السينما سلاح أميركي
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

السينما.. سلاح أميركي

 فلسطين اليوم -

السينما سلاح أميركي

بقلم : أسامة غريب

الأميركان سادة السينما فى العالم بلا منازع، وقد استخدموها لتكريس مفهوم العولمة، ولم يترددوا فى جعل الأفلام السينمائية شرائط دعاية مجانية للسياسة الأمريكية. وفى هذا الشأن، يمكننى أن أرثى لخصوم الأمريكان الذين يواجهون صراعاً غير متكافئ يتحولون فيه على يد صناع الأفلام إلى وحوش بشرية فى منتجات سينمائية تستخدم الصورة والألوان والحوار والموسيقى والمؤثرات لإقناعك بفكرتهم وجعلك تكره أعداءهم وتبكى لأجل ضحاياهم، مستبعداً تماماً فكرة أن هناك ضحايا على الجانب الآخر قام الأمريكان بقتلهم دون رحمة.. ومعظمهم للأسف من المدنيين!.

ويمكن لمن تابعوا أفلام هوليوود التى تم إنتاجها أثناء الحرب العالمية الثانية، وكذلك الأفلام التى قدموها بعد الحرب، أن يفهموا ما نقول، حيث قدمت الجندى الأمريكى باعتباره حامل رسالة الخير والسلام فى مواجهة همجية جنود النازى، مع أن الواقع يقول إن الفريقين ارتكبا بحق بعضهما وبحقنا أيضاً كل أنواع جرائم الحرب!.

كان للسينما الأمريكية أيضاً دور مشهود أثناء الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتى، وقد لعبت أفلام مثل سلسلة «جيمس بوند» دوراً مشهوداً فى الصراع، وكذلك أمكن توظيف مخرج بحجم ألفريد هتشكوك ليتفرغ أثناء الستينيات لإخراج أفلام مثل «الستارة الممزقة» و«توباز»، وهى أفلام تمثل دعاية صارخة للطرف الأمريكى فى الصراع مع السوفييت، وقد كانت مع غيرها من الأفلام سبيلاً لأن توصّل إلى المتفرج العادى فى كل أنحاء العالم صورة عن الروسى السخيف البارد القاسى الخالى من المشاعر، مقابل الأمريكى الحالم خفيف الظل، الذى هو رب أسرة، عطوف كذلك!.

بعد نهاية الحرب الباردة، لم يعد من عدو يتوجه إليه القصف السينمائى الدعائى الأمريكى سوى العرب والمسلمين، وتم إنتاج عشرات الأفلام التى تظهر الوحشية والاستهانة بالحياة من جانبنا فى مقابل الوداعة وحب الحياة لديهم. وفى الحقيقة، تطوف بالذهن لدى مشاهدة أفلام من هذا القبيل أن قصف ملجأ العامرية ببغداد بواسطة الطائرات الأمريكية، وقد كان يعج بمئات النساء والأطفال دفنوا جميعاً تحت الأنقاض، كان يصلح لعمل عشرات الأفلام، وكذلك الغارة الإسرائيلية على قرية قانا التى كان ضحاياها من الأطفال، وبالطبع هناك الغارة الشهيرة للصهاينة على مدرسة بحر البقر الابتدائية بمصر والتى أوقعت تلامذة المدرسة الصغار جميعاً ما بين قتيل وجريح.

إننى أتصور أن قيامنا بعرض الأفلام الأمريكية المصنوعة ببراعة والتى تنقل وجهة نظرهم فقط فى موضوع الإرهاب، مع غياب إنتاج فنى يقدم قصص وحواديت الثكالى من أبناء جلدتنا، قد ساهم فى إحداث تعاطف لدى جانب كبير من الجمهور لدينا مع المآسى الأمريكية والإسرائيلية، والتى هى فى النهاية رد فعل محدود الأثر على مجازر رهيبة وقعت بحق الإنسان العربى.. وقد ساهم هذا التعاطف فى انصراف المواطن العربى عن متابعة القصف الإسرائيلى اليومى لقطاع غزة بعدما أصبحوا ينظرون للمأساة الفلسطينية على أنها تقف عائقاً فى سبيل استمتاعهم بالحياة دون تنغيص، وحاجزاً أمام إقامة علاقات كاملة بالشقيق الإسرائيلى الذى أصبحوا ينظرون إليه بإعجاب!.. وهذه فى ظنى هى الهزيمة الحقيقية التى لعبت السينما فيها دوراً أساسياً، حيث دأبت على تكريس فكرة العربى المتوحش، وذلك قبل قتله وسط ترحيب الجميع!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السينما سلاح أميركي السينما سلاح أميركي



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:20 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجوزاء" في كانون الأول 2019

GMT 15:13 2014 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

معرض "الشارقة للكتاب" يستضيف الإعلامي أسامة مرّة

GMT 09:56 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

ترامب يبحث بناء منصة خاصة له بعد حذف حسابه على "تويتر"

GMT 18:15 2020 الأربعاء ,18 آذار/ مارس

تفاصيل برنامج هنا الزاهد «هزر فزر»

GMT 17:57 2019 السبت ,01 حزيران / يونيو

تنتظرك ظروف غير سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 23:52 2019 الأحد ,24 شباط / فبراير

"مؤمن زكريا" مطرود "قصرًا" من الوسط الرياضي

GMT 16:51 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

اتحاد جدة يفوّض بيليتش لفصل صفقة الإيفواري "سانوجو"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday