قلة أدب
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

قلة أدب

 فلسطين اليوم -

قلة أدب

بقلم أسامة غريب

لقد كنا فى السابق قبل اختراع المحمول نظن أن قزقزة اللب أثناء عرض الفيلم هى أعلى مراتب قلة الذوق.. حدث ذلك فى الزمن الذى كان فيه من يهمس داخل السينما إلى مَن بجواره يشعر أنه يرتكب ذنباً كبيراً، واليوم أصبحنا نتحسر على تلك الأيام بعد أن أصبح الحديث فى المحمول أثناء عرض الفيلم تصرفاً عادياً يمارسه الأوغاد دون حرج أو إحساس بالذنب. الغريب أن المسؤولين عن دور العرض ينهضون بمنتهى القوة لفرض النظام داخل الصالة حين يتعلق الأمر بأشياء تخص البيزنس وتشغيل الكافيتريا، فهم لا يتسامحون بالمرة مع محاولات إدخال سندوتش أو قطعة حلوى جلبها المتفرج معه من الخارج، ولا يخجلون من وضع لافتة كبيرة تحذر الجمهور من إدخال مأكولات أو مشروبات إلا فى حالة شرائها من كافيتريا الدار! أما استعمال المحمول داخل الصالة فلا جناح عليه وكذلك التهريج وتبادل النكات والإفيهات بين الشباب.

لكن مما يعزى المرء أن هذه الأشياء التى تنغص على المتفرج وتمنعه من المشاهدة الهادئة ليست جديدة ولا وليدة هذا الزمان.. صحيح أنها كانت موجودة بأشكال تزيد أو تقل حدتها تبعاً لظروف الزمن وأخلاق أبنائه، إلا أجدادنا قد عانوا أيضاً من أشياء لا تخطر على بالنا اليوم. وقد قرأت مقالاً قديماً للمخرج محمد كريم (1896-1972) أعرب فيه عن كراهيته الشديدة للطربوش بسبب تأثيره السيئ على مشاهدة الأفلام، وكان مما قاله رائد الإخراج: الطربوش كالتمثال الصامت، جميل رائع، لكن جماله سلبى ومعانيه لا وجود لها، وأنا أنقم على الطربوش جموده، وهو فوق ذلك مصدر من مصادر ضيق النفس وسبب لإزعاج الغير فى دور السينما، وهذا هو بيت القصيد، وإنى أعد لبس الطربوش فى دور السينما سبب قلق وإزعاج خاطر، وأذهب بعيداً وأقول إنه نقص فى الأخلاق، لأن الشخص أو الشخصين اللذين لا يحلو لهما الهمس فى دار من دور السينما إلا وهما لابسان الطربوش، إنما يتعمدان حرمانى وحرمانك من الفائدة أو المتعة التى أتينا من أجلها، فهما فى الحقيقة تنقصهما الأخلاق. إن السيدة فى أوروبا تخلع قبعتها إذا ذهبت إلى مسرح أو سينما. ومع ما فى خلع قبعة السيدة ولبسها بعد ذلك من تعب وإجهاد ووقت، فإنها لا تتردد فى خلع قبعتها احتراماً لشعور الجالسين فى الصفوف التى خلفها..أما هنا فإنه يعز على الكثيرين أو يتعمد الكثيرون ألا ينزعوا طرابيشهم ولهم فى ذلك حجج وأعذار من السخف أن نعتد بها أو نقيم لها وزناً، فالبعض يفضل أن يلبس الطربوش لأنه لا يتفق مع وقاره أن يبدو عارى الرأس، والبعض يعتذر بزكام أو برد طارئ، والبعض يرى أن منظره بالطروش أجمل منه بغيره، أو ليخفى صلعته اللامعة أو لأسباب أخرى تافهة يزنها بميزان عقليته.

هذا ما كتبه محمد كريم منذ ما يزيد على 80 سنة، وقد عبّر عن مرارته كعاشق للسينما ممن يحولون بين الناس وبين الاستمتاع بمشاهدة الفيلم فى دار العرض.. وهكذا لكل زمن متاعبه ومنغصاته، وتعددت الأسباب ولكن قلة الأدب واحدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قلة أدب قلة أدب



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday