المسؤولية تجاه الأنفار
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

المسؤولية تجاه الأنفار

 فلسطين اليوم -

المسؤولية تجاه الأنفار

بقلم أسامة غريب

لو تأخر الراتب الشهرى على الموظف، أو الأجر الأسبوعى على الصنايعى، أو اليومية على العامل لوجدته على استعداد لأن ينسى الأدب والأخلاق والتحضر والمدنية والدين والتربية، فيمكن أن يخرب العمل ويتلف المستندات ويعطل مصالح الناس، كما أن البعض قد يصل به الشطط فى الإعراب عن الغضب إلى حد ارتكاب جريمة قتل.

لكن نفس الشخص الذى رفض أن يتأخر الراتب يمكن أن تجده على استعداد بكل طيب نفس وكرم وأريحية أن يشارك فى عمل تطوعى بالمجان يأخذ منه الساعات الطويلة التى قد تمتد إلى أيام وأسابيع يبذلها راضيا دون أن يشكو أو يتذمر.. ذلك أن هناك فرقا شاسعا بين العمل بأجر، الذى يقبل عليه الإنسان بدافع سد الرمق، وبين العمل التطوعى الذى يسعى إليه المرء وقد يتكلف لأدائه مالاً يدفعه من جيبه، فالإنسان لا يتطوع إلا من أجل ما يسعد نفسه ويرضى ضميره. يستوى هنا التطوع من أجل القتال فى سبيل الوطن عند تعرضه للعدوان مثلما حدث فى مصر عام 56 عقب العدوان الثلاثى، أو عندما فُتح باب المقاومة الشعبية فى حرب أكتوبر 73 بعد حصار مدينة السويس.. يستوى التطوع للقتال فى سبيل الوطن والتطوع فى حملة للتبرع بالدم، مع التطوع فى معية مرشح يثقون به ويرغبون فى دفعه لاعتلاء الكرسى. كل عمل تطوعى يتضمن إذن تضحية بالوقت والجهد وربما المال، وفى أغلب الأحوال يكون المتطوعون من المواطنين البسطاء الذين أدمنوا حب هذا الوطن وليس لديهم سواه، فلا يعرفون الباسبورات الأجنبية، وليس لديهم مهجر يمكن أن يشتمونا منه، كما لا ترحب بهم البلاد العربية إلا سياحاً يملأون أفواه المطوّفين بالمال ويشغلون الغرف الخالية بالفنادق، أو عمالة رخيصة بلا حقوق. هؤلاء هم من يقومون بالعمل التطوعى الحقيقى فى بلادنا، وهم فى هذا يختلفون عن بعض دكاكين حقوق الإنسان ودكاكين الصحافة التى تزعم كشف الانتهاكات والقيام بالعمل التطوعى وهى تلهط بالدولار والريال.

لهذا ينبغى على كل من له أنصار ومتطوعون يثقون به ويظنونه مبعوث العناية الإلهية لإنقاذ الوطن أن يترفق بهم ويتقى الله فيهم، فلا يتعامل معهم باعتبارهم قطعان غنم يحركها من هنا لهنا تحت المطر، وفى الصيف اللاهب، وفى ذروة العواصف الترابية دون أن يستشعر الخجل من ترك الأنفار تتضور جوعاً وتعباً ويطلب منهم أن يرابطوا حتى يفك أسرهم. عرفنا دائماً من يستخدمون الدين ومن يتوسلون بالوطنية لكسب متطوعين يتركون منازلهم وأهليهم، وربما لا يوجد ببيوتهم طحين أو حليب، وهؤلاء يذهبون وراء الأبطال المزعومين يؤازرونهم ويضعون دماءهم تحت الطلب ورهن الإشارة. ليت من يقودون الأنفار يكون لديهم الوعى بأن الله سوف يحاسبهم عن آلاف ساعات العمل التى خسرها الوطن، والرزق الذى ضاع على هؤلاء الأشخاص وعائلاتهم عندما فضلوا ترك العمل وإهمال الأبناء واتجهوا للاحتشاد خلف ما ظنوه مشروعاً لخير الوطن أو من ظنوه سيأتى لهم بالعدل فى الدنيا وتكون نصرته سبباً فى دخولهم الجنة فى الآخرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسؤولية تجاه الأنفار المسؤولية تجاه الأنفار



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday