من أجل تسلية أحد الأشخاص وإدخال السرور إلى قلبه. لم يراعِ مَن كلف الفنان العظيم بذلك أن إسماعيل يس إنسان له مشاعر ولديه جسد يتعب ويحتاج إلى الراحة، وأن مشواراً يومياً كهذا يضنيه ويشق عليه.. 

لم يراع أنه ليس أراجوزاً يعمل في بلاط الخليفة، لكنه فنان له قيمة تعلو بمراحل على قيمة السلال وغيره من الحكام.. ولقد ذهب السلال وذهب إسماعيل يس، ولكن مَن منهما الذي بقى وحفظ التاريخ ذكره في صفحات مضيئة مبهجة؟. يدهشنى أيضاً أن الرئيس اليمنى المريض لم يكن يخجل من منظر رجل يأتى به الحرس كل يوم منهكاً ومستاءً من أجل إضحاكه..

 لم يفرق معه هذا.. المهم أن ينبسط ويتسلى، فأى نوع من البشر أوقع الحظ العاثر فناننا الجميل بين أيديهم حتى يتداولوه ويجودوا به على أصدقائهم وكأنه بعض المتاع ورثوه عن اللى خلفوهم؟. ليس جديداً القول إن السلطة التي استخدمت إسماعيل يس واعتصرته بوقاحة لم تمد يدها لمساعدته وهو يكاد يتسول العمل في أواخر أيامه، إنما اكتفت بالفرجة عليه وكأن مشاهد نهايته كانت جزءاً مما يسلى الحكام غلاظ القلوب.. ولعل منتِجاً يلتقط هذه الحكاية ليعمل منها فيلماً يكون عنوانه: إسماعيل يس.. والوحوش!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسماعيل يس والوحوش إسماعيل يس والوحوش



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين

GMT 10:57 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

هازارد يؤكّد أن هيغواين سيكون إضافة قوية لـ"تشيلسي"

GMT 05:16 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تعين الروبوت "تقني" موظفًا في وزارة التعليم

GMT 18:34 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجيب ساويرس يوجّه رسالة إلى الفنانة هيفاء وهبي

GMT 01:45 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

مئير بن شبات يبحث ملف "الجنوب السوري" في موسكو
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday