ثمن فادح للأسف
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

ثمن فادح للأسف

 فلسطين اليوم -

ثمن فادح للأسف

بقلم : أسامة غريب

جلست مع أحد الأصدقاء على قهوة مجاورة لبيته فى إمبابة للتحدث فى شأن أدبى. على مقربة منا جلس مجموعة من الرجال كبار السن يلعبون طاولة وكان من بينهم شخص على كرسى متحرك. همس لى صديقى بأن هذا الرجل هو بطل القصة التى نشرتها الصحف منذ سنوات عن المدرس الذى حاول منع التلامذة من الغش فضربوه حتى أوشك على الموت ثم خرج من المستشفى مقعدًا. نظرت إلى الرجل فأبصرت وجهًا مصريًا حزينًا.

ليت صديقى لم يخبرنى بشأنه. لم أعد قادرًا على الاستمرار فى الجلسة فاستأذنت منصرفًا بعد أن تعكر مزاجى، ومشيت فى الشارع والتساؤلات الحائرة تعصف بى. لماذا فعل هذا بنفسه وبأسرته ولم يترك التلاميذ يغشون كما يفعل غيره؟ لماذا وضع نفسه تحت رحمة البلطجية الصغار وغامر بالاصطدام بهذه النوعية الشرسة وحاول أن يقوم بواجبه فى مهمة يغلب عليها العبث؟ لماذا وهو بالتأكيد يدرك مثلنا أن العملية التعليمية كلها عبارة عن فيلم هندى؟ صرت أكلم نفسى فى الشارع بصوت مرتفع.. قلت: بما أنه معلم قديم فهو يعى أن التلامذة لم يتعلموا شيئًا ولن يتعلموا لآخر سنوات دراستهم، وهو بالضرورة يفهم أن الغش من الزملاء أو حتى فتح التلامذة للكتب لن يضيف جديدًا لأن معظمهم لا يعرف القراءة والكتابة!.

ولماذا نذهب بعيدًا.. إن هذا الأستاذ كغيره على علم تام بأن منع الغش لا جدوى منه لأن التعليمات تقضى بإنجاح معظم الطلبة لكى يفسحوا الطريق لغيرهم حتى لو تركوا أوراق الإجابة بيضاء!. هو يعلم كذلك أن هذه المدارس لن يخرج منها شاعر أو أديب أو عالم أو فيلسوف.. لقد فات الزمن الذى كانت فيه مدارس الحكومة تقوم بهذا الدور، لكن مدارس كهذه صارت تُخرج فيضًا من سائقى التوك توك والسٌيّاس ومناديى السيارات!. هو يعرف هذا كله، وربما يكون قد قرأ عن ترتيب مصر فيما يخص نوعية التعليم وجودته ونظم التدريب والمستوى الذى يحصل عليه التلاميذ من الخدمة والرعاية والاهتمام.. لقد حصلت مصر بجهدها الذاتى على المركز قبل الأخير.

لماذا إذن ما دام يعرف هذا كله حاول منع الأولاد من الغش؟ فى ظنى أنه فعل ذلك لأنه ببساطة رجل شريف. هو واحد من البسطاء الذين يحمون هذا الوطن ويمنعونه من الانهيار التام، ولعله من هؤلاء الذين يحولون بين الوطن وبين الوصول إلى مرحلة التعفن الرمى، حتى لو لم يكن يعى هذا أو يدركه!.. لقد فعل هذا لأنهم ندبوه إلى هذه المدرسة وكلفوه بأن يمنع الغش فلم يشأ أن يحصل على أجر لأداء عمل ثم يقوم بعكسه!.. صحيح أن الأجر هو ملاليم لكن ماله ولهذا.. إن شرف المرء لا علاقة له بكم يقبض. هو يعلم أن هناك من يقبضون الملايين ثم يقومون بعكس واجبهم فيلحقون بأهلهم أفدح الأضرار، لكنه ليس من هذا النوع. فى ظنى أنه لم يحاول أن يكون بطلًا، لكنه فيما يبدو حسم أمره وقرر أن يكون إنسانًا.. ولهذا ثمنه للأسف!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثمن فادح للأسف ثمن فادح للأسف



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday